أكـره أن يسألني شخصاّ ما أو يلح علي قائلاً
- ماذا تُريد أن تصبح عندما تكبر ?
يقول هذا , و هو يبلع حرفاً و ينقص حرفاً آخـر
و هـذا أصعب من أي سؤال قد يسألني أياه أحـد
فـ أجابته تطلب الى حصر جميع التوقعات التي
من الممكن أن تحصل مع التوقعات التي لن تحصل
> و لكنها ستبقى برأســــك <
و قد يتطلب هذا الكثير و الكثير من التفكيـر
و لكـن لا مشكـلة في تجريب حظي مع الأجوبة
و قد أفعل أي شـئ لـكي لا أسمع جواب أخي و
الذي لا يكف عن الثرثرة و لا سيما في هذا السؤال
و قد جَربت حـظي بسؤال أحــد الصبية المتبعثرين هناك
و قلت لـــه
- ماذا ستصبح عندما تكبر ؟
قـال و هو يبعد الغبار و بعض الذبان المزعـج عن وجهه
- مدري والله
هذه الأجابة نموذجية للغـاية , و أنا أعشقها أكثر من سؤال
ثرثار مثل أخي و سماع أجوبتـه التي تجعلك تدرك
أنك من الصعب أقناع أخــي أن طبيب الأطفال لا يعالج الأسنان
. . .
لم أُعد جواباً لهذا الســؤال
و كم من السهل عليك أعـداد جواب معادلة رياضية
و كل ما علي فعله هو أخراج ورقه خارجيــه لكي
أتمكن من حَصر جميع الأجوبه مع القليل من التحريف في الأرقام
و لكن يجب أن تمر هذه الورقة بتفتيش من قِبل المراقب
حتى يتأكــد أن كانت خاليـــة
و يجب أن يضع الورقة تحت المـجهر حتى يـــرى
أن كانت الخلايـــا و أجزاء الخلايــا من بوترونات و الألكترونات
تساعدني في الغش .. و هذه هي الحال
. . .
و هذا ما علي فعله عن أجواب على السؤال الذي بقي معلقاً في رأسـي
- ما أذا سأصــبح عندما أكبر ؟
ها هي الورقة أمـامي و هي خاليـــة تمـاماً
بعد أن مَرت بسلام من أختبار المجهـر و التفتيش
. . .
سأبــدأ
مُدرس - طبيب = ؟
سأبـدأ بحـل هذه المسألــــة
مُدرس
لست متأكد أنني أريد ان أصبح مُدرس
و لا أظن أنه من اللازم الدخول على الطلاب
بأبتسآمــة قائلاً
- السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
ثما يقولون متضجرين
- أستاذ .. بنآخذ درس اليوم ؟
ثماً أشد ربطة عنقي و أعدل نبرة صَوتي
- أخرجوا كتب المـاده
و بعد أن سمع من الضجر ما يكفي و كـلمة
- أف أف
أبحث عن الطباشيـــــر و قد يستغرق هذا 20 دقيقة
فأنا سأنسى مكانها ثماً سأجـدها لكي أضيعها مره أخرى
ثماً سأسمع الهمس و أنا أكتب عنوان الدرس محاولاً تذكره
و لكنني لا أتذكر العنـوان .. فأقــوم بسؤال الطلاب بأبتسامة
- ما عنوان درس اليــوم ؟
فلا أحــد يجاوب .. فأضطر الى التحريف بالعنوان قليلاً و المحتوى أيضاً
و سأسمع الهمس من وراء ظهري
- أحمد .. عَطني الواجب بسرعة بنقله.. ما حليته
. . .
لم يعجبني هذا و قُمت بأخراج ورقة أخرى
بعد التفتيش عليها بالمجهـــر من قِبل المراقب
. . .
طبيب
راق لي بعض الشــئ و لكنني لست من محبين
بدآية صبحاي بسماع بكاء الأطفال من الأبــرة
و أقناع ذلك الطفل الذي بالزآويـة و الذي بَلل المستشفى
بدموعــه .. بأن هذه مُجرد أبرة لا أكثـر و لا أقـــل
و هذا يلا يخــلوا بأغــراء بعض الحلوى .. أنواع الحلوى
و أقناعه أنها لذيذة .. و لكن لن تأخذها بدون بعض الألم
و لا أحــــب أن أسمع بعض الأطـراء من أبو الطفل هناك
قائلاً للطفل
- لا تبكي الرجال ما يبكـــون
ثماً يواصل الطفل بكائـــه و كأنه يقـــول
" أعرف أني طفل فلا داعي للقول أنني رجل "
ثماً يــواصـــــل الأبو قائلاً
- يالله يا دحومي كيف بتصير طَيار لازم تكون بطل
ثماً يصرخ الطفــــل قائلاً
- مين قال أني أبغى أصير طيار .. قلت أبي أصــير رائد فضاء
ثماً يصرخ الأبو قائلاً
- يالله بس عاد عطيناك وجهه .. أخلص علينا
و هكذا هي الحــال و هنالـك صَف كامل
خلف الباب من الأطفال المستعدين للأنفجار بالبكاء
في أي وقت
. . .
حَصرت جميع التوقعات و لكنها لم ترشدني الا لـ طريق مسدود . .
. . .
لم أفلح في الأجابة على المسألـــه
فكل الأجابات ترشدني الى طريق مسدود
. . .
و هذا ما أعطتـنا الحيــاة
و لن أنجح في الأجــابة ..
و هذا ما أسميــــه
أختبار . أتحداك تنــجح
. . .