لم تكن هي الحادثة الأولى في قطاع غزة من إقدام شباب وحتى رجال وشيوخ من الإقدام على الانتحار بسبب حالهم وواقعهم المستور وكل الناس تقول أن حماس هي السبب , ولكنها الأغرب والأولى في قطاع غزة من حيث معطياتها .
الشاب جمعة هشام عروق 22 عام من سكان حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة , ابن عائلة محافظة ومستورة وهو خاطب , لقى حتفه يوم الخميس بعد أن اقدم على شنق نفسه بصورة انتحارية , لم يتصورها عقل ولا حتى بشر ولا حتى أهله ..
في صباح يوم الخميس كان الأمر عاديا حتى الساعة الثامنة صباحا فقد كانت خطيبته التي تسكن في نفس العمارة ذاهبة لمدرستها لتقديم الامتحان حتى ذهاب زوجة ابن عمه التي تسكن في ذات العمارة لتنشر غسيلها على سطح منزلهم المشترك , ولم تلبث أن وصلت إلى سطح المنزل حتى صرخت بصوت عالٍ هز أرجاء المنطقة ومحيطها , ما أدى لخروج المنطقة بأكملها وأهل الفقيد ومن استيقظ على هذا الصوت حتى رأوا' جمعة مشنوقا ومازال يتنفس ويلفظ أمفاسه الأخيرة .
يقول أحد الشهود :'حاولنا إنقاذه ولكنه فارق الحياة أثناء لحظات وصولنا إليه , حتى كان رقبته مزرقة ووجه شاحب ولسانه قد أخرج بفعل خروج الروح والحبل الملتف حول رقبته وتم نقله فورا لمستشفى الشفاء .
ويبدو أن جمعة قام بالانتحار بسبب مرور عام ونصف على خطوبته فالخطيبة هى ابنه عمه التى تسكن معهم في نفس العمارة , وضيق حاله حسب ما أفاد به أحد أقربائه وأثناء تشييع جثمانه إلى المقبرة .
انتشر خبر شنق جمعة لنفسه وإزهاقه لروحه كالنار في الهشيم في قطاع غزة وحتى أهل منطقته اخذوا يتداولون موضوعه الغريب بكل دقة وتفاصيل تفاصيله , وأبعاد هذا الانتحار فأصبح شغلهم الشاغل وحديثهم لماذا شنق جمعة نفسه ؟
وقد شيع أهالى حي الشيخ رضوان وعائلته جثمانه إلى مثواه الأخير فى مقبرة الشيخ رضوان , وسط دموع الأم (أم مفيد ) المكلومة التي ودعته بدموعها الحارقة والنازفة والإغماء المتواصل عليها , ووقوعها أكثر من مرة على الأرض في لحظات الصعبة والمحنة التي أصابتها .
والده( أبو مفيد) كان صامتا وعيناه تتحدثان عما أصاب ابنه من الاقدام على هذا الفعل وما أصاب العائلة بعد جمعة وفعلته والذي سأل الله أن يسامحه وأن يرزقه النية الصافية .
تسريبات تتحدث عن أن جمعة اعلم خطيبته بنيته الانتحار إذا لم تفتح له أبواب الرزق وعمل يرتزق ليدخلا عش الزوجية , فقد قرر ما فعل .
جدته (أم على عروق) لم تفارق دموعها العين وحتى أن تحدث معها احد تذرف دموعها وحزنها على ابن ابنها وما حدث له ، وتقول : اليوم جاء الجميع ليعزى في جمعة وكنا نلبث ان يأتى هؤلاء لتهنئتنا بزواجه .
أحد الأصدقاء المقربين له قال : جمعة إنسان مهذب ومؤدب ومحترم وكل منطقته تشهد له بالخير ومساعدتهم وكان يعمل سابقا في محلات لُبّد للمفروشات ويعمل حاليا مع خاله أمين عروق بالبناء والتشييد وبعد انتهاءه من العمل يذهب ليحرس عمارة ليتقاضى راتبه الذي يحاول أن يسد عجز ديونه إزاء ما ترتب عليه من مستحقات بعد خطوبته.
أحد أقرباء جمعة أكد أن الوضع الاقتصادي السيء ووضع أهله والضغوط التي ترتبت على استعجال إقامة حفل زفافه وإصرار أهل الخطيبة على ذلك أدى لان يقوم بشنق نفسه .
في بيت العزاء الذي يؤمه المعزيين وقلوبهم متحسرة وقلوبهم تقول:' لقد فعلها جمعة بفعل ضيق الحال وعدم مساعدته فالمسؤول عن ذلك هي السلطة الحاكمة لغزة' ليبقى جمعة معلقا بين السماء والأرض وروحه تزغرد وتقول حسبنا الله ونعم الوكيل على الذي كان السبب .
ويبقى السؤال لماذا تنفي وزارة الصحة التابعة لحكومة غزة المقالة أن جمعة لم يتوفى أو لم يشنق نفسه وأنها أخبار عارية عن الصحة ، ومقابل ذلك بيت العزاء مقام هناك في منطقة الشيخ رضوان ؟