وجهها الأبيض المتعب .... اصابعها الشمعية .... ملكة ... حبيبتي الأولى ...امي ... هي
اتذكر حينما كانت امي اطول مني ... كان اقصى طموحي ان أصل الى قمة رأسها ... فأتعلّق بذيل فستانها كالقط فتقول في حنان كفي يا عزيزي اتركني اطبخ اجلس هناك وبعد ان كبرت واصبح طولي ضعف طولها ومع ذلك كنت ارى اني بعيد وبعيد عن تلك القمة .. ما زالت امي اطول مني .
مرة اجلسني ابي في حضنه وبدأ يلاعبني .... وفجأة نادى امي ... ياااااااااه عملها ابنك على حجري .. استلمتني كما انها تستلم جائزة الدولة التقديرية .. كانت تبتسم تغسلني وهي تغني كما لو كانت روائح فضلاتي بارفان فرنسي محترم .
تغسل الثياب فتجعلها بيضاء كالفل وتمسح وتكنس وتطبخ وتربّي ... كانت امي مجموعة من الأجهزة الكهرو منزلية كانت تعمل ولا تعرف شيئا عن حقوق المرأة .
امي هذا الحب الأسطوري الفريد ... من تقضي الليل جالسة على طرف سريري وتتحسس حرارتي ... وترفع كفّها بالدعاء لي بالشفاء .
من لديها استعداد ان تقطع من لحمها لتطعمني اذا جعت مثل امي ؟؟؟
ان الرجل مهما كبر يكفي فقط بأن ينادي امي فيستعيد شبابه وطفولته ....... ولا يشــــيخ الرجل منا او يكبر حتى تموت .... امه
انها امــــــــــي