سيدنا السلطان صلاح الدين الأيوبي المجاهد الكبير فاتح بيت المقدس ومحرره من الصليبيين كان أشعري العقيدة منزها لله عن الشبيه والمكان وهذا ما ذكره السبكي في طبقاته
طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (7/ 23)
مُحَمَّد بن هبة الله بن مكي الْحَمَوِيّ الإِمَام تَاج الدّين
كَانَ فَقِيها فرضيا نحويا متكلما أشعري العقيدة إِمَامًا من أَئِمَّة الْمُسلمين إِلَيْهِ مرجع أهل الديار المصرية فِي فتاويهم وَله نظم كثير مِنْهُ أرجوزة سَمَّاهَا حدائق الْفُصُول وجواهر الْأُصُول صنفها للسُّلْطَان صَلَاح الدّين وَهِي حَسَنَة جدا نافعة عذبة النّظم وَفِي خطبتها يَقُول
(فَهَذِهِ قَوَاعِد العقائد ... ذكرت فِيهَا مُعظم الْمَقَاصِد)
وَمِنْهَا
(حكيت مِنْهَا أعدل الْمذَاهب ... لِأَنَّهُ أشهى مُرَاد الطَّالِب)
(جمعتها للْملك الْأمين ... النَّاصِر الْغَازِي صَلَاح الدّين)
(عَزِيز مصر قَيْصر الشَّام وَمن ... ملكه الله الْحجاز واليمن)
(ذِي الْعدْل والجود مَعًا والباس ... يُوسُف محيى دولة الْعَبَّاس)
(ابْن الْأَجَل السَّيِّد الْكَبِير ... أَيُّوب نجم الدّين ذِي التَّدْبِير) ا هـ
ومنها ما قاله في تنزيه الله عن المكان والجهة
(وصانع العالم لا يحويه ... قطر تعالى الله عن تشبيه )
( قد كان موجودا ولا مكان ... وحكمه الآن على ما كان )
( سبحانه جل عن المكان ... وعز عن تغير الزمان )
( فقد غلا وزاد في الغلو ... من خصه بجهة العلو )
( وحصر الصانع في السماء ... مبدعها والعرش فوق الماء )
( وأثبتوا لذاته التحيزا ... قد ضل ذو التشبيه فيما جوزا )
وقد أمر السلطان صلاح الدين رحمه الله بقراءة هذه العقيدة على المنابر بعد الفجر