رحمك الله ياريم النهاري يامن كنتِ منبع الحنان والعاطفة والرقة والمشاعر الانسانية لكل من حولك ابتداء بوالدك وأخيك المعاق ونهاية بطالباتك وزميلاتك ... كنتِ عاطفة تتدفق لاتعرف الفتور ولا الاستكانة كنتِ قلب يحمل هموم وليس هما واحدا .. تركتِ الدنيا بشرف ... رحلتِ الى الاخرة ككل النساء المسلمات الشريفات اللاتي سطر ذكراهن التاريخ.. رحلتِ وقلوبنا عليك تتقطع الما وحسرة ولكن لانقول الا مايرضي الرب .. لاحول ولاقوة الا بالله .. ولكن هذا قدرك ولا نعترض على قدر الله فرحمك الله رحمة واسعة وجعل ماقدمتيه في موازين حسناتك ورزق والدك الصبر والسلوان ..
رحلتِ عن دنيانا النكدة دنيا نادر فيها الوفاء كوفائك دنيا هم اهلها اللعب واللهو وحب الذات .. رحلتِ يامن كان همك سعادة الأخرين حتى على حساب شبابك ومستقبلك رغما انك تحلمين كأي انثى بزوج وبيت وأطفال ولكنك أحرمتِ نفسك من كل هذا لتسعدي من حولك حتى لو كان هذا التعب على حساب أحلامك الصغيرة فكنتِ كالشمعة التي تحترق لتضيء ماحولها .. فلم تتزوجي حتى وفاتك لأجل ان تساعدي والدك واخوانك وتعينيهم على نوائب الدهر .... بذلتِ شبابك ووقتك مقابل راتب زهيد .. علما بأنك الفتاة الجامعية التي كان حلمك أكبر واكبر ولكنك لاتملكين واسطة كبنات الذوات فكان نصيبك تلك المدرسة وبراتب لايرقى لمستواك التعليمي .. حتى انك كابدتِ لأجل مساعدة اهلك بعمل اضافي بعد العصر بمدرسة لتحفيظ القرآن الكريم ومع هذا صبرتِ واحتسبتِ وكنتِ خير فتاة تمثل دور الصبر والعطاء وطيبة القلب رغم المعاناة وقلة ذات اليد ..
وهنا سؤال لكل من يهمه الأمر الا تستحون عندما شاهدتم تلك الانثى التي امتلأ قلبها بالعاطفة تضحي لأجل فتياتنا حتى سقطت شهيدة نحسبها والله حسيبها.. وأنتم لم نرى لكم حضور أو تصريح في وقته ليكون بلسم لأولياء أمور الطالبات والمعلمات .... فقط شاهدنا العميد الجداوي مدير الدفاع المدني يتفنن في الكلام من خلف جدران الشاشات علما بأنه ذكر انه وصل للموقع بعد خمس دقائق من البلاغ ونحن شاهدنا وشاهد غيرنا رجال متطوعين أبلوا بلاءً حسنا ..
ولم نشاهد للعميد ورجاله حضور في ذاك الوقت ..... ثم اتى امير منطقة مكه المكرمة حفظه الله والدكتورةنوره الفايز إلى الموقع لتشتعل فلاشات التصوير من قبل الصحفيين... ولم نشاهد تلك الفلاشات حينما كانت ريم تلقي بالفتيات من نافذة الفصل في ذاك المنظر الموجع حد البكاء .. ثم تنتظر لترتدي عباءتها حتى لاتتكشف امام الرجال وهي في موقف صعب لم تنسى حجابها وحياءها فلله درك من امرأة مؤمنة حتى في احلك الظروف لم تنسي حجابك لتلقي بنفسك معهن وكانت ميتتك مشرفة لكل امرأة مسلمة تفتخر بدينها وحجابها وحياءها وشتان بين من تموت متلفعة بخمارها ومن تموت لاحجاب ولا حياء بل تجدها في كل قناة تنبح لأجل تحرير نفسها ومن على شاكلتها من هذا الحجاب ...!!
وهنا أوجه سؤالي لأولئك الصحفيين ببراءة.. هل الفلاشات لدينا مخصصة لحضور المسؤولين لأرض الحدث وتنتهي المسألة.. ولم اختفت تلك الفلاشات حال انتهاء الزيارة ... أم لأجل سبق صحفي أم هذا هو عملكم الشريف الذي خرجتم لأجله أم ماهو الغرض منها ..؟؟!!
ومع هذا لم اشاهد ويشاهد غيري أي تصريح لمسؤول يثلج صدور الاباء من اثر تلك الكارثة النفسي عليهم وعلى فلذات أكبادهم من هول ورعب الموقف .. حتى ان أحد الاباء أوقف الدكتورة الفايز وسألها عن السبب الرئيسي لزيارتها هل لأجل الفلاشات أم لأجل أن تعيش هم وأحزان أولئك الآباء المفجوعين من هول الكارثة فكان سؤاله في الصميم ... لأننا مللنا الظهور الباهت..!!
فنحن نريد مشاعر صادقة كمشاعر ريم النهاري .. لامشاعر حضور أمام الفلاشات ........!!!
وقد كانت ريم في يوم وفاتها صائمة فنسأل الله العلي القدير لك الدرجات العلى من الجنة وان يجعل الفردوس الاعلى منزلتك ... يامن كنتِ الأم والأخت والصدر الحنون لكل من يربطك بهم صلة ... حتى زميلاتك المعلمات كنً يتحدثن عن مواقفك المشرفة معهن بشيء يجعل المستمع يندهش .... ويصاب بالغبطة ان في زماننا أمثالك من اهل القلوب الرحيمة والنفوس العفيفة ...بدل اولئك الذين سيطرت على مشاعرهم المادة فقست قلوبهم وأصبح حب الذات هو عنوانهم حتى لو ذهب الجميع الى الجحيم ...
وقد شاهدت مقطع يقطع نياط القلب .. ومع هذ كان المقطع معه صوت اللاتي قمن بالتصوير وكأنهن في مدرج لكرة القدم لم يظهر على اصواتهن الهلع وصعوبة الموقف وهن يشاهدن الطالبات يتساقطن من نافذة المدرسة بل كن يتحدثن بأريحية ويضحكن مع طفلة معهن بالسيارة فأي قلوب متحجرة وأي مشاعر متبلدة لهؤلاء .. رحماك يارب ... !!
موتك يا ريم عرّى وفضح الكثير من عوارنا وقبحنا .. موتك يا ريم أعاد البسمة لكثير من الأسر الذين اعتراهم الهلع والخوف من فقدان صغيراتهم اللاتي فضلتِ انقاذهن على حياتك..!
ريم النهاري لقد ذهبت روحك الى بارئها وبقيت ذكراك في قلوبنا ولا نملك ان نقدم لك سوى الدعاء بالمغفرة والرحمة يا شهيدة التضحية والفداء .. كما لاننسى زميلتك غدير كتوعة ومن مات من الطالبات بالدعاء لهن بالرحمة والمغفرة كما ندعو لكل أب وأم فجعوا في فلذات أكبادهم أن يرزقهم الصبر ويشفي مرضاهم انه على مايشاء قدير ...
.