مختصر حول حكم التهنئة بشهر رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فقد أخرج الإمام أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه يقول:[قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم].. وصححه الألباني بشواهده.
قال ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف:
((كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان ... ثم ذكر الحديث، وقال:
قال بعض العلماء: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضًا بشهر رمضان))..
وأشار لهذا المعنى الشيخ: علي القاري رحمه الله في مرقاة المفاتيح 394/4
وقال الإمام ابن باز رحمه الله:
[فإذا فرح به المسلمون، واستبشروا به، وهنأ بعضهم بعضاً في ذلك، فلا حرج في ذلك، كما فعله السلف الصالح].. فتاوى نور على الدرب 7/16
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
[وﺭﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻬﻨئوﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢﺑﻌﻀًﺎ ﻓﻲ ﺩﺧﻮﻝ ﺭﻣﻀﺎﻥ].. اللقاء الشهري رقم[70]
وقال العلامة صالح الفوزان حفظه الله:
[كان السلف يبشر بعضهم بعضاً بقدوم شهر رمضان، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم]..
http://www.alfawzan.af.org.sa/index.php?q=node/7452
ويعضد هذا أن باب التهاني راجع إلى العادات من حيث الأصل، أشار لهذا العلامة السعدي، كما في فتاويه صـ 348
وقد نص على جواز التهنئة بشهر رمضان جمع من أهل العلم:
كالعلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله كما في شريط له بعنوان: آداب الاستئذان.
وبه أفتت اللجنة الدائمة [رقم 20638] برئاسة الإمام ابن باز رحمه الله، وعضوية سماحة المفتي آل الشيخ،
والعلامة صالح الفوزان حفظهما الله .
والإمام ابن باز أيضاً، كما في فتاوى نور على الدرب 8/16
وكذا العلامة ابن عثيمين رحمه الله كما في اللقاء الشهري رقم[70].
وليس للتهنئة صفة مخصوصة، كما ذكر العلامة الشنقيطي رحمه الله.
فائدة:
قال العلامة ابن عثيمين: [يقوﻝ ﻣﺜلاً: «ﺷﻬﺮ ﻣﺒﺎﺭﻙ»، ﺃﻭ «ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺷﻬﺮﻙ»... ﺃﻭ ﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ، ﻭﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻬﻨَّﺄ ﺑﻤﺜﻞﻣﺎ ﻫَﻨَّﺄَﻩ ﺑﻪ؛ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻣﺜلاً: «ﻭﻟﻚ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ»، ﺃﻭ ﻳﻘﻮﻝ: «ﻭﻫﻮ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻋﻠﻴﻚ»، ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞﺑﻪ ﺗﻄﻴﻴﺐ ﺧﺎﻃﺮ ﺍﻟْﻤُﻬﻨِّﻲ].. اﻟﻠﻘﺎﺀ (70) ﻣﻦ «ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺸﻬﺮﻱ»..
وقال أيضاً:
[ﺍﻟﺘﻬﻨﺌﺔ ﺑﺸﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﻋﺎﺩﺓﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻳَﺘَّﺨِﺬُﻭﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ، ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ ﺑﻬﺬﺍ، ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ،
ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻛﺎﻥ ﻳُﺒﺸِّﺮ ﺃﺻﺤﺎﺑَﻪ ﺑﺮﻣﻀﺎﻥ؛ ﻳﻘﻮﻝ: "أﺗﺎﻛﻢ ﺭﻣﻀﺎﻥ" ﻣﺒﺸﺮًﺍ ﻟﻬﻢﺑﻪ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻠﻤﺔ: «ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺑﺨﻴﺮ» ﻫﺬﻩ ﻳﻈﻬﺮﻟﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﻬﺬﺍ، ﻳﻌﻨﻲ ﺟَﻌَﻠَﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﺑﺨﻴﺮ،
ﻟﻜﻦ ﻟﻮ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﺧﺺ، ﻣﺜﻞﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: «ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ، ﻭﺃﻋﺎﻧﻚ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺘﻪ»، ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﺣﺴﻦﻣِﻦ "ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺑﺨﻴﺮ"]
(اﻟﺸﺮﻳﻂ (1) ﻣﻦ «ﺍﻟﺠﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻴﺔ» ﻟﻌﺎﻡ 1410هـ)..
وسئل رحمه الله:
عن الزيارة لأجل التهنئة، فأفتى بأن ذلك راجع إلى العادات.. ثمرات التدوين[رقم 255]..
تنبيه:
قال العلامة ابن عثيمين في فتاويه (93/20):
[هذه الكلمة «رمضان كريم» غير صحيحة، وإنما يقال: «رمضان مبارك» وما أشبه ذلك، لأن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريماً، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل، وجعله شهراً فاضلاً، ووقتًا لأداء ركن من أركان الإسلام]..
بلغنا الله وإياكم رمضان في صحة وعافية، وجعلنا أجمعين ممن يصومه ويقومه إيماناً واحتساباً..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.