السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لله در الموت
فلننحر الذنــــــوب
بسم الله الرحمن الرحيم
لله در الموت من حقيقة ناصعة حادة لدرجة الذهول ، يأتي بغتة ، يعطي إشارته ان تتوقف وتزجل ، فقد انتهى وقت الرحلة .. فلا أمل ..
لله درك يا مفرق الجماعات .. نقف أمام جبروتك خاضعين حائرين ، لا نستطيع ردك عن حبيب .. ولا قريب .. ولا عن فلذة كبد ..
لله در الموت من حقيقة .. تجعلنا نعيد الحساب ولو لبعض الوقت .. ونتساءل ماذا قدمنا لغدٍ ..؟؟ أليس الذي جرى على أبي أو جدي أو جاري .. سيجري عليّ غداً أو بعد غداً .. فنخشع ونتأمل ..؟؟
كلنا ينظر للموت على أنه حدث يخص غيرنا .. نمرّ على القبور .. وتمرّ بنا الجنازات .. ونتابع الأحداث .. وآلاف يتخطفهم الموت يوميا ..
لكن ما بالنا نحن وذاك ..؟؟
إن الآخرين فقط هم الذين يموتون إلى أن يفجعنا الموت بعزيز أو بصديق .. أو بأخ .. أو بحبيب .. فنذهل ثم نألف الحدث ..
رويداً رويداً
بعضنا يلفه الاكتئاب والفتور .. فيشل تفكيره .. ويقبع يائساً .. وبعضنا يلفه الخوف والتسائل .. فتتجه فطرته إلى خالقه .. إلى الصلاة والقرآن .. لجوء المضطر الخائف .. إلى أن تشغله همومه وأمانيه .. فينسى .. ويعود إلى ما كان عليه من ضلال وغفلة
بعضنا يفكر .. ويتساءل .. ويتأمل .. فيوصل للحقيقة .. ويتعظ .. فتصفو نفسه .. وتصح توبته .. فيفوز بالدارين .. وأن الموت لعظة .. وأي عظة ..؟؟ ولكن للنفس شهوات وآمال وتطلعات أليس كذلك ..؟؟
- لننحر ما لا يرضاه الله في أنفسنا من انحراف عقدي أو بِدَعِي.
- لننحر أي فكر ومبادئ وتصورات ورغبات لا يرضاها الدين.
- لننحر كل ما لا يرضي الله في باطن قلوبنا.
- لننحر كل ما لا يرضي الله في تعاملاتنا وأخلاقنا وسلوكياتنا المختلفة.
- لننحر الغيبة التي كثرت والنميمة وسوء الظن.
- لننحر الظلم والغش والنفاق والتقصير في مسؤولياتنا وأعمالنا.
- لننحر المجاهرة للعظيم سبحانه بما لا يرضاه في وسائل الإعلام وغيرها.
- لننحر كل ما لا يرضي الله فيما نشاهده ونسمعه.
- لننحر كل ما لا يرضي الله في هيئاتنا ولباسنا.
- لننحر كل ما لا يرضاه الله في أسواقنا وشوارعنا ودورنا وأعمالنا.
- لننحر الخنوع والضعف والاستكانة للمفسدين والظالمين.
- لننحر تقصيرنا في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- لننحر الترف والبذخ واللهو القاتل الذي لا يليق أن نلتهي به وأمتنا تذبح وتعاني في شتى بقاع الأرض.
- لننحر تقصيرنا في واجباتنا الكبيرة الهامة تجاه أمتنا وما تعانيه.
إنها أضاح كثيرة نحتاج أن نضحي بها!!. وإن ضحينا بها فسنلقى خيرات وستنزل علينا بركات وسنسعد السعادة الكبيرة في الدارين بإذن الله, وسيعود لنا العز والمجد والمكانة السامقة التي افتقدتها أمتنا في عصرنا الحديث, وسينتهي الذل الذي لا زلنا نعاني منه حتى الآن.
إن نحر ذنوبنا هو طريقنا الأهم يا أمة الإسلام لنحر انهزامنا أمام أعدائنا المعاندين المستأسدين, وعلينا قبل أن نواجههم أن ننحر الذنوب التي هي أقوى وسيلة يتسلطون وينتصرون ويتغلبون بسببها علينا, ويطيلون بها عجزنا المشين عن إنقاذ إخواننا المذبحين المضطهدين.
فلننحـــــر الإثم حتى يأتنا الظفرُ---- ويذهــب الذل والأعداء تندحــــرُ
ونكســـب الفوز في دنيا وآخرةٍ ---- ويُسعـد الكون والخيرات تنتشــر
يا مـن يضحي بأكباشٍ لينحرها ---- إن الذنوب تقــــول الآن أنتظــــر
قد حـان وقتٌ لكي تلقى نهايتها ---- وينتهي الإصرارُ داء الأمة الأشِرُ
وختاما فلننحر كل أشكال وصور الذنوب وما لا يحبه ربنا وخالقنا والمنعم علينا نحرا يميتها لنحيـــا من جديد.
ذلك هو السبيل إلى كل خير,...ذلك هو السبيل إلى الفوز العظيم.
قال تعالى: ((وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)) "النور:31".