Koujirou Genda عضو مميز
جـْنـسّيْ : مُسَاهَماتِي : 255 مآلَـيْ : 6431 شّهـْرتـْي : 5 آنْضضْمآمـْي : 17/09/2011 ع ـ’ـمريْ : 26
| موضوع: (مغامرات نجم)2 الأحد نوفمبر 06, 2011 5:54 pm | |
| (6) في مركبة العصابة. استيقظ نجم على صوت بكاء ستيفن الحزين كانا في غرفة مظلمة تقريباً و كانا مقيدين ببعضهما فأراد نجم أن يهدئه فقال: لا تبكي، الأمر ليس بهذا السوء. قال ستيفن باكياً أكثر: أنا لا أبكي لهذا السبب لقد سمعت ما قالوه قبل قليل... قال نجم و قلبه ينبض فزعاً: ماذا؟ - -اسمع، لقد قالوا بأنهم سيسلمونك لسيدهم أما أنا فسيبوعنني لأي تاجر عبيد في طريقهم... ثم أضاف منتحباً: لن أرى والداي مجدداً... صمت نجم لم يعد يشعر بالخوف كان يحس بتأنيب الضمير لأننه السبب في ما حصل لستيفن مجرد التفكير في أن يكون ستيفن مثله يبيكه أكثر من اشتياقه لأمه، لحظات التفكير هذه قطع حين سأل: أين ذهب داسر؟ هدأ ستيفن وقال: لقد هرب... ابتسم نجم: لا تخف داسر كلب ذكي سيعثر على والدك في أقرب وقت وسينقذوننا. مرت الساعات ببطء شديد لا يسمع فيها سوى وقع قطرات المطر على النافذة، وبدأ اليأس يسيطر على نجم لكنه لم يملك ما يقوله لستيفن. دخل قائد العصابة بمفرده الغرفة وقال وهو يسحب كرسياً و يجلس عليه: حسناً يا فتى... قال نجم بسرعة: (محاولاً عدم إغرائه بضعفه) ماذا يريد جارح مني ومن أنت؟ ابتسم الرجل: اسمي جاسر و أنا قائد هذه العصابة كما ترى أرسلنا قائدنا كاسر الذي اتفق مع جارح لنحضرك إليه. وقف جاسر و اقترب من نجم الذي ومد يده ممسكاً وجهه وقال وعيناه مركزتان فب عين نجم: لماذا هربت إذا؟ هل أنت خائف من سيدك؟ قال نجم و قد امتلئ قلبه بالكراهية: أنا لا اخاف من أحد لا أنت ولا حتى جارح، لأنني ولدت حراً وسأظل حراً... ابتسم جاسر بخبث أكثر وقال: يالهذه الشجاعة لكن لتعلم ان عقابك سيكون أليماً حين تعود إلى هناك. قالها وغادر الغرفة خارجاً، لقد نظرات نجم الغاضبة ركزت على الباب لفترة طويلة، حتى قاطعه ستيفن: نجم... عاد نجم ليركز بهدوء في ستيفن الذي قال: إنها أول مرة أعرف كم تعاني حقاً، لذا... أنا مستعد للسفر معك لكل البلاد حتى تجد والديك... قال نجم: لا يا ستيفن مازلنا في روما بمقدورك العودة لهما مجدداً. -لكن...لكن..ماذا عنك؟ سيضلون يلاحقونك في طريقك و لن تستطيع الهرب منهم للأبد، فكر يا نجم تتحتاج من يساعدك في طريقك... -لا لديك والدان يا ستيفن لديك منزل ووطن، ماذا سأقول لوالديك لو حصل شيء لا قدر الله لك؟ أنا لا أطيق هذا أن أكون سبباً في ابعاد شخص عن أمه هذا يجعلني أتعذب من داخلي أكثر من اللازم... -نجم... - لا تقل شيئاً، هذا قراري النهائي لن آخذك معي. صمت ستيفن حينها، و فجأة قال: نجم!! قال نجم غاضباً: أخبرتك أنه قراري النهائي ألا تفهم؟ قال ستيفن: أنا لا أقصد هذا انظر... - ماذا؟ حين حول نظره نحو جهة ستيفن لاحظ وجود سكين يبدو أنها سقطت من جاسر دون أن يلاحظ هذا، قال نجم: حسناً، لكنني لن آخدك معي. بدأ ستيفن يحاول سحب السكين يقدمه ناحيته فقال لنجم: تحرك للأمام من فضلك! - وماذا أفعل أنا الآن إذاً...؟ - لنتوقف عن التشاجر لن ننجح إن بقينا هكذا... نجحا أخيراً في الوصول إليها و قاما بقطع الحبال التي تقيدهما و أخيراً وقفا على قدميهما فقال نجم: إنها أول مرة أشتاق فيها للوقوف على قدماي. تحركا بهدوء وفتحا الباب لم يكن هنالك أحد بالخارج تقدما بهدوء خارجين، كان المكان أشبه بسيارة كبيرة محصورين في داخلها وقال ستيفن هامساً: لابد و أن هذه مركبة العصابة و كأننا في مركبة مخلوقات فضائية!! قال نجم: مخلوقات فضائية!! نظر إلى نجم مستغرباً: ألا تعرف ماهي المخلوقات الفضائية؟! نجم: بصراحة لا لكن أعرف ما هو الفضاء... - -إنها... قال نجم ليوقفه: توقف، حين نخرج من هنا تكلم كما تشاء... قال ستيفن: هذا إذا خرجنا أصلاً... حينها نظر نجم أمامه فوجد أحد أفراد العصابة أمامه يقول: أين تظنان نفسكما ذاهبّين؟ قال نجم: امممم...إلى الخارج! و بسرعة إنطلقا هرباً منه و بينما هما يجريان قال نجم: لماذا عندما تقول شيئاً يتحقق فعلاً؟ قال ستيفن: حتى في المدرسة لطالما قال لي أصدقائي هذا لأنني إن قلت شيئاً سيئاً فإنه يتحقق فعلاً. - -وما هي المدرسة؟ -فلنهرب أولاً. حين استدارا كانت المفاجأة فرد آخر من العصابة فعبرا من طريق آخر و فتحا باباً و دخلاه مغلقّين الباب خلفهما وهما يلهثان قال نجم: لم يبقى لنا سوى الهرب من هذه النافذة! فرد الآخر: حسناً إذاً... فتحا النافذة وحاولا الخروج منها فخرج ستيفن أولاً وفي اللحظة التي أراد نجم فيها الخروج فُتح الباب ودخل جاسر قائلاً: ليس بهذه السرعة يافتى! لحظتها أحست نجم به يطبق على ساقه فحاول دفعه بعيداً و إذا بقدمه تضرب وجه جاسر فقال نجم ساخراً: أنا آسف... ثم قفز خارجاً من النافذة وانطلقا هرباً، وصلا إلى ما بين أشجار عالية و قد أرهقهم التعب الشديد و حين وصلا هناك استقبلتهم العصابة مجدداً وحين حاصرتهم توقفا فاقترب قائدهم قائلاً: للأسف لن تهرب هذه المرة أيضاً... لحظتها سمعوا صوتاً قادماً: توقف مكانك هل تتوقع أنني سأتركك تؤذي إبني؟ حين استدار الجميع رأوا والد ستيفن واقفاً هناك فقال جاسر بخبث: يمكنك أخذه نحن لا نريده. جرى ستيفن نحو والده و هو يعانقه، لكن والده قال: لا تظن أنني سأتركك لتأخذ نجم أيضاً... فقال ستيفن: و أنا أيضاً... ضخك أفراد العصابة وقال أحدهم: أنتما إثنان ونحن خمسة أخبرني كيف يمكنكم أن تهزمونا؟ ابتسم والد ستيفن وقال: لمعلوماتك نحن لسنا وحدنا... قالها و إذا بعدد هائل من الناس يجتمعون حولهم بعضهم من التجار الذين كانوا في السوق ورأوا ماحدث و أيضاً والدة ستيفن و أخوه و داسر أيضاً، زالت الإبتسامة من وجوه أفراد العصابة وقال جاسر: حسناً ربما ليس الآن. ثم نظر إلى نجم و أضاف: لكن تأكد أنك لن تنجو من قبضتنا للأبد. قالها وبعدها غادروا بسرعة ولم يرهم بعدها جرت والدة ستيفن تعانقه لكنها فجأة قالت: في المرة القادمة احترس لنفسك. لم يعرف نجم كيف يشكرهم وهم على مائدة العشاء الليلة، لكن والد ستيفن رد عليه: لا داعي لقد أنقذت ستيف و هذا أقل ما يمكننا شكرك به. احمرت وجنتا نجم: و عند صباح اليوم التالي استعد نجم للرحيل نحو البندقية و حين كان خارجاً من منزلهم جرى نحوه ستيف قافزاً عليه و هو يقول: أستذهب يا نجمي؟ ابتسم نجم له وقال: أجل. قال ستيف والدموع تظهر على عينيه: لماذا؟ قال نجم بهدوء: لأن أمي قالت لي تعال و أريد أن أذهب إليها... ثم عانقه و قام مبتعداً و هو يقول: أعدك أنني سأقوم بزيارتك في أقرب وقت وحينها سمع: نجم... اقترب والد ستيفن و مد له ورقة و حين فتحها كانت خريطة و معها بوصلة فقال والد ستيفن: ربما تحتاجها. قال نجم وقد احمرت وجنتاه أكثر: أشكرك كثيراً. و قالت الأم وهي تعانقه: اعتني بنفسك... و عانقه ستيفن أيضاً و هو يقول: إلى اللقاء يا نجم. ثم أضاف فجأة: أوه نسيت أن أخبرك ماهي المخلوقات الفضائية!!! تركه نجم وجرى مبتعداً يلحقه داسر وهو يقول: لا لا لا أريد أن أعرف اشكرك كثيراً الوداع. قالها وانطلق نحو مغامرته المقبلة. (7) لحظات قاسية. وصل نجم للبندقية و وجهه يحمل سعادة ليست بأكثر من داخله و بينما هو هناك كان يتمشى في شوارعها و إذا بقارب يقترب ناحيته و كانت صدفة غريبة أدت إلى وقوع داسر في النهر و حين أخرجه نجم اعتذر له الفتى الذي كان يقود القارب فقال نجم: لا بأس اعتقد أنك لم تقصد... نفض داسر نفسه و نشر المياه عليهما فضحكا ثم هم نجم بالمغادرة و انطلق باحثاً وهذه المرة كانت أحلامه أكبر منه و ثقته بوجود أمه مادامت حية مع والده واسعة جداً كقلبه الذي كان أوسع من ثقته ليحوي جميع الناس، توقف هذه المرة فوق احد جسور البندقية العالية ليرى العالم أكبر مما كان يتخيله في خياله، و في هذه الأثناء حطمت سكين الجدار في مقر العصابة قال جارح غاضباً: لا اصدق، إنه فتى في الثالثة عشرة لا أصدق أنه هزمكم بسهولة... قال جاسر معترضاً: لقد كانوا أكثر منا لم نستطع هزيمتهم... قال جارح: لماذا لم تمسكوا بالفتى و توقفوهم؟ صمت جاسر و لم يعرف ماذا يقول فقال جارح: اذهبوا و أحضروه لي حالاً... بالنسبة لتلك السيدة و لزوجها فقد كانا فوق جسر من جسور البندقية أجل لقد كانا والدا نجم حقاً قال الرجل: هل أنتِ متأكدة من أنه نجم؟ اجابت: أجل يا جامح لقد رأيت نجمه... و رأيت تصرفه معي لقد ناداني... قال يجب أن أذهب يا أمي، أعدك أنني سأعود قريباً... لقد كان مرغماً على الهرب... قالت كل هذا وعيناها تحدقان في النهر أسفلهما و قال زوجها جامح محاولاً تهدئتها: لا تخافي أنا متأكد من أنه سيكون بخير يا امتنان. قالت امتنان: و كيف تتأكد من ذلك؟ قال جامح مطمنئها و هو ممسك بيدها: مادامت لديه الشجاعة ليبحث عنا في كل أنحاء العالم فإنني أعرف أنه فتى لا ييأس أبداً وخصوصاً بعدما رأيت تصرفه معنا حين اصتطدم بك كان تصرفاً عاقلاً... ثم أضاف ناظراً في عينها: أنا متأكد أن هذا الفتى يحمل أخلاقاً نبيلة و قلباً طيباً سيساعده كثيراً. دمعت عيناها لكنها قالت: أجل ربما. قال جامح: ليس ربما، إنما هو هكذا لأنه ابني... نظرا نحو الأفق حيث شارفت الشمس على المغيب و عاكسة أشعتها الذهبية على المياه الصافية. (8بكاء طفل مشى نجم متنقلاً ومغامراً في أنحاء و كان يراقب العالم من حوله يستمتع بالترحيب للناس و بالإكتشاف و المضي قدماً حينها أتى صوت باكي صغير و حين اتجه مصدره كان طفلاً ربما يكون في الثالتة و أخخته ربما كانت في الخامسة اقترب نجم منهما فتراجعا للوراء فقال: لاتخافا أنا لن اؤذيكما... ثم سألهما ماذا تفعلان هنا ولماذا يبكي أخوك الصغير؟ قالت الطفلة: نحن تائهان لقد ضعنا في ساحة سان ماركو... قال نجم ماسحاً بيده على رأس الطفلة لا تقلقي سأساعدكما في العثور عليهما. ثم أضاف: هل تعرفان شكل والديكما؟ اجابا معاً: نعم. ابتسم نجم وقال: هيا فلنبحث عنهما... و قفوا و اتجهوا نحو ساحة سان ماركو و مرت ساعات و هم يبحثون متنقلين مساء اليوم جلسوا على سطح احد المنازل، لم يكن أحد مستيقظ سوى نجم الذي جلس ير اقب النجوم و يفكر كيف سيجد والديهما بالنسبة له كان نجمه يشع في السماء و نجما والديه قريبان جداً منه ربما سيلامسانه ذات يوم ابتسم لنفسه في شجون و احس بقربها اكثر و مع مراقبته المستمرة للنجوم لم ينم تلك الليلة و عند شروق الشمس انطلق عابراً يتمشى تاركاً الجميع وراءه نائمين و بينما هو ماشي صادا اصطدامه بالفتى الذي صدمه بالقارب أمس و حينها قال له: مرحباً، مالذي يخرجك في هذا الصباح الباكر الشمس على وشك الشروق؟ قال نجم: لنفس السبب الذي أخرجك أنت في نفس الوقت...! قال الفتى و هو ينظر إليه نظرة غريبة: خرجت لأعمل... قال نجم: اه أجل أنا لا أعمل لكنني خرجت فقط هكذا... قال الفتى و هو يحدق في وجهه: لماذا هل أنت تائه؟ قال نجم: لالالا أنا لست تائهاً... فجأة عاد الولد إلى طبيعته و مد يده قائلاً: مرحباً اسمي بيلي و أنت؟ فتح نجم فمه من الدهشة قبل دقيقة كان يتصرف و كأنه محقق والآن... قال بيلي: كنت أمزح معك فحسب هيا ما بك لا تصافح مد نجم و صافحه و هو يقول: و أنا نجم سررت بلقائك... سأل بيلي: لكن أخبرني مالذي أخرجك في هذا الوقت؟ قال نجم: لدي طفلان تائهان ويجب أن أعثر على والديهما هذا كل مافي الأمر؟ نظر إليه كالمحقق مرة أخرى: فقط هذا؟! - حسناً...أنا أيضاً أبحث عن والداي... ابتسم بيلي و قال: انا الأنفع لهذه المهمات...فأنا أحب المغامرات... قال نجم: كيف؟ - -لدي قارب... - -أليس هذا القارب أجرة... ألا يمنعك سيدك من هذا؟ - -لا ليس لدي سيد أنا أعيش مع والداي و القارب لي. قال نجم: أنا لا أعرف كيف اشكرك... - -لا داعي للشكر المهم هو أن تجد كل من تريد. بينما هم جميعاً في القارب، كانوا يراقبون العالم كالعادة و بدأ بيلي يتكلم واصفاً مدينته وسميت أيضا بلاد البنادقيين، معربة بونودرتشيا أوالإغريقية أو نسبة إلى البندق؛ بالإيطالية مدينة في شمال إيطاليا، وعاصمة المنطقة فينيتو، يبلغ عدد سكانها ما فوق 271367 جنبا إلى جنب مع بادوفا، فان هذه المدينة يتم تضمينها مع بادوا، فينيسيا منطقة العاصمة السكان 1،600،000 تاريخيا كانت المدينة أمة مستقلة. ، والبندقية وملكة البحرالأدرياتيكي ومدينة المياه ،و مدينة الجسور، ومدينة الضوء. وكُتب عنها انه مما لا شك فيه ات البندقية هي أجمل مدينة بناها الإنسان... قال نجم:لها عدة مسميات لكنني ما زلت أشك في أنها أجمل مدينة في العالم... ضحك بعدها و عبرا الجسور والطرقات و حتى أنهما مرا بجسر التنهدات العالي و في أثناء مرورهما توقفا عند ساحة سان ماركو و وقفا هناك يراقبان الصغار و هم يلعبون مع الحمام. (9) سأعيد و أعود... تعب نجم و استلقى نجم متعباً و قد أخذه التعب لكن لحظتها سمع صوتاً و حين استدار وجد الصغيران قد اختفيا! حينها استدار بحثاً عنهما و قد أخذه الخوف و لكن في أثناء جريه في الساحة رأى اسوأ ما يود أن يراه كانوا هم مجدداً لكن قائدهم فحسب، اقترب منه لكن نجم لم يحرك من مكانه وقال بخبث: أعرف أنك تريد الصغيرين لقد كانا معك طوال الوقت، إن كنت تريدهما فتعال عند إنتصاف الليل في سانتا ماريا ديلا ساليوت... قالها ثم أكمل: ليس أمام كل هذه الجموع سأختطفك لذا تدبرت الأمر بطريقة عبقرية. بعدها اختفى مغادراً الساحة، شعر نجم بغضب شديد جداً و لم يعرف ماذا يفعل لكن مع اتجاه الشمس إلى الغروب تمشى نجم وبيلي مع داسر في الطريق و الغضب يسيطر على نجم و قال بيلي: نجم لا تقلق عليهما فقط... أعرف لكني لا أعرف ماذا اقول... حينها سمع نجم صوت نحيب آخر و قال بيلي: انظر!! حين استدار و جد رجلاً و زوجته تبكي فاقترب منهما وقال: اعذراني... رفع السيدة رأسها فقال: أليس لك إبنان صغيران ضائعان؟ قال الرجل و هو ينظر إليه بهدوء: أجل صبي و فتاة... قال نجم: أنا أعرف اين هما... و قفت الأم و نظرت إليه قائلة: أين أرجوك أخبرني... تردد نجم وهو يرى دموعها وقال: سآخذك إليهم لكن عند إنتصاف الليل... صمتت و لم تقل شيئاً، إنتصف الليل الساعة الثانية عشرة و اتجه نجم و بيلي نحو سانتا ماريا بالقارب... تو قف نجم هناك و انتظر لبرهة فخرج إليه جاسر و قال: ها قد اتيت إذاً... اقترب نجم وقال: أين هما؟ قال جاسر: أتريدهما تعال وخذهما. اقترب نجم أكثر وحينها ظهر الرجال و منذ أن رأى الصغيران نجم اتجها نحوه و عانقاه و حنها قال لهما: لقد وجدت والديكما... نظرا إليه فقال: إخرجا إليهما... غادراه بعدها فوقف نجم و اقترب منه جاسر قائلاً: كم أنت غريب فتى تضحي بنفسك من أجل الآخرين. ثم أضاف: للأسف ستأتي معنا... إبتسم نجم: أعتقد أن هذا مستحيل... انطلق داسر نابحاً من خلفهم فجأة و أطاح بهم فصرخ بيلي: نجم هيا! جرى الثلاثة نحو القارب لكن في اللحظة التي إقترب فيها نجم من القارب أحس بشيء يحيط قدمه وفجأة سقط في الماء! حين اخرج رأسه لاحظ أنه مربوط بقدمه من جاسر الذي قال: لن تهرب مجدداً... قال نجم: أنا لن أعود معك أبداً... قال جاسر: لكنني سأرغمك على العودة... سحب الحبل لكنه انقطع فأصابتهم الدهشة الشديدة، و أخرج بيلي رأسه من الماء حاملاً سكيناً في فمه و غمز لنجم الذي عرف أنه ساعده، نظر جاسر لبيلي وقال: حسناً إذاً لن يفيدك كل من حولك يا نجم... قالها و قفز في الماء و سحب نجم إلى الأعماق بينما بيلي لم يلحظ نجم مالذي جرى له بالتحديد و حين فتح نجم عينه وجد جاسر هو من سحبه و هو الآن يمنعه من الطفو، لكن نظرة جاسر فقط هي ما تبرهن عن ما في داخله، عرف نجم ماذا يريد كان يريد أن يفقده الوعي و بدأت أنفاس نجم تتقطع فلم يملك سوى أن يتظاهر بالإغماء و حين فعلها نظر إليه جاسر نظرة غريبة ثم أخرجه من الماء، و ألقاه على الأرض فقال احد افراد العصابة: هل قتلته؟ رد جاسر بكبرياء: لا لقد أفقدته الوعي فحسب... نظر إليه الآخر بإشمزاز: بهذه الطريقة؟! قال جاسر ناظراً إليه: قال احضروه لكنه لم يقل لا تعذبوه... إبتسم الآخر و قال جاسر: قيدوا الفتى... فتح نجم عينه قليلاً ليرى فرأى بيلي و داسر مقيدين بقربه و أحس بشيء يمسك يديه من خلفه و بحبل يحيط بيديه لكن قبل أن يربطوه فتح عينه و اسقط الرجل في الماء بقدمه حينها أوقفه جاسر و قال: يالك من ولد ماكر! أتاه صوت من خلفه يقول: ليس الولد الوحيد الماكر هنا... و قبل أن يستدير ضربه بيلي بعامود على راسه و أدى ذلك إلى سقوطه في النهر. حينما قام نجم سأله: كـ...كيف؟ قال بيلي: للأسف أنا أهنئك فمن يطاردونك أغبياء... ثم أضاف مبتسماً: لقد نسوا السكين... ضحك الإثنان و عاد نجم إلى الصغيران ليودعهما بينما قالت الأم: أنا لا أعرف كيف أشكرك، لقد رأيت كم عانيت من أجلي... قال الأب: من هؤلاء و لماذا إختطفوا أبناءنا؟ لم يبقى أمام نجم سوى أن يخبرهم بكل شيء و حينها شكراه و ودعهم نجم معانقاً بيلي ثم إتجه مجدداً مغادراً إيطاليا كلها و متجهاً هذه المرة إلى عاصمة اليونان أثينا. (10) داخل الأكروبول الإغريقي. اتجه نجم نحو أثينا و هو لا يعلم ماذا ينتظره بعد كانت عاصمة اليونان البلد الرائع بمستقبل حافل كان في نظر نجم في السابق مستقبلاً مظلماً أما الآن أصبح المستقبل في نظره مضيئاً رغم أن ماضيه كان مؤلماً ضحك لنفسه و مضى حاملاً حلماً بعيداً جداً، بالنسبة لوالديه فقد كانا موجودان في الطريق لألبانيا دون أن يعرفا ما حصل لنجم أو إلى أين هو ذاهب، جلس نجم في سهول أثينا الواسعة و فتح الخريطة كان قرار بحثه في المكان التالي الذي سيذهب إليه هو أنقرة قي تركيا أعاد الخارطة إلى حقيبته و هو يفكر كيف سجدهما في هذا العالم الواسع الكبير لكن هذا ليس مستحيل، إتجه إلى أثينا نازلاً السهل و وقف في شوارعها المذهلة قال نجم و هو يجعل عينه تتراقص في كل مكان: هذه واحدة من أجمل أراضي العالم!!! و لكنه حين إستدار وجد داسر يجري بعيداً نحو السهل فجرى خلفه مناديه: داسر! و حين وصل للسهل أوقفه نجم وقال: ما الأمر...؟! جلس جاسر على العشب و يبدو متلهفاً فقال نجم ناظراً إليه و حاقداً: أتريد أن تلعب؟ رفع داسر ذيله بدليل على السعادة و الرغبة فأمسك نجم بغصن و هو يقول: حسناً أحياناً يجب أن يكون هناك وقت للمرح... جرى داسر كي يحضر الغصن الملقى و انتظره نجم طويلاً فإتجه إلى ما بين الأشجار بحثاً عنه و هو يقول: كفى يا داسر توقف عن المزاح... لكنه سمع ضحكة خافتة و حين نظر نحو مصدر الصوت وجد داسر و لكن ليس بمفرده بل وجد فتى في مثل عمره يمسح على رأسه و داسر واضعاً كفه على حجر الفتى و كان الفتى يجلس على كرسي متحرك، اقترب نجم فرفع الفتى رأسه وقال: مرحباً هل هذا كلبك؟ أجاب نجم: نـ.....نعم! إبتسم الفتى وقال: كلب لطيف... احمر وجه نجم مجدداً و يبدو أن الفتى لاحظ هذا فأراد تغير الموضوع فقال: ما اسمك؟ اجاب: نجم و هذا داسر و أنت؟ ابتسم الفتى أكثر و قال: آلبرت. ثم أضاف و أنت يبدو أنك لست من هنا...مالذي أتى بك إلى هنا؟ قال نجم و هو يمسح على رأس داسر: أجل أنا رحال أسافر حول العالم... قال آلبرت و هو ينظر إليه: آه... حين نظر إليه نجم قال: صحيح أن عائلتي ثرية لكن و الداي لا يسمحان لي بالإبتعاد عن المنزل أبداً... قال نجم مرتبكاً: لكن لماذا؟ آجاب آلبرت شاعراً بالأسى: لأنهما يخافان علي و يظنان بأنني غير قادرٍ على مواجهة العالم بعد فكما ترى حالتي هي التي تدعوهما للخوف علي... قال نجم: أنا آسف لأنني ذكرتك... ابتسم آلبرت و قال: لا بأس فهما على الأقل والداي و هما فعلاً يخافان علي هذا دائماً ما تقوله أختي... قال نجم كي يزيد من سعادته: اجل كل الآباء والأمهات كذلك... قاطعه آلبرت قائلاً: و أنت أين والداك؟ صمت نجم لبرهة ثم قال: أنا لا أعرف... نظر إليه آلبرت نظرة غريبة فأكمل: لا أعلم أين هما...فأنا أسافر العالم بحثاً عنهما... قال آلبرت: لماذا؟ نظر نجم إلى الأرض وأجاب: لقد فقدتهما و أنا طفل فقط هذا كل ما في الأمر... صمتا بعد هذا لفترة قصيرة ثم أتى صوت كسر الصمت و هو ينادي: آلبرت... ثم خرجت فتاة من بين الأشجار و قالت: آلبرت أين كنت؟ لكنها صمتت حين رأت نجم فقال آلبرت: إنها أختي الكبرى. قال نجم: حسناً يجب أن أذهب الآن... لكنه آلبرت ضبطته بكلامه: أين ستذهب لم لا تبقى لو لمدة يوم فحسب؟! لم يستطع نجم رفض طلبه فأطاعه رغم كل الإحراج، و مضوا إلى منزلهما استغربت الأم في البداية وجود نجم لكنها رحبت به أيما ترحيب جلسوا على مائدة العشاء في إنتظار الوالد و قال آلبرت محاولاً جعل نجم يقول أي شيء: إن نجم مغامرٌ شجاع فعلاً... قال نجم و قد احمرت و جنتاه مجدداً: أ...أجل... قالت أخته لافينيا مؤنبة: هذا يكفي لا تحرجه يا آلبرت. قال آلبرت: أنا لا أفعل! عندما حل المساء نام نجم وداسر مع آلبرت في غرفته لكن بالنسبة لم يستطع النوم كان يفكر في أحداث اليوم فقام من فراشه ليجد الكل نائمين، فتح النافذة كي يراقب نجمه المذهل في السماء الذي كان قريباً جداً من نجمي والديه الذي لا يعرف أين هما الآن لكن رغم بعد المسافات كانا هما الآن في ألبانيا في مكان قريب منه بحب أكبر و بينما هو سارح رأى في الأفق المظلم ما يبدو كمنزل فخم مصنوع من الحجر العملاق و بينما هو يحدق سمع صوتاً: هل أعجبتك الأكروبلات؟ قال نجم: ماذا؟ ابتسم آلبرت من ورائه قائلاً: الأكروبول. و حين لم يفهم نجم قال آلبرت: تطلق كلمة أكروبول على المركز الديني والحربي داخل أي مدينة في اليونان القديمة، أي عصر الإغريق وكان من عادة الإغريق تحصين التلال القريبة من المدن الكبرى وذلك كوسيلة للدفاع عنهاوكانت قصور الملوك تقام فوق التلال، كما استخدمت كقلاع حربية وملجأ لسكان المدن في حالات الطوارئ، وكان الأكروبول مكاناً للهياكل المقدسة حيث يمارس الإغريق طقوسهم الدينية. قال نجم وهو يدير نظره إلى الأكروبول: إنه يبدو مكاناً رائعاً و مخيفاً في نفس الوقت. حينها قال آلبرت: أنصحك بعد النجوم ربما تنام... لكن نجم شعر فعلاً بالنعاس و سقط منذ أول لحظة في الفراش. صباح اليوم التالي خرج نجم و داسر مع آلبرت إلى الحدائق المشمسة و في قلوبهم السعادة جلسوا على العشب يتكلمون إلى أن أتى آلبرت على هذا الكلام: أتعرف أحسست منذ أن قلت لي بالأمس بأنك فعلاً محظوظ! فتح نجم عينه وقال: ماذا؟ كان ما سمعه من آلبرت قد ضايقه لكنه أكمل: أجل يبدو أنك كنت محظوظاً منذ الطفولة و الآن أنت حر تذهب إلى أي مكان تشاء... قال نجم: الأمر ليس كذلك... حين نظر إليه آلبرت قال: انت لا ترعف كل شيء بعد. ثم أضاف بهدوء: لقد ولدت سجيناً و عشت يتيماً و بكيت وحيداً و هربت مطارداً و لربما أموت حزيناً. لكن نظرة آلبرت جعلته يقول: لم تصدق إلا إذا رأيت ما أعنيه بعينيك. عاد مترنحاً على العشب لكن حينها قال: يجب أن أذهب آلبرت و حين قام نجم واقفاً أحس بأنه يشعر بالدوار و عاد ساقطاً إلى الأرض فأمسك به آلبرت قائلاً: نجم هل أنت بخير...؟ حين نظر نجم إلى ذراعه رأى ما بدا مثل سهم صغير قد أطلق عليه بعدها أحس بألم شديد و كان من الصعب عليه الوقوف لكنه وقف بصعوبة و حينها قال متسائلاً ونازعاً السهم من ذراعه: ما هذا؟ رد عليه صوت: إنه مخدر بسيط لن يجعل تنام بل إنه سيجعل حركته مؤلمة ومرهقة للغاية. حين التفت رأى جاسر وعصابته يقفون هناك و قد إبتسم جاسر بخبث كعادته حنيها وقف نجم ناظراً إليهم و وجهه يشتعل غضباً لكنه قاوم رغم الألم و قال: لكنني لا أهزم بهذه السرعة... ضحك أحد الرجال قائلاً: لقد أصبحت عزيمتك أقوى من ذي قبل، أليس كذلك؟ سقط نجم على الأرض مجدداً بفعل ثأثير ذلك المخدر و حينها إنفجر الرجال أكثر بالضحك و السخرية فصرخ آلبرت: كفى!!! توقفوا حينها و سأله جاسر بخبث: لماذا؟! قال آلبرت: لا يمكنني أن أصمت حين يهان صديق لي يا هذا...!! إنفجروا ضاحكين مجدداً و قالوا: و كأنك تستطيع إيقافنا... قال آلبرت: نعم أستطيع... فتح نفس الرجل السابق فمه ليتكلم لكن جاسر قال له: دع الأمر لي يا جسور... فأغلق جسور فمه و الإبتسامة الخبيثة لم تفارق فمه بعد، إقترب جاسر من آلبرت و قال: أرنا ما يمكنك أن تفعله يا فتى... فجأة أطلق آلبرت صرخة غريبة و إذا بالأشجار حولهم تهتز و خرج من كل الجهات رجال يرتدون اللون الأسود و نظارات سوداء فقال آلبرت: أوقفوهم عند حدهم... لكن لحظتها أحس نجم بأن الأصوات عالية جداً كأن معركة شبت هنا لكنه شعر بيد تمسك بيده و حين رفع عينه رأى آلبرت ماداً يده نحوه و يقول: نجم أعرف كم سيضايقك هذا لكنك يجب أن تهرب وتختبيء حتى يزول مفعول المخدر... قال نجم: لكن ماذا عنك؟ أجاب آلبرت: لا تقلق علي معي حرسي الشخصين...إسمع إذهب و اختبيء في الأكروبول إنه قريب من هنا و أنا متأكد من أنهم لم يعثروا عليك قام نجم بصعوبة و إبتسم إبتسامة ضعيفة لآلبرت و إتجه مغادراً نحو الأكروبول دون أن يعلم أن عين جسور لاحقته و هو يغادر، وقف هناك مرهقاً بعد أن صعد التل و سقط على الأرض فحاول داسر أن يوقفه فعاد للوقوف و الإتكاء على أحد أعمدة الأكروبول و هناك أتاه صوت يقول: توقف مكانك لن تهرب بهذه السرعة... حين نظر نحو المدخل رأى جسور هناك بمفرده و اقترب قائلاً: لماذا تهرب منا دائماً؟ لم لا تسلم نفسك لنا بهدوء وتنهي الأمر؟ قال نجم: لا تحاول خداعي أنا لن أعود إلى ذلك المكان مجدداً... اقترب منه جسور أكثر و ضربه ضربة أسقتطه على الأرض حينها منعه من القيام و هو يقول: أنا لا أعلم عماذا تتكلم كل مهمتنا أن نحضرك إلى جارح فقط... بدأ نجم يتنفس بصعوبة و هو يقول: جارح هذا الرجل... بدأت إبتسامة جسور الخبيثة تظهر على وجهه و هو يقول: لا يمكنني أن أنكر أنك كنت شجاعاً حين هربت منه لكن تصرفك هذا يظهر أنك جبان نوعاً ما فلماذا هربت منه إن كان هذا هو الرجل الذي رباك معه طويلاً أريد أن أعرف لماذا هربت ما دمتم تعرف أن والديك ميتان؟ قال نجم: لماذا هربت؟!...لو كنت مكاني كنت ستعرف السبب...جارح هذا رجل قاسي... حرك جسور شعره الطويل رافعاً إياه في الهواء و هو يقول متفاخراً: كأنني سأخاف من رجل مثله...مادام يربيني عنده فلم أهرب؟! قال نجم: لقد هربت لكي أبحث عن والداي... حينها توقف جسور ناظراً إلى نجم بهدوء و قد زال الشر عن وجهه لكن صوتاً قاطعهما ينادي: جسور... و قف جسور و غادر متجهاً ملبياً نداء جاسر الذي سأله: أين كنت؟ سمع نجم صوت جسور و هو يقول: لقد رأيت الفتى يهرب و اتجهت ورائه... حاول نجم الوقوف و الهرب لأنه توقع أنهم قادمون، لكنه سمع صوت جاسر يقول: و أين هو؟ فأجاب جسور: لم أجده لقد هرب مجدداً... فاجأ هذا الجواب نجم لكنه سمعهم يذهبون مغادرين دون أن يلتفتوا له أو يروه، ترى لماذا لم يخبرهم جسور بمكانه؟!
عدل سابقا من قبل قلب الأسد في الإثنين نوفمبر 21, 2011 2:11 pm عدل 4 مرات | |
|
вℓαѕт • عضو مميز
جـْنـسّيْ : مُسَاهَماتِي : 13840 مآلَـيْ : 41884 شّهـْرتـْي : 1127 آنْضضْمآمـْي : 06/10/2011 ع ـ’ـمريْ : 26
| موضوع: رد: (مغامرات نجم)2 الأحد نوفمبر 06, 2011 6:08 pm | |
| رووعه موضوعك رااائع وانتي اروع يعطيك العافيه على الموضوع الاكثر من راااائع دمتي مبدعهْْْْْ~ْْ معع تحياتيي | |
|
جالكسي والدنيا عكسي عضو
جـْنـسّيْ : مُسَاهَماتِي : 80 مآلَـيْ : 5435 شّهـْرتـْي : 2 آنْضضْمآمـْي : 31/07/2011 ع ـ’ـمريْ : 27
| موضوع: رد: (مغامرات نجم)2 الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 8:59 pm | |
| مشكور على الموضوع الروعة عاشت ايدك | |
|
natsumi endo عضو مميز
جـْنـسّيْ : مُسَاهَماتِي : 4594 مآلَـيْ : 14342 شّهـْرتـْي : 197 آنْضضْمآمـْي : 04/08/2011 ع ـ’ـمريْ : 25 آوسـْمـتـيّ :
| موضوع: رد: (مغامرات نجم)2 الأحد نوفمبر 13, 2011 3:16 pm | |
| | |
|