الموت هذا القدر الإلهي الذي كتبه على كل كائن حي وهو بحد ذاته مصيبة على بني ادم بكل ماتحمله الكلمة من معاني الإصابة بذات النفس وهالة الخوف الكبير التي تسيطر على الإنسان بمجرد وقوع الحدث((إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ))المائدة.
وهو قدر الله المكتوب على الإنسان((كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ))[الرحمن ]
وإذا جاء اجله لايستقدم ساعة ولاتستاخر(إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاء لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)(نوح).وعند وصول الإنسان إلى مرحلة النهاية تمهيدا للعودة إلى الله سبحانه وتعالى ((قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُون(السجدة)
والموت هو السلاح المرعب الذي قهر الله به الجبابرة والطاغين والظلام الذين يفسدون بالأرض بغير الحق ومهما طال عليها الأمد((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ))(العنكبوت).والموت ليس فيه استثناءات الكل يشرب من هذا الكأس ابتدءا من أبونا ادم عليه السلام وانتهاء بسيد الخلق الرحمة المهداة للبشرية محمد صلى الله عليه وسلم.الذي قال الله فيه (انَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ)(الزمر).
أما الوفاة فهي لاتعني الموت لان الله سبحانه وتعالى يتوفى الأنفس حين موتها(عند النوم)فإذا لم تمت في ذلك النوم فانه يرسلها إلى الحياة مرة أخرى لان موعدها موعدها مع الموت لم يأت بعد بينما يمسك النفس الأخرى التي قضى عليها الموت فلا عودة للحياة كما اخبرنا الله في كتابه الحكيم:
ِاللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الزمر : 42]
إذن من الأخطاء الشائعة عند الناس إن تقول (توفي فلان )إذ إن الصحيح هو مات أي انتقل إلى رحمة الله.
ويبقى سر الموت والحياة من أعظم الأسرار الإلهية لايعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.