أذا لم تجد عدلا في محكمة الدنيا ، فارفع ملفك لمحكمة الآخرة
فان الشهود ملائكة والدعوى محفوظة والقاضي أحكم الحاكمين.
لنسائل أنفسنا ولو للحظة، ما هي أزمتنا، عمّاذا نبحث وماذا نريد..
لِمَ نواجه الحياة بكل هذا العنف والقلق والغضب والسوء،
ولم يرُد الزمن سخطنا بعناد شديد
لِمَ نحيى كالعائد من القبر، بوجوه ارتسم عليها الإجهاد،
ونظرات عداء وخواطر كئيبة وحزن يزداد عمقا يوما بعد يوم..
لِمَ نفقد معنى الأشياء، وتزداد قلوبنا ظلمة وأرواحنا بعثرة دون أن نفوز بشيء..
لِمَ يطول خصامنا مع أنفسنا وتتعمق عزلتنا ويرافقنا اليأس والتذمر..
السبيل الوحيد لمعرفة الحقيقة هي البحث عنها،
وإن كان السؤال حقا نصف الجواب، فأسئلة كثيرة هي بداية متاهة لا عودة منها،
حينما يصبح السؤال هو الجواب.
فنحن لا نفهم سر انقلابنا على أنفسنا لأننا لا نعرف طمأنينة النفس،
لا نواجه ولا نسائل ولا نختلي بأرواحنا لنحاورها من أين نأتي وإلى أين نمضي..
نعجز عن كسب ود أنفسنا فكيف نكون ودودين مع الغير..
فقدنا احترامنا لذواتنا فكيف نحترم الغير..
تصلبت شرايين قلوبنا فكيف تنبض حبا للغير..
لقد تهنا بحثا عن السلطة والامتلاك وخضنا امتحانا عسيرا مع أنفسنا
لبلوغ أرفع مستويات المجد المادي والعلمي والتكنولوجي
وعقدنا صفقات مع أرواحنا أن لا شيء يقف أمام جشعنا وطمعنا وحساباتنا،
فضعنا أمام نزوات النفس التي لا تنتهي كأرض لا يرويها مطر ولا دم.
اختلطت المفاهيم في عقولنا !!!!!
فسمينا الجشع طموحا،
والسرقة ذكاء
والرشوة هدية،
والنصب دهاء،
والنفاق مجاملة،
وحللنا الحرام
ورغبنا الممنوع
واحترفنا الصراع والعدوانية والضغينة.
يسأل المرء نفسه ما الذي ليس عندي ليبدأ في البحث عنه قلقا منزعجا منكسرا ومتذمرا،
فيما لا يسأل نفسه أبدا ماذا وهبني الله وبم ميزني عن الخلق
وما الذي يسعدني ويثري رصيدي، ليس فقط المادي بل الروحي والمعنوي والوجودي.
إهدؤوا.. للحظة ولملموا شظايا أرواحكم المبعثرة،
وأيقظوا مشاعركم النبيلة التي فترت مع الزمن،
وبسمتكم الشاحبة وضحكتكم التي نسيتم رنتها..
أنظروا إلى حياتكم الماضية لتفهموا ما سيأتي دون أن تبكوا في سركم،
دون أن تندموا.. كي لا تفوتوا فرصتكم في أن تكونوا سعداء مع أنفسكم ومع أحبتكم..
إهدؤوا.. ستجدون أنفسكم أحسن حالا،
فهناك من يعيش دوما معتقدا أنه أسوأ حالا من كل الناس..
أزمتنا أننا من ضعفنا ... كلانا يحتاج الآخر !!
لكننا نعتقد أننا من القوة .... لا نحتاج إلى أحد !!!