موضوع: ~~حجة الوداع و انتقال الرسول عليه الصلاة الى الرفيق الاعلى ~~ السبت ديسمبر 10, 2011 3:05 am
مرت عدة سنين على مشروعية فريضة الحج الا ان الرسول صلى الله عليه و سلم لم يقم باداء هاته الفريضة الا في السنة العاشرة للهجرة ، فكانت حجة وداع ودََع فيها الآنام و بلََغ ما تبقى من الأحكام .
في الخامس من شهر ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة أعلن خير البرية عزمه لأداء فريضة الحج بعدما قام بتأْسيس دولة الإسلام وأرسى القواعد و الأحكام ، ودخل الناس افوجا في الدين الجديد بعد انتشار الدعوة الاسلامية في جل الأرجاء .
أشعر الرسول الكريم الناس برغبته تلك حتى يصحبه من شاء منهم ، فخرج معه مائة الف من المسلمين رجالا و نساء ، أحرم الجميع ،و جعل ابا دجانة الساعدي الأنصاري يقول في المدينة كلها :{{ لبيك اللهم لبيك،لبيك لا شريك لك لبيك،إن الحمد و النعمة لك و الملك، لا شريك لك ،}}
و استمرت التلبية إلى أن تم دخول مكة المكرمة.
و جاء الحج هذه المرة مغايرا لما ألِفته العرب أيام الجاهلية ، فقد انتهت العهود المعطاة للمشركين و حظر عليهم دخول المسجد الحرام بعد عامهم هذا، فاصبح زََار الكعبة من الموحدين .فكانت وفود من الناس تتجه نحو مكة المكرمة متخذين من الرسول الكريم أميرا لحجهم و معلما لمناسكه .
وبعد أن أدََى المصطفى مناسك الحج و ابتهج لرؤية الحجاج ألُوفا مألفة بعد ثلاث و عشرين سنة من الدعوة و نشر الإسلام في كل بقاع الأرض ،ألقى خطبته الجامعة التي ضمت آخر الأحكام و أكملت الدين الاسلامي ،فنزل - في يوم عرفة من حجة الوداع -قوله تعالى :{{ اليوم اكملت لكم دينكم و رضيت لكم الاسلام دينا}} المائدة الاية 3 ، ويومها بكى عمر رضي الله عنه وقال:{{انه ليس بعد الكمال الا النقصان}}، استشعر ان رحلة الرسول الكريم في هذه الدنيا قد شارفت على النهاية ، وفعلا توفي الرسول الكريم بعدها بثلاثة اشهر .
من خطبة الوداع :
{{أيها الناس: إن دماء كم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا هل بلَّغتُ؟ اللَّهم اشهد. فمن كانت عنده أمانة فليؤدِّها إلى من ائتمنه عليها. وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون.............
أيها الناس: إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم.
أيها الناس: إن لنسائكم عليكم حقا، ولكم عليهن حق، لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم غيركم، ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم، ولا يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع، وتضربوهن ضربا غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، فاتقوا الله في النساء، واستوصوا بهن خيرا. ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد.
أيها الناس: إنما المؤمنون إخوة، فلا يحل لامرئ مال أخيه إلا عن طيب نفس منه. ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد.
أيها الناس: إن ر بكم واحد، وإن أباكم واحد، كلُّكم لآدم، وآدم من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على أعجمي فضل إلا بالتقوى.
ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد}}......
وفي اواخر صفر من السنة الحادية عشر للهجرة المََ المرض بالرسول صلى الله عليه وسلم، اشتدت عليه آلآم الحمى فبقي في منزل زوجه عائشة رضي الله عنها بعدما اذن له نساؤه رضوان الله عليهن، فكان من حين لاخر يخرج الى المسجد ليصلي بالناس و يخطب فيهم كلما خفت اوجاعه صلى الله عليه وسلم ، الى ان عجز خير البرية عن ذلك فجعل الصديق ابا بكر رضوان الله عليه يؤمهم.
فجاء يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الاول وكان يوم رحيل و التحاق الطاهر الامين بالرفيق الاعلى ، يوم مماته اشتد عليه المرض فكان يتالم و يتصبب عرقا ، وهو مضطجع في حجر زوجته ام المؤمنين عائشة ، التي احست بثقل راسه قالت رضي الله عنها :{{ووجدت رسول الله يثقل في حجري فذهبت انظر في وجهه فإذا نظره قد شخص وهو يقول: بل الرفيق الاعلى .... قلت :خيرت فاخترت والذي بعثك بالحق }}،
ودخل سيدنا جبريل علي النبي وقال : يارسول الله ، ملك الموت بالباب ، يستأذن أن يدخل عليك ، وما استأذن على أحد من قبلك
فقال النبي (ائذن له يا جبريل )
فدخل ملك الموت على النبي وقال : السلام عليك يا رسول الله ، أرسلني الله أخيرك ، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله
فقال النبي :( بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى ) ووقف ملك الموت عند رأس النبي وقال : أيتها الروح الطيبه ، روح محمد بن عبد الله ، أخرجي إلى رضا من الله و رضوان ورب راض غير غضبان ...
فسقطت يد النبي وثقلت رأسه في صدر عائشة ، فعرفت أنه قد مات وقبض عليه الصلاة والسلام.
فصلى الله و سلم وبارك على الحبيب المصطفى افضل خلق الله و اطرهم ،
اللهم انا نسالك شربة هنية من يد النبي
اللهم انا نسالك لقاء بك وبه في جنات الخلد
امين يارب العالمين .
~~حجة الوداع و انتقال الرسول عليه الصلاة الى الرفيق الاعلى ~~