الحمد لله صاحب الفضل والمنة ، وناصر الإسلام بأهل السنة ، والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة ،وعلى آله وصحبه البررة .. أما بعد :
آه ثم آه يا غزة الجريحة .. أرض الجهاد والبطولة ..
آه يا غزة .. فالجراح غائرة ، والآلام في أنفسنا بالغة ، والأحزان في قلوبنا قائمة .. !
مهلاًُ ياشمس غزة عن الغروب ... ومن قال أن زهر العز ذبل في لحظة ؟!
يا غزة العزة الحبيبة.. نحن كالجسد الواحد ، نسير إلى الجنة ..!
فسنذكر جميع الجوانب المخلة في جسد الأمة ..!
وما سبب تأخر العزة ياغزة ؟!
صبراً يا غزة الجريحة..!
وأذكرك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم من طريق ثوبان أنه قال ((يوشِكُ الأُمَمُ أن تداعى عليكم كما تداعي الأَكَلَةُ إلى قَصعتِها". فقالقائلٌ: ومِن قلِّةٍ نحن يومئذٍ؟ قال: "بل أنتم يومئذٍ كثير،لكنَّكم غُثاءٌ كغثاءِ السَّيل، ولَينزعنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم،ولَيَقْذِفِنَّ اللهُ في قلوبِكم الوَهْنَ". فقال قائلٌ: يا رسول الله! ماالوَهْن؟ قال: "حبُّ الدنيا وكراهيةُ الموت)) [2]
فلا تغتري يا غالية بالغثائية .. فالقوم تساقطوا في العقيدة.. والنظرة عامة لمجمعات الأمة الإسلامية ، بعيداً عن الإنقسامات الحدودية .. فالمهم هي الشعوب الحرة المسلمة..!
وقال عمر بن عبد العزيز (( لا تغزوا مع القدرية، فإنهم لا ينصرون )) [3]
صبراً يا غزة الجريحة..
فقد ولى زمن ( عمر بن خطاب ) رضي الله عنه الذي يتمنى ملء الغرفة رجالاً كأمثال ( أبي عبيدة ) يستخدمهم في طاعة الله وفي جهاد أعداء الله ..!
وهذا متى يا حبيبتي ؟!
في خير قرن مر على الأمة الإسلامية إلى قرنها الحالي ..!
صبراً يا غزة الجريحة..
فقد أنقضى زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي يتمنى (( القتل بالسيف، والصوم بالصيف، وإكرام الضيف ))
صبراً يا غزة الجريحة..
فقد انتهى زمن الرجال الذين تمنوا اللؤلؤ والذهب والزبرجد لينفقوها في سبيل الله..
صبراً يا غزة الجريحة ..
فحالنا بين الأنام .. تساقط اللئام على مائدة الأيتام ..!
صبراً يا غزة الجريحة ..
فقد استشرت الخيانة في عضد الأمة ..!
صبراً يا غزة الجريحة ..
فأصحاب القنوات الفضائية الخبيثة ، وأصحاب الأقلام الفاسدة ، والأفكار المسمومة الكاسدة .. مكانتهم مرموقة ، وكراسيهم محفوظة .. ولم يرفعوا لحبل المشنقة ..!
صبراً يا غزة الجريحة ..
فالقوم هجروا المساجد، وعمروا الملاعب والمسارح ...
صبراً يا غزة الجريحة ..
فقد أغمدت سيوف الجهاد ، التي هي حق الله على جميع العباد ..!
صبراً يا غزة الجريحة ..فأساس البلوى كما قال الله تعالى ((قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ )) ] الأعراف / 33]
قال ابن قيم العصر ( بكر أبو زيد ) رحمه الله (( إذ القول على الله تعالى بلا علم هو أصل الشرك والكفر والبدع المضلة والفتن الجائرة )) [4]
صبراً يا غزة الجريحة ..فلا تنسي العراق والشيشان وأفغانستان وما يحصل فيها من الظلم والعدوان ..
كم نحن بحاجة ماسة إلى رجال ( مجاهدين ) وعلماء ( عاملين ) ..
يرفعون لواء الجهاد ، بعد أن استنوق الجمل ، وعاثت في الأرض الغربان ، واستأسد في سماء الأمة بغاة الطير ..!
صبراً يا غزة الجريحة ..
وتأملي قول القائل :
إذا تضايق أمر فانتظر فرجاً .... فأضيق الأمر أدناه من الفرج ..
والله لن يضيعكم الله أبدا
إليك يا غزة الحبيبة لترسليها إلى رجالك المجاهدين
عليكِ بالعدو اليهودي الجائر
واضربي أساطينه لتهوى في المقابر
ولا تلتفتي إلى صيحات المخذلين في الحاضر ..!
فشدي عليهم ، ونكلي بهم ، وعليكِ برؤوس أموالهم ..!
أرسلوا الصواريخ على المستوطنات ، أهلكوهم بوابل من العذاب في الظلمات ..
ليذوقوا الظلم بظلمات ....!
وليعلم الكفرة الفجرة : أن الموت ألذ من العسل ..!
وأعلموا ((إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ)) [ النحل / 128
م
ن
ق
و
ل
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ص
د
ي
ق
ا
ل
م
ن
ت
د
ى