منتديات أبطال الكرة الرسمية
مدخل علم الحديث النبوي 5k1yfv10
منتديات أبطال الكرة الرسمية
مدخل علم الحديث النبوي 5k1yfv10
منتديات أبطال الكرة الرسمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أبطال الكرة الرسمية


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مدخل علم الحديث النبوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
вℓαѕт •
عضو مميز
عضو مميز
вℓαѕт •


جـْنـسّيْ : ذكر
مُسَاهَماتِي : 13840
مآلَـيْ : 41829
شّهـْرتـْي : 1127
آنْضضْمآمـْي : 06/10/2011
ع ـ’ـمريْ : 26

مدخل علم الحديث النبوي Empty
مُساهمةموضوع: مدخل علم الحديث النبوي   مدخل علم الحديث النبوي Emptyالسبت ديسمبر 10, 2011 3:13 am


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


الْحَمْدُ
لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ
أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ
فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ
أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}(آل عمران : 122)
{يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
}(النساء : 1)

{يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ
يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
}( الأحزاب : 71،70).


أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب
الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل
محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

مدخل علم الحديث النبوي 20


معلوم أن علم
الحديث علم غامض ودقيق، قَلَّ من يتكلم فيه، وقَلَّ من يُحْسِنُهُ
ويُتْقِنُهُ، وإنّ من أجود ما وجدت في هذا الباب محاضرات لفضيلة الشيخ أبي
معاذ طارق بن عوض الله بن محمد -حفظه الله تعالى-، وقد ألقاها على بعض طلبة
العلم، فجزى الله الشيخ الكريم خير الجزاء ونفعنا بعلومه.


نسأل الله بمنّه وكرمه أن ييسر لنا أن نقدمه بين أيديكم غَضًّا طريًّا سهلاً مُيَسَّرًا.
كما نسأله سبحانه وتعالى التوفيق والإخلاص والسداد والإعانة إنه ولي ذلك والقادر عليه.

مدخل علم الحديث النبوي 20
وإن
مما ينبغي على طالب العلم ابتداءً من قبل أن يخوضَ في هذا العلم، ومن قبل
أن يشتغل بمباحثه، ينبغي أن يكون على فهم وعلى دراية وتصور جيد لبعض
القضايا الكلية المتعلقة بهذا العلم وهذه القضايا الكلية نستطيع أن نلخصها
في هذه الفصول:


الفصل الأول:
المصطلح ومعناه:

هو:« اتِّفاقُ طائفةٍ ما على شيءٍ ما »، فكلّ طائفةٍ اتفقت وتعارفت فيما بينها على أمرٍ ما فقد اصطلحوا عليه.
فالاصطلاحات أو الأسماء وإن تعدّدت فإن المسمى لا يتعدد؛ فهذا مفهوم قول العلماء:« لا مُشاحَّة في الاصطلاح ».
[center] مثلا:
مصطلح (الخبر) يُطلق على إرادة معنى ما، فهذا اللفظ يُستعمل مثلاً في:

- علم الحديث وهو يراد به معنًى ما.
- علم النحو وهو يراد به معنى آخر.
- علم البلاغة وهو يراد به كذلك معنى آخر.
إذًا؛ قولُ العلماء:« لكل علم اصطلاحه »،
لا يَقْصِدون: أنَّ لكل علمٍ ألفاظَه التي يختص بها، وإنما يقصدون: أن لكل
علمٍ المعاني الخاصة التي تختص به لهذه الألفاظ أو لهذه المصطلحات التي قد
تكون مشتركةً في أكثر من علم.

[center] قد
تختلف معانيها في العلم الواحد أحيانًا، فقد يُطلَق اللفظ الواحد في العلم
الواحد، فيُراد به أحيانًا معنًى، ويُراد به أحيانًا أخرى معنًى آخر.

وهذا موجود بكثرة في المصطلحات الحديثية كمثل مصطلح (الثقة)، فهو يطلقه المحدثون أحيانًا على:
- إرادة أن هذا الراوي الذي وصفوه بذلك الوصف قد تَحَقَّقَ فيه شرطان:
الشرط الأول: أنه عدْلٌ دَيِّن؛ لا يتعمَّد كذِبًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا على غيره من الناس؛ وهذا معنى العدالة.
الشرط الثاني: أنه ضابطٌ مُتقنٌ مُتَبِّتٌ لما يرويه.
- فقد يريدون بهذا المصطلح العدالة فحسب.
-
بل من أهل العلم من المتأخرين مَنِ استعمل هذا المصطلح على من صحَّ
سَمَاعُه وحضورُه لمجلس السماع وإن لم يكن عدلاً ولا ضابطًا، بل قد يكون
-مع ذلك أيضًا- ممن لم يَسْلَم من قوادح العدالة.


وتارةً
يكون هذا الاختلاف راجعًا إلى اختلاف الأئمة، فبعض الأئمة قد يُطْلِق
مصطلحًا ما ويريد به معنًى ما يختصُّ به بخلاف غيره من أئمة العلم، فهذا
نستطيعُ أن نَتفهَّمَه بمعرفة منهج أهل الإمام، أو بمعرفتنا باصطلاحه.


وقد
يكون الاختلاف في دِلالة المصطلح راجعًا إلى الزمان أو المكان، كأن يكونَ
أهلُ بلدٍ معيَّنون يستعمِلون المصطلح على إرادة معنًى ما بخلاف غيرهم من
أهل البُلدان الأخرى، أو أهلُ زمانٍ معيَّنون يستعمِلون مصطلحًا ما على
إرادة معنًى ما بخلاف غيرهم من أهل الأزمنة الأخرى.


وهذا؛ يدعونا إلى معرفة المعاني المختلفة للمصطلح الواحد باختلاف قائليها أو باختلاف أماكنهم أو باختلاف أزمانهم.
[center]مدخل علم الحديث النبوي 20


الفصل الثاني:
[center]طَرَفَا المصطلح:
أيُّ مصطلحٍ من المصطلحات الحديثية إنما يتناولُه العلماء من جهتين:
الجهة الأولى: معناه الاصطلاحي: أي إذا ما أطلق المحدثون مصطلحًا ما، فتجد علماء الحديث في كتب مصطلح الحديث يتناولون هذا الأمر ويدرسون كيفية فَهْم مراد الأئمة من قولهم: (فلان ثقة)، (فلان ضعيف)، (حديث صحيح)
وغيرها من المصطلحات، وهل يريدون بهذه المصطلحات معنًى واحدًا أم أن هناك
من هذه المصطلحات ما قد أطلقه الأئمة وأرادوا به أكثر من معنًى.

الجهة الثانية: الأحكام المترتبة على هذا المصطلح: ما حكم الحديث الذي قالوا فيه: (إنه حسن)؟ ما حكم الراوي الذي قالوا فيه: (ثقة)؟ هل حديثه مقبول أم ليس مقبولاً؟
هذا
-بطبيعة الحال-؛ ينبني على فهمنا لمرادهم من المصطلحات التي أطلقوها على
الروايات أو على الرواة، وبقدر فهمنا لمرادهم من الألفاظ ومن المصطلحات
بقدر ما نستطيع أن نعرف الأحكام المترتبة على هذه المصطلحات.

فمثلاً؛ لو رجعنا إلى المثال الذي مَثّلْنا به، وهو قول المحدثين في الراوي: (هو ثقة).
لا شك أن الأحكام المُتَرَتَّبة على فهمنا لهذا المصطلح تختلفُ، فإذا فهمنا من مراد إمامٍ ما في حكمه على راوٍ ما حيث قال فيه: (إنه ثقة) هَاهُنا أنه يريد أن يثبتَ العدالة والضبط، فإن هذا سينبني عليه أن هذا الراوي حديثُه مقبول، وأنه في حيّز القَبول.
هذا؛ بخلاف ما إذا قال هذا الإمامُ نفسُه أو غيرُه من الأئمة: (فلان ثقة) ولم يُزِدْ من قوله: (ثقة)
سِوى إِثْباتِ العدالة دون الضبط فإن الحكمَ حينئذٍ سيختلفُ، فلن يكون هذا
الراوي -من حيث قبول الرواية- حالُه كحال الراوي الأول؛ فإن الراوي الأول
حديثُه من قسم المقبول، بينما ذلك الراوي الثاني لن يكون حديثه من قسم
المقبول؛ لاختلال شرطٍ من شرائط قبول الحديث، وهو ضبط الراوي.

وهكذا الشأن فيمن أطلَقوا عليه أنه (ثقة)
ولم يريدوا أكثر من أنه قد قد ثَبَتَ سماعه أو حضوره مجلسَ السماع، وإن لم
يكن عدلاً أو ضابطًا، فإن هذا الراوي وإن أطلقوا عليه لفظ (الثقة) إلا أنهم لم يقصِدوا أن حديثه من الأحاديث المقبولة، وأنه ممن يحتجُّ بحديثه.

مدخل علم الحديث النبوي 20
الفصل الثالث:
سُبُلُ تفسير المصطلح:


الاصطلاحات
إنما يعرفُها العلماء عن طريق التتبع والاستقراء؛ فهم ينظرون في مواضع
استعمال هذا المصطلح في كتب القوم ويحاولون أن يتفهَّموا معانيها سواءٌ
بالسياق الذي سيقت فيه أو بعرض كلام الإمام على كلامه الآخر، فيتبين بكلامه
المفصَّل ما أجملّه في موضع آخرَ، أو بمقارنة كلام الإمام بكلام غيره من
الأئمة في الموضع الواحد في الحديث الواحد أو في الراوي الواحد، فيستطيعون
بذلك أن يفهموا مرادَه من هذا المصطلح في هذا الموضع، ثم يجمعون هذه المادة
الوفيرة من أقوال الأئمة الكثيرة، ويستطيعون أن يستخلصوا منها قولاً
عامًّا أو معنىً عامًّا يستطيعون أن يفهموا به مراد هؤلاء العلماء من هذه
المصطلحات، حيث تقع في استعمالهم.

وبطبيعة
الحال؛ فإن هذا الاستقراء والتتبع إنما يكون لأهل الاختصاص، فكلما كان
العالم مختصًّا بهذا العلم عالمًا به عارفًا به كثير الاشتغال به، كلما كان
أعلم بمعاني مصطلحات أهله.


وهناك
أيضًا سبيلٌ أخرى لمعرفة معنى المصطلح عند الأئمة، وذلك أن ينصَّ الإمامُ
على المعنى الذي يقصُدُه هو من المصطلح الذي أطلقَه أو استعملَه.

وهذا موجودٌ بكثرة، فمثلاً؛ نصَّ الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- الذي أوْدَعَه كتاب (العلل) الذي في آخر الكتاب (الجامع) له المتعلق بالحديث الحسن، فقد بَيَّنَ فيه المعنى الذي أراده من قوله "حسن" في كتابه (الجامع) حيث قال:
« وقولُنا
في هذا الكتاب: حديثٌ حسنٌ؛ فإنما أردنا به حُسنَ إسنادِه عندنا، كلُّ
حديثٍ يُروى لا يكونُ في إسناده من يتَّهم بالكذب، ولا يكون ُ الحديثُ
شاذًّا، ويُرْوى من غير وجهٍ نحو ذلك فهو عندنا حديثٌ حسنٌ
».

فبعدَ أن استعمل "الحسن" بكثرةٍ في كتابه (الجامع) نصَّ هو في آخر (الجامع) على المعنى الذي قصدَه من هذا المصطلح.

مدخل علم الحديث النبوي 20
الفصل الرابع:
وظيفة المحدِّث:


موضوع علم الحديث هو الإسنادُ والمتنُ، فإن المحدثين مهما تَكَلَّموا ومهما فَرَّعوا فكلُّ كلامهم يدور في فلك الإسناد والمتن.
ووظيفة
المحدث؛ إنما هي التحقق من كون الإسناد أو المتن صحيحًا أو غيرَ صحيحٍ،
ثابتًا أو غيرَ ثابتٍ، صحيحَ النسبةِ إلى من نُسِبَ إليه أو ليس كذلك.

وليس
من وظيفة المحدث استنباطُ الأحكام التي تضمنتْها المتون، وإن كان هذا
يتكلم فيه بعضُ المحدثين، ولكن لا يتكلمون فيه انطلاقًا من علم الحديث،
وإنما انطلاقًا من معرفتهم بعلم الفقه، أما وظيفة المحدث وأصلُ مهنته أنه
يبحث في هذا الإسناد هل الراوي الذي رواه حفظَه أم أخطأ فيه؟ هل الراوي
الذي روى الحديث عن الشيخ الفلاني سمع منه حقًّا أم لم يسمعْ منه؟ هل هذا
الإسناد إسنادٌ صحيحُ النسبةِ في كل طبقاتِهِ أم لا؟.

لكن؛
ليس بالضرورة أن يكون المتكلم في علم الحديث مدركًا لدقائق الفقه أو أن
يكون عارفًا بمسائله وجزئياته، وإن كان العالمُ بذلك والجامع للعلمين أرفعَ
مكانةً ومنزلةً، ولكن هذا ليسَ شرطًا في المحدث.

ولهذا؛ نجد علماء الحديث في كتب علوم الحديث ذكروا أنَّ مِن أنواع الأحاديث المردودة: الحديث (الشاذ) والحديث (المنكر
وذكروا أن الشذوذ والنكارة يعتريان الأسانيد والمتون أيضًا وذكروا أن من
نكارة المتون أو من المتون الشاذة: أن يجيء الحديثُ -أعني المتن- مخالفًا
للأحاديث الصحيحة الثابتة، التي قد فُرِغ من صحتها وتلقاها العلماء
بالقبول، فإنه إذا كان المتن مشتملاً على معنىً يختلف مع قد تقررتْ صحتُهُ
لدى أهل العلم ولم يمكن الجمعُ ولا التوفيقُ ولا التأويلُ للأحاديث بحيث
تستقيم معانيها وتتحد وتتفق، فإنه -والحالة هذه- يحكم على هذا المتن
المخالف للأحاديث الصحيحة المشهورة بالشذوذ أو بالنكارة، ويكون من قسم
الحديث المردود، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمكن أبدًا أن تتعارض
أو تتضارب أقواله.

ولهذا كانت المتون المستنكرة المنسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خطأ من قسم المردود.
هذا
-كما قلنا- يختلف عن المتون المنسوبة إلى الصحابة أو التابعين؛ فإنها قد
تكون صحيحة النسبة، ولكن الصحابي أو التابعي أخطأَ في قوله أو في اجتهاده،
وقد ينكرون أيضًا بعض ما ينسب إلى بعض الصحابة أو إلى بعض التابعين، وذلك
راجع إلى معرفتهم بمذهب هذا الصحابي أو هذا التابعي، وأن هذا القول الذي
رُوي عنه لا يمكن أن يكون من قوله، أو لا يمكن أن يكون من مذهبه.

وهذا -بطبيعة الحال- إنما يُرجع فيه إلى أهل الاختصاص من الأئمة الجهابذة.
فليس
لأحدٍ من آحاد الناس إذا ما استشكل معنىً في روايةٍ أن يبادر إلى إنكارها
وردِّها والحكم عليها بكونها خطأ أو بكونها منكرة، أو بكونها باطلة، أو
بكونها شاذة، كما يفعل ذلك أهلُ البدع والأهواء في كل مكان وزمان، يَعمِدون
إلى الأحاديث الصحيحة التي صحت نسبتها إلى من رُويت عنهم، فينكرونها لمجرد
أنهم لم يفهموا الرواية على وجهها، ولا على مراد صاحبها منها.



مدخل علم الحديث النبوي 20


مبادئ علم الحديث:

حد علم الحديث: فقد عرفه الإمام ابنُ جماعة -رحمه الله تعالى- بقوله:« علم الحديث هو علم بقوانين يُعْرَف بها أحوال السند والمتن ».
بينما عرفه الحافظ ابن حجر العسقلاني بقوله:« معرفة القواعد التي يتوصل بها إلى معرفة حال الراوي والمروي ».
وهذان
التعريفان؛ صحيحان جيدان، ليس بينهما اختلاف سوى في اللفظ، وإلا فمعناهما
واحد؛ فإنه من المعروف أن السند عند علماء الحديث يشمل الراوي والمروي
فالراوي جزء من أجزاء الإسناد، والمروي يشمل السند والمتن أيضًا، لأن
الراوي ليس يروي متنًا فحسب بل يروي متنًا ويروي أيضًا الإسناد الذي تحمل
به ذلك المتن، فصار الإسناد جزء من رواية الراوي أو من مروي الراوي.


موضوع علم الحديث: فهو -بناء على ما سبق بيانه من تعريفه- «السند والمتن» أو «الراوي والمروي»، فعلى تعريف الإمام ابن جماعة -رحمه الله تعالى- لعلم الحديث يكون موضوع علم الحديث «السند والمتن»، وعلى تعريف الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- يكون موضوع علم الحديث:«الراوي والمروي» وقد سبق أنهما يتفقان ولا يختلفان.

المقصود من تعلم هذا العلم: ودراسة هذا العلم، وتحصيل هذا العلم فهو معرفة المقبول من الأخبار فيعمل به، ومعرفة المردود فلا يُعمَل به.
ولاشك؛
أن هذه الغاية ليست هي الغاية المقصودة من كل علم شرعي، وهي الغاية
الأخروية، وإنما هذه الغاية هي التي تدرك في مبادئ العلوم، والتي تكون
الغاية الأخروية أثرَها أو هي من لوازمها.


واضعو هذا العلم: فهم علماء الحديث من سلفنا الصالح وأئمتنا الأفذاذ الجهابذة -عليهم رحمة الله تعالى-.

حكمه: فهو فرض كفاية، إذا قام به من يكفي الأمةَ أمرَهَ فإنه حينئذٍ يسقط الإثم عن بقية الأمة، وإلا أثمَ الجميع كل بقدر طاقته ووسعه.

نسبة هذا العلم الشريف إلى بقية العلوم الشرعية:
فهو نسبة الأصل إلى الفرع، فعلم الحديث يعتبر من علوم الأصول التي ينبني
عليها غيرُها من العلوم، وإن شئتَ قلتَ: هو بمنزلة الحَدَقة من العين؛ كما
أن الحدقة هي طريق نظر العين، فكذلك علم الحديث هو السبيل إلى النظر في
باقي العلوم الشرعية.

مدخل علم الحديث النبوي 20


[b]السند وأنواعه:
[center](السند)؛ -كما عرفه الإمام ابن جماعة-:«هو حكاية طريق المتن»، وقال الحافظ ابن حجر:«هو الإخبار عن طريق المتن»، وكلاهما بمعنىً واحدٍ.
و(السند)، و(الإسناد) عند المحدثين سواء، خلافًا لمن زعم أن (الإسناد) عندهم يختلف عن (السند).
ويطلقون أيضًا على الإسناد: (الطريق) يقولون:«هذا الحديث رُوي من طريق فلان» أو «طريق كذا» أو «عدة طرقٍ».
وأحيانًا؛ يعبرون عن الإسناد بقولهم (الوجهُ)، يقولون:«هذا الحديث رُوي من عدة أوجهٍ»؛ أي: من عدة أسانيد.
كل هذه عباراتٌ يقصدُ بها معنى واحد؛ أما التعريف الشائع بين طلبة العلم، من أن:«السند: هو سلسلة الرجال الموصلةُ إلى المتن» فهذا التعريف وإن كان مشتهرًا بين طلبة العلم المعاصرين إلا أنه تعريفٌ غيرُ دقيقٍ وتَرِدُ عليه اعتراضات متعددة:
فأولاً: نحن نعلم أن الإسناد يشتمل على جزأين:
الجزء الأول: الرجال.
الثاني: أدوات الأداء كمثل قول الراوي حدثنا) أوأخبرنا) أوعن) أو (قال) أو نحو ذلك، فكل ذلك من الإسناد، فما من إسنادٍ إلا ويشتمل على رجال رواة، ويشتمل أيضًا على أدواة أداء، وهذا التعريف الذي هو: «سلسلة الرجال الموصلةُ إلى المتن» لا يشمل الجزء الثاني وهو أدوات الأداء.
ولعل قائلاً يقول: إن وصف الإسناد بـ (سلسلة) يتضمن الأداة؛ لأنها هي التي تربط كل راوٍ بمن فوقَه، كما أن السلسلة ترتبط حَلَقَاتُها بعضُها ببعضٍ.
وهذا الكلام منتقض أيضًا؛ لأن وصف الإسناد بـ (سلسلة) يتضمن شيئًا آخر، ألا وهو (الاتصال)؛ لأن (السلسلة) من شأنها أن تكون متصلة، ولو أن الحلقات لم تكن متصلة لم يصلح أن توصف بكونها (سلسلة)، ولابد لوصفها بـ (سلسلة)
أن تكون متصلة، وإذا كان الأمر كذلك، فإنه من المعروف أن الأسانيد ليست
كلها متصلة، بل من الأسانيد ما هو متصل، ومنها ما هو غير متصلٍ، فإذا كان
كذلك؛ فإن وصف الإسناد بأنه (سلسلة) لا يشمل هذا النوع من الأسانيد التي هي ليست متصلة.

فهذا التعريف منتقضٌ، سواءٌ قلنا: إن وصفه بكونه «سلسلة الرجال الموصلةُ إلى المتن» لا يشمل أدوات الأداء أو قلنا: إنه يشملها، على أساس أن وصف الإسناد (سلسلة) إنما يختص بنوع من الأسانيد، وليس بكل أنواع الأسانيد؛ لأن من الأسانيد ما ليس بمتصل و (السلسلة): لابد وأن تكون متصلة، وعليه، لا يكون هذا التعريف جامعًا ومن شرط التعريف أن يكون جامعًا مانعًا.
ثانيًا:
وهو أن هذا التعريف يتضمن أن الوسائط إنما تكون من قِبَل الرجال أو
الرواة، بينما نحن نعلم أن هناك من الأسانيد ما تكون الوسائط فيها أو في
بعض طبقاتها من غير الرجال كما هو الحال فيما تحمله الراوي عن طريق (الوِجادة)، و(الوِجادة):
أن يجدَ الرجل أو الراوي كتابًا لشيخه فيأخذَه ويرويه فهو إنما يروي هذا
الكتاب، ولا يروي عن شيخه مباشرةً، فهناك واسطة بينه وبين شيخه ألا وهو
الكتاب؛ ولهذا نجد مثلَ هؤلاء الرواة حينما يروون هذه الأحاديث على الوجه
الصواب يقول الواحد منهم:«وجدت في كتاب فلان كذا وكذا» ولا يقول:«حدثني فلان بكذا»،
فإنه إنْ روى الحديث عنه مباشرة كان في ذلك نوعُ تدليسٍ، والعلماء -رحمهم
الله تعالى- لهم تفاصيل في هذه الصور من الروايات، ولهذا نجد علماءَ الحديث
يعبرون
عن مثل هذه الروايات حيث يحكون هذا الإسناد، يقولون: هذا الحديث رواه
فلان عن كتاب فلان عن فلان، وهذا يدل على أن الكتاب قد يكون واسطةً في بعض
الأسانيد أو في بعض طبقات الأسانيد، بينما هذا التعريف يجعل الرجال واسطةً
في الأسانيد مهما كانت، وهذا أيضًا مما ينتقض به على هذا التعريف للإسناد.


[/b]
[center][b]مدخل علم الحديث النبوي 20 [/b]

[b]العالي والنازل:
يقسِّم العلماء العلو إلى قسمين:
القسم الأول: علو صفةٍ.
القسم الثاني: علو مسافةٍ.
وهذان
القسمان كل منهما ينقسم أيضًا، فعلو الصفة ينقسم إلى قسمين، وعلو المسافة
ينقسم إلى ثلاثة أقسام، وعلى هذا تكون أقسام العلو خمسة أقسامٍ، ويكون
النزول بعكس العلو، فهو تابع له، فهو إذن خمسة أقسامٍ أيضًا.

- فأما قسمَا علو الصفة:
القسم الأول:
العلو بتقدم وفاة الراوي، وذلك بأن يتقدم موت الشيخ الذي في أحد الإسنادين
على موت الشيخ الذي في السند الآخر، فيكون الأول أعلى وإن كانا متساويين
في العدد، يعني: لو أننا بصدد النظر في إسنادين: أحدهما الشيخ فيه قد تقدم
موته، والآخر قد تأخر موته، فإن الذي قد تقدم موته يكون أعلى إسنادًا من
الذي قد تأخر.

يقول الإمام الحاكم النيسابوري:«الأصل في ذلك: أن النزول عن شيخ تقدم موته واشتهر فضله أجلُّ وأعلى منه عن شيخٍ تأخر موتُه وعُرِفَ بالصدق» وكأن ذلك لأن الغالب أن الشيخ المتقدم يكون أكبرَ من الشيخ الآخر، وهو حينئذٍ أعلى وأعلم وأعرف بالعلم من الآخر الذي تأخر.
القسم الثاني:
العلو بتقدم السماع من الشيخ، كأن يكون الشيخ قد روى عنه راويان: أحدهما
سمع منه قديمًا، والآخر سمع منه آخرًا، فحينئذٍ مَنْ سمع قديمًا يكون أرجح
ممن سمع آخرًا.

ويتأكد
ذلك في حق من اختلط في آخر عمره أو خَرِفَ، فمن سمع من الشيخ قديمًا أرجح
وأصح ممن سمع آخرًا؛ وذلك لأن الشيخ الذي اختلط في آخر عمره، من سمع منه في
آخر عمره يكون قد سمع بعد اختلاطه، وليس في حال الصحة والسلامة والحفظ
والإتقان.

وربما
يكون العكس صحيحًا وذلك في حق من كان يحدثُ قديمًا من حفظه فيخطئ، ثم صار
بعدُ لا يحدث إلا من كتاب، بعض الرواة كان هذا حالُهُ في أول انشغاله
برواية الحديث، كان يحدث إلا من حفظه فوقعتْ في أحاديثه الأخطاءُ ثم صار
بعد ذلك بعد أن بَيَّنَ له العلماء ذلك وحذروه من التحديث من الحفظ حتى لا
يخطئ، صار بعد ذلك لا يحدث إلا من كتاب، فصار حديثه المتأخر أصحَّ من حديثه
المتقدم، وقع ذلك لهمام بن يحي في قصةٍ معروفةٍ في ترجمته من كتب الرجال.

[/b]





مدخل علم الحديث النبوي 20
فأما العلو بالمسافة:
فهو على ثلاثة أقسام:
القسم الأول:
وهو أعظمُها وأجلُّها: القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسنادٍ
صحيح قويّ نظيف خالٍ من الضعف، بخلاف ما إذا كان مع الضعف فلا التفات إليه.

يعني:
لو أننا بصدد إسنادين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لحديثٍ ما،
أحدُهما أقل في عدد الوسائط بين الراوي ورسول الله صلى الله عليه وسلم من
الآخر، فالذي قَلَّت الوسائط فيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون
أعلى من الذي كثرت فيه الوسائط.

القسم الثاني:
القربُ من إمامٍ من أئمة الحديث، كالأعمش، وابنِ جريج، ومالك، وشعبة، ومن
هم مثل هؤلاء الأئمة الكبار، وأيضًا مع صحة الإسناد إليه، وإن كثر بعدَه
العددُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يعني:
لو فرضنا أن حديثًا يُروى عن الزهري يرويه رجل عن الزهري بوسائط أقل من
إسناد الرجل الآخر عن الزهري نفسه، فالذي بينه وبين الزهري وسائط أقل يكون
إسنادُه أعلى من إسناد الذي بينه وبين الزهري وسائط أكثر، بصرف النظر عن
عدد الوسائط بين الزهري ورسول الله صلى الله عليه وسلم.

القسم الثالث: العلو بالنسبة إلى كتاب من الكتب المعتمدة المشهورة، كالكتب الستة، والموطأ، والمسند، ونحو ذلك.
وصورته:
أن تأتي إلى حديث مثلا رواه البخاري، فترويَه بإسنادك إلى شيخ البخاري أو
شيخ شيخِه، ويكون رجال إسنادك في الحديث أقل عددًا مما لو رويته من طريق
البخاري نفسه.

يعني: لو أنك بصدد رواية حديث، وبين يديك طريقان:
أحدهما: من طريق البخاري في (صحيحه).
والآخر:
من طريق أخرى تصل إلى شيخ البخاري، أو إلى شيخ شيخ البخاري، فأنت إن رويته
من طريق غير طريق البخاري إلى شيخ البخاري، أو إلى شيخ شيخه؛ كانت الوسائط
في إسنادك أقل من الوسائط التي بينك وبين البخاري في (صحيحه) فيما إذا رويته من طريق البخاري، فأنتَ حينئذٍ تكون قد علوت في الحديث عن البخاري.

وهذا علو نسبي وليس علوًّا مطلقًا.


النزول:
أما النزول: فكما قلنا: هو عكس العلو، فكلما وُجِدَ إسناد عال، فلابد وأن يقابله إسناد نازل. والله أعلم.

*****
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://wwwgud.forumarabia.com/forum
 
مدخل علم الحديث النبوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لفرق بين القرآن والحديث القدسي وبين الحديث النبوي والحديث القدسي
»  جامعة هارفارد تضع آية قرآنية على مدخل الكلية
»  العينان مدخل لقلب المرء وكتاب مفتوح
» اسيرة النبوي وغزواتها
» صورة للمسجد النبوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أبطال الكرة الرسمية :: القسم الاسلامي العام :: ♥ القِسْمُ الإسلَامِي ♥-
انتقل الى: