الأنانية وحب الذات أبعد من أن يكونا متماثلين ، إنهما ضدان بالفعل ،
الشخص الأناني لايحب نفسه كثيرا بل يحبها قليلا جدا ،
إنه في الواقع يكره نفسه ، فهذا الإعتقاد للإعجاب
والرعاية لنفسه يتركه خاويا ومحبطا ومهتما حتى القلق بأن يستلب من الحياة الإشباعات التي يسد على نفسه الطريق لإجتيازها
، أما حب الذات فيعني أن نفسي تكون موضوع حبي شأنها في ذلك شأن شخص آخر
، فإذا كان الفرد قادرا على أن يحب بشكل بناء ، فإنه يحب نفسه أيضا.
غير أن حب النفس يجعل الشخص منتبها لحاجاته وهذا يرفع من حساسية ذلك الشخص لحاجات الآخرين
واذا ماشعر بالحاجة وإشباعها فهو قادر على أن يتصور ماهي حاجات الحبيب وكيف يمكن أن يسد تلك الحاجات.
حب النفس ليس هو الأنانية المتطرفة ولا الغرور:
فحب النفس لا يجوز مطلقاً أن يعلق عليك حياتك،
دون أن تنفتح، لتعطي مكاناً للغير، ودون أن تعطي وقتاً كافياً للاستماع للغير،
والمشاركة مع الآخرين في ظروفهم، وظروف حياتهم المتنوعة.
وحب النفس أيضاً، ليس هو التباهي والتعالي والغرور والغطرسة. فمن يحب نفسه،
لا يحتاج إلى أن يتعالى بما لديه من مال أو أملاك، أو بأسرته، أو بمستواه الاجتماعي أو العلمي.
بل يحتاج المحب لذاته، إلى أن يقيم نفسه باعتدال، فلا يجوز له أن ينتقص من قدر نفسه، ولا أن يغالي فيه.
حب الذات ليس هو الكفاية الذاتية ولا الفردية:
خلق الله، كل إنسان، وله مواهبه وقدراته، له عقله، وعواطفه، والإنسان مخلوق له قيمته،
وأهميته، يحتاج إليه الناس ويحترمونه. ومن خلال قيمته الذاتية يبني ثقته بنفسه، ويحقق ذاته.
فحب الذات، لا يفصل الإنسان عن الغير. ولا يؤدي إلى وحدة وعزلة غير صحيحة، لصاحبه،
والمحب لذاته لا يجوز له أن يبحث عن كفايته في ذاتيته فقط.