مُنذُ ساعتين أو أكثَر .. وأنا اُحدّق بِسقف الغرفة رغم العتمة ..
لم يغمض جفني كما الليل أغمض جفنه ..
ومدّ شُعاعَه الأسود في كُلّ مكان .. وفي كُل زاوية
حتى دخل في جُعبة الذاكرة ..!
لا شيء فيها واضح الملامِح .. ولا نورَ فيها يهديني إليك ..!
’’’
كُنت أحاوِلُ دائماً أن أبقَى مَعك .. وَبك
لكن فضاءات الغربَة تجذبني إليها ..
فأنساق لها رُغماً عَني ..
وكيف ستتخلّى عَني وقد أصبحتُ جزءاً منها .. ومن مُفرداتِها ..!
كُنت أحاوِلُ دائماً أن أُبقِيكَ معي .. وَبي
لكنّ الزّمَن يشُدّ خيوطه التي غزلها بيني وبَينَك على حين غفلة
حتى تقطعت بِقسوة ..
فلم يتبقّ منها سوى خيط أوهن من خيطِ العنكبوت ..
ويثقله الوجع من أوله لآخره ..!
’’’
لِأن أقطَع الوقت الذي تَدقّ ثوانيه ببطء ،
أخذتُ أقّلب صفحات مُذكّرتي العتيقَة والمُبللة بالدموع ..
لم أجد فيها تلك الصور .. ولا تلك الحروف
.. فقط وجدت في آخر صفحة " زهرة حمراءً " أصبحت برقة الورق
ذكّرتني بِك .. وَ بشيء جميل ..!
[