الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد :
مسألة : هل يهنيء بدخول الشهر أولا ؟
الجواب :
اختلف فيه على قولين :
قول بجواز التهنئة وقد استدلوا عليه بأدلة عامة أو ضعيفة وأهمها حديث سلمان رضي الله عنه – قال : خطبنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في آخر يومٍ من شعبان ، فقال " أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم ، شهر مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوعاً ، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر ، والصبر ثوابه الجنة ، وشهر المواساة ، وشهر يزداد فيه رزق المؤمن ، من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه ، وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء " .
قالوا: ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم ؟!، فقال : " يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على تمرة ، أو شربة ماء ن أو مذقة لبن ، وهو شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار ..."
قلت : وهو مع شهرته فهو لايصح ففيه عدد من العلل ومنها أن في سنده علي بن زيد بن جدعان وقد تفرد به ولهذا ضعفه أبو حاتم وابن حجر وغيرهما .
ومن الأدلة عندهم أن الأصل في التهاني الإباحة هكذا قالوا .
القول الثاني : لايهنيء بدخوله ولكن ماثبتت به التهنئة فيهنيء به وإلا فلا كما صح عن بعض الصحابة في العيد وقد جاء عن الإمام أحمد أنه لاينشيء تهنئة ولكنه يرد على من هنأه وهذا مايظهر لي والعلم عند الله تعالى .