قلب المحِبِّ أنزهُ من أن يكون محطةً للانتظار تمكثين فيه ريثما يأتي
قطارٌ يقلكِ الى عالمٍ رسمته على جدار ذهنك أنامِلُ أحلامِ الطفولة ، فلا
يغريكِ فيه أنك وجدتهِ أبوابهُ مشرعة ، فليس ذلك من فقدان الحذر لديه ، بل
لأن الأقدار قد شرعتها لكِ لتدخلي .
***
قلبُ المحبِّ محيطٌ هادرٌ وإن راقت صفحته ، فتحت السطحِ دررٌ نفيسةٌ
والكثير من الظلام الذي ما أن تسري فيهِ كهربية الشوقِ حتى يشتعل ويتكهرب
، ويكهرب كل من مسّهُ عابثاً.
***
للعاشقينَ لعنةٌ أشد شؤماً من لعنة الفراعنة ، ذلكَ أنهم شيدوا من عجائبِ
العشقِ صروحاً زينتها طلاسمُ شوقهم مكتوبة بدماء جراحِ كبريائهم وأناتِ
أشواقهم وآهاتِ الألم المتراكم بعمر الحضارات الانسانية ، فلا تتخذوا ذلك
كلهِ متعةً للبحثِ وإلا حلت عليكم اللعنة.
***
قلب المحبِّ لا يضمر شراً لأحد ، ولا يمتشق حساماً الا ليدافع عن عشقه،
ولا يطعن نصل حسامه الا شغافهُ هو، فاذا رأيتموه يدمي فدعوهُ يموت بسلام ،
لأنه إن جُرِحَ يوماً فلن ينقطع نزفه .
***
قلبُ المحبِّ سرمديٌ أبداً ، وعصيٌّ على الموت الذي تعرفونْ، بيد أن حياته
أيضاً غير تلك التي تعرفون، فاذا لم تتشربوا حياتهُ هو فالتمسوا لأنفسكم
حياةً تناسبكم بعيداً عنه.
***
ليس للعاشقين من محطاتِ انتظار، انما هي محطة واحدة، إن يبرحوها يمضون الى الغيب ولا يعودون أبداً.