السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!!
التواضع من الصفات الإنسانية النبيلة ومعناه ألا يغتر الإنسان بما وهبه الله من علم أو مال أو جمال وألا يتكبر على عباد الله ويظن أنه أفضل منهم لأن المتكبر إنسان يبغضه الله ويكرهه الناس مهما اجتمع له من العلم والذكاء والمال والجمال والمسلم يتواضع في غير مذلة ولا مهانة والتواضع من أخلاق المسلم المثالية وصفاته العالية كما أن التكبر ليس له ولا ينبغي لمثله إذ المسلم يتواضع ليرتفع ولا يتكبر لئلا ينخفض إذ سنة الله جارية في رفع المتواضعين له ووضع المتكبرين قال الرسول صلى الله عليه وسلم " مانقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله " وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :"يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الدجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن جهنم " والمسلم عندما يصغي بإذنه وقلبه وعقله إلى مثل هذه الأخبار الصادقة من كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم في الثناء على المتواضعين مره وفي ذم المتكبرين أخرى ومرة في الأمر بالتواضع وأخرى في النهي عن الكبر كيف لا يتجنب الكبر ولا يكون التواضع خلقه فالعاقل يتجنب الكبر كي يمتثل أوامر الله وإن المتواضع محبوب من الجميع فمن أعطي نعمة فمن شكرها أن تتواضع لله فيها ولا تتكبر على من حرم منها ..
ومن الآدلة في القرآن الكريم على التواضع ..
(وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)
ومن السنة النبوية ..
عن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ
قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله "
( رواة مسلم )
ما قاله الصالحون في التواضع ..
قال عبد الله بن مسعود رضي اللــه عنه:
"إن من التواضع الرضا بالدون من شرف المجلس، وأن تُسَلِّم على من لقيت
وقال ابن عباس:
من التواضع أن يشرب الرجل من سؤر أخيه
قال لقمان :
(لكل شيء مطية ومطية العلم التواضع)
وقال لابنه :
يا بني تواضع للحق تكن أعقل الناس
وقال بعض الحكماء :
إذا سئل الشريف تواضع , وإذا سئل الوضيع تكبر
وقيل :
التواضع سلم الشرف
قيل لأحد العلماء : كيف عرفت الدنيا ؟
قال : دلني العلم على الزهد في الدنيا