في قديم الزّمان عاش ملك عجوز وابنه الشّاب الصّغير في مملكة بعيدة...وكان الملك
يفكّر كثيرا بابنه الوحيد الذّي سيستلم العرش من بعده,وكان يقول له دائما انّه يجب
عليه انتقاء عروس له قبل ان يستلم العرش,وبالفعل جاب الأمير الصّغير المملكة كلّها
بحثا عن عروس,ولمّا وجد الفتاة المناسبة وطلب يدها سألته عن الصّنعة التي يتقنها
فتعجّب من سؤالها وقال لها أنه أمير لا يعمل.
فقالت له:اليوم أنت أمير ولكن غدا من يعلم ماذا ستكون؟
وهكذا عاد الأمير الى والده حزينا لرفضها طلبه,فاستدعى الملك في اليوم التّالي
كلّ الصّناع المهرة,وسأل كلّ واحد منهم كم سيأخذ من الوقت ان علّم الأمير صنعته,
فكان جواب معظمهم أنّ مهنته تحتاج الى سنوات ليتعلّمها الأمير الاّ ذلك العجوز الذي
يعمل بصناعة السجّاد ,قال له انّه لا يستغرق أكثر من ثلاثة أيّام,فوافق الملك والأمير على
هذه المهنة لأنّها لا تحتاج الى وقت طويل,وفعلا خلال ثلاثة أيّام كان الأميرقد تعلّم
صناعة السجّاد,وقام بصنع سجّادة رائعة,وذهب بها الى عروسه التي قبلت به وصار
حفل الزّفاف فب القصر وعاشا حياة سعيدة.
ومع مرور السّنين تسلّم الأمير العرش,وفي أحد الأيام جاب أنحاء المملكة متنكّرا
لتفقّد أحوال الرّعيّة,وفي طريق عودته أسره قطّاع الطّرق ولم يصدّقوه أنّه الملك
وكادوا أن يقتلوه لولا أنّه بذكائه أقنعهم أن باستطاعته نسج سجّادة مميّزة كي
يبيعوها.
وهكذا وضعه اللّصوص في كهف وأعطوه أدوات صناعة
السّجادة وتركوه ثلاثة أيّام لانجاز السّجادة,وفعلا بعد ثلاثة أيّام
صنع سجّادة فاخرة زرقاء وذهبية,أعجبوا بها كثيرا وأخذوها
ليبيعوها,لكنّها باهظة الثّمن ولم يشتريها أحد,فعادوا اليه
يريدون قتله فقال لهم اذهبوا الى الملكة وهي ستشتريها منكم,
وبالفعل ذهبوا الى القصر وعرضوا السّجادة على الملكة فوجدت
عليها أحرفا غامضة قد نسجت على طرفها كتب فيها زوجها
أنّه محجوز لدى اللصوص,زهي بذكائها لم تشعرهم بذلك
واشترت السجّادة منهم,وعندما رحلوا لحق بهم رجالها الى أن
وصلوا الى مخبئهم وأنقذوا الملك وأسروا اللصوص وعادوا الى
القصر.
وعندما رأت الملكة زوجها الشّاب قالت له:لو لم تكن تجيد نسج السّجاد
لقتلك اللصوص,ولكا نفعك عرشك.
وهكذا تعلّمنا ان الجاه والسلطة والمال لا يساوون شيئا أمام صنعة او علم نتعلّمه لنعمل به.