الحمد لله الذي ما خلق الجن والإنس إلا ليعبدوه ، وجعل لهم في الأرض مستقراً ومتاعاً إلى حين
فبعث فيهم النبيين مبشرين ومنذرين ،
وأرسل إليهم الرسل مبلغين ناصحين ،
وأنزل عليهم الكتب فيها شرعه وأمره ونهيه ، فوعد من آمن وصدق وعمل صالحا بحسن المآب وكريم الثواب ،
وتوعد من كذب وأعرض وأفسد في الأرض بشديد العقاب وأليم العذاب ...
أحمده سبحانه حمداً لا يحد وأشكره شكراً لا يعد،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،
اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً،
اروع ما شهدت في هذا اليوم .
تكبير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.
يا له من دين عظيم.
ايها الاخوة::::
إن
الإسلام ينفي كل نعرة جنسية أو عنصرية، فيرد البشرية كلها إلى أصل واحد،
ويقرر أن لا فضل فيها لجنس دون جنس، ولا ميزة لعنصر دون عنصر، وأن اختلاف
الألوان واللغات لا يدل على أفضلية، ولم يُرَدْ به إلا التعارف لا التناكر،
وأن هناك ميزانا واحدا لتقدير الأفضلية هو تقوى الله وطاعته والعمل الصالح في عباده، وهي أمور شخصية لا علاقة لها بالأجناس والألوان، ويؤكد ذلك قوله تعالى:
{يَا
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}،سورة الحجرات: 13.
وقول رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم : «لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى»-
أخرجه
الإمام أحمد في المسند 5/411، مرجع سابق، والطبراني في المعجم الأوسط
5/86، مرجع سابق، والبيهقي في شعب الإيمان 4/289، ط دار الكتب العلمية 1410
هـ، تحقيق محمد السعيد بسيوني زغلول، والهيثمي في مجمع الزوائد 2/266، ط
دار الريان، دار الكتاب العربي، القاهرة - بيروت 1407هـ.
فالمجتمع
الإسلامي اذن يجب ان يكون غير عنصري ولا قومي، ولا هو قائم على الحدود
الجغرافية، بل يجب ان يكون مجتمعا مفتوحا لجميع بني الإنسان، دون النظر إلى
جنس أو لون أو لغة، بل دون النظر إلى دين أو عقيدة.
وبذلك
فان القران الذي هو الدستور الاعظم لهذه الامة ينفي تماما فكرة التمييز
العنصري منذ اللحظة الأولى، ويفتح أبوابه للبشر جميعا على قدم المساواة
الكاملة، وعلى أساس الشعور الإنساني الخالص، ومن ثم تملك جميع الأجناس
البشرية وجميع الألوان وجميع اللغات أن تجتمع في حمى الإسلام، وفي ظل نظامه
الاجتماعي وهي تحس آصرة واحدة تربط بينها جميعا، آصرة الإنسانية التي لا
تفرق بين أسود وأبيض، ولا بين شمالي وجنوبي، ولا بين شرقي وغربي؛ لأنهم
جميعا يلتقون عند الرابطة الإنسانية الكبرى، وهو ما تؤكد عليه الآية
القرآنية الكريمة
:{يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً
وَنِسَاء}سورة النساء:
إن
الإسلام لا يعرف حدودا اقليمية و لا حدودا للأجناس والألوان, فالأرض لله
جميعا, وقد خلقها بما فيها لهذا المخلوق الإنسان، دون تفرقة بين نوعه وجنسه
ولونه وعقيدته، يقول تعالى:{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}سورة البقرة: 30.
فعلى المسلم اذن ان لا يميز في المعاملة بين الاشخاص بسبب العرق و اللون أو الجنس أو الجنســـية، أو الدين أو الرأي أو المركز الاجتماعي، وأن لايستعمل
العنف ضدهم، وألا يخاطبهم بألفاظ مهينة أو بذيئة,فكل الناس سواسية
والميزان الواحد للتمييز بينهم هو تقوى الله والله الاعلم بالمتقين.