[b][i]ألا من له في العلم والدين رغبة
ليصغ بقلب حاضر مترصد
ألا كل من رام السلامة فليصن
جوارحه عما نهى الله يهتدي
يكب الفتى في النار حصد لسانه
فحافظ على ضبط اللسان وقيد
ويحرم بهت واغتياب نميمة
وإفشاء سر ثم لعن فقيد
وفحش ومكر والبذا وخديعة
وسخرية والهزأ والكذب قيد
ويحرم مزمار وشبابة وما
يضاهيهما من آلة اللهو والرد
فبادر هجوم الموت في كسب ما به
تفز به يوم القيامة واجهد
كفى زاجرًا للمرء موت محتم
وقبر وأهوال تشاهد في غد
وبادر متابًا قبل موت معجل
يفاجئك لا تدري أفي اليوم أو غد
فكن بين الخوف والرجاء عاملا لما
تخاف ولا تقنط وقوفًا بموعد
على الصلوات الخمس حافظ فإنها
لآكد مفروض على كل مهتدي
فلا رخصة في تركها لمكلف
وأول ما عنها يحاسب في غد
عليك بتقوى الله في كل حالة
تحز قصبات السبق في اليوم مع غد
فكابد إلى أن تبلغ النفس عذرها
وكن في اكتساب العلم طلاع أنجد( )
ولا تطلبن العلم للمال والرياء
فإن ملاك الأمر في حسن مقصدي( )
وكن عاملاً بالعلم فيما استطعته
ليهدي بك المرء الذي بك يقتدي
حريصا على نفع الورى وهداهم
تنل كل خير في نعيم مؤبد
وفي قمع أهواء النفوس اعتزازها
وفي نيلها ما تشتهي ذل سرمد
وخير جليس المرء كتب تفيده
علومًا وآدابًا كعقل مؤبد
وخالط إذا خالطت كل موفق
من العلماء أهل التقى والتسدد
يفيدك من علم وينهاك عن هوى
فخالطه تهدي من هداه وترشد
وخير مقام قمت فيه وحلية
تحليتها ذكر الإله بمسجد
وواظب على درس القرآن فإنه
يلين قلبا قاسيًا مثل جلمد
وحافظ على فعل الفروض بوقتها
وخذ بنصيبك في الدجا من تهجد
وحصن عن الفحشاء الجوارح كلها
تكن لك في يوم الجزاء خير شهد
وأزكى صلاة الله جل ثناؤه
وعز على خير البرايا محمد