أنا و أنت
هو و هي
فلان و علان
كلنا لدينا ما نقوم به في هذه الحياة...
ربما كنت الآن منهمكا في عملك الذي تحصل منه رزقك
أو كنت على طاولة الطعام تتناول وجبة شهية
أو كنت على فراش وثير تغط في نومة هادئة
أو تمارس رياضة لتحصيل جسم وافر بالصحة و القوة
أو لعلك تقضي إجازة نهاية الأسبوع على شاطئ البحر مستمتعا بجمال الطبيعة
أو ربما كنت في هذه الساعة في المسجد تؤدي فريضة من الفرائض
أو تقرأ حزبا من القرآن
أو تذكر الله
أو خلاف ذلك كله !
ربما كنت الآن تنصت إلى أغنية صاخبة بالعشق
أو تنظر إلى أجساد عارية تتراقص أمام الشاشة
أو تمارس شيئا من الرذائل... ربما!
على أية حال كل تلك الأمور-على اختلافها-بإمكانك أن تفعلها أو لا تفعلها تمارسها أو تتجنبها
أنت وحدك صاحب القرار أولا و أخيرا
فأنت بكل بساطة تستطيع أن تذهب إلى العمل أو لا تذهب!
تأكل أو لا تأكل!
تماما كما يمكنك أن تصلي أو لا تصلي!
تذكر الله أو لا تذكر الله!
تترك الرذائل أو تمارسها!ّ
كل ما سبق أمره راجع إليك وحدك فأنت مخير بين كل تلك الأمور و الأعمال.
و لكن
هناك عمل واحد فقط لابد أن تقوم به في هذه الحياة.
و الشيء المختلف في هذا الأمر انك لست مخيرا بين فعله و تركه!
بل يجب أن تفعله راضيا كنت أم ساخطا شئت ذلك أم أبيت!
إن العمل الذي يتوجب عليك القيام به –عاجلا أم آجلا- هو أن تموت.
و بالتالي يتوجب عليك الانتقال إلى منزل جديد و حياة مختلفة
و منزلك الجديد ليس سوى حفرة ضيقة جدا بالكاد تتسع لك و مظلمة أيضا!
ليس ذلك فحسب بل سينهال عليك من التراب و الطين أحمال و أثقال..
و لن يكون في تلك الحفرة أجهزة تبريد عند اشتداد شمس الظهيرة!
كما أنه لن يكون هناك أجهزة تدفئة في ليالي الشتاء القارسة!
و حولك ديدان الأرض تجتهد في قضم كفنك حتى تصل إلى جسدك لتنهش من لحمه
و أنت مع كل ذلك لا تعرف كيف ستكون حياتك في منزلك الجديد هذا؟
هل ستكتب من السعداء؟أم من الأشقياء؟
إن ذلك كله معتمد على عملك الذي اخترت القيام به في حياتك السابقة
انه شيء مرعب و مخيف حقا
و لكن ما دمت تقرأ هذه السطور فلا تزال الفرصة سانحة أمامك للمراجعة و التوبة.
فاغتنم-رعاك الله-الفرصة فهي أيام قلائل ثم يقال
مـــات فلان,يرحمه الله! و اجتهد في ما يرضي الله عنك.
فهي والله الحياة الحقيقة التي إن سعدت فيها كنت سعيدا للأبد
و احذر أن تكون الثانية فتهلك!
قال تعالى:} كل نفس ذائقة الموت و إنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور {سورة آل عمران الآية 185
و قال تعالى: }كل نفس ذائقة الموت و نبلوكم بالشر و الخير فتنة و إلينا ترجعون{سورة الأنبياء الآية 35
و قال أيضا:} قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون{ سورة الجمعة الآية 8