إحذر لسانك .. وكثرة الكلام
===============
اللسان هو اخطر جارحة خلقها الله سبحانه وتعالى للإنسان ,فهى تصلح مجتمعا بأسره , أو تفسد مجتمعا بأسره أيضا , ولهذا فقد وضعه الله سبحانه وتعالى داخل قفصين من العظم واللحم . والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :
" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " ويقول صلى الله عليه وسلم :
"طوبى لمن ملك لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته " ..
ولسان العاقل وراء قلبه , وقلب الأحمق وراء لسانه , وفى هذا يقول الإمام على – كرم الله وجهه – المرء مخبون تحت لسانه فإذا تكلم ظهر " ويحكى
على لسان لقمان الحكيم أن سيده أعطاه شاة وقال له : اذبحها وأعطنى أطيب ما فيها , فذبحها وأتاه بلسانها وقلبها , ثم أعطاه شاة أخرى وقال له: اذبحها
وأعطنى أخبث ما فيها , فذبحها وأتاه بالقلب واللسان أيضا فقال له ما هذا ؟
فقال : " إنهما أطيب شيئا إن طابا , وأخبث شيئا ان خبثا .
ولذا وجب علينا أن نحذر من ألسنتنا , كما يجب علينا أيضا أن نحذر من كثرة الكلام , فالكلمة فى فمك تملكها , فإن خرجت من فمك ملكتك , كما أن كثرة الكلام مذلة , فعن عمر رضى الله عنه قال : من كثر كلامه كثر سقطه , ومن كثر سقطه كثر غلطه , ومن كثر غلطه قل حياؤه , ومن قل حياؤه قل ورعه , ومن قل ورعه مات قلبه , ومن مات قلبه دخل النار .
فلنحذر كثرة الكلام إلا من حق نوضحه , أو من خلل نصلحه , أو كلمة نفسرها , أو مكرمة ننشرها , فإنه يستدل على عقل المرء بقوله , وعلى أصله بفعله ,
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى ذر الغفارى رضى الله عنه :
" وعليك بطول الصمت , فإنه مطردة للشيطان , وعون لك على أمر دينك "
ويقول صلى الله عليه وسلم :" رحم الله عبدا تكلم فغنم , أو سكت فسلم "
اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا , واجعلنا من الصادقين فى أقوالنا ,
المخلصين لك فى أفعالنا .