المقدمة
حمد وثناء :
الحمد لله : الذي جعل القرآن حجة بالغة
ليشهدوا أن لا إله ألا الله الرحمن الرحيم ، وجعله لا اختلاف ولا ريب فيه
من لدنه وهو الحكيم العليم ، فكان هدى لما هو أقوم للمتقين ، وبشرى وأجر
كبير للعاملين به من الصالحين ، و شفاء ورحمة للمؤمنين ، ونذير للعالمين .
وأمر بقراءة ما تيسر منه للمستطيعين ، والاستعاذة من الشيطان الرجيم
للقارئين ، والإنصات رحمة للمستمعين ، وطلب منهم تدبره ليصلوا للحق المبين ،
ولتدحض به حجج المبطلين .
والشكر لله : إذ جعل القرآن أحسن الحديث وفيه
أحسن القصص قص ، وصرف فيه من كل مثل وبين فيه كل شيء محكم ونص ، لتخشع له
قلوب المؤمنين ، وتخشاه أفئدة المتقين ، وتخضع له نفوس المنصفين ، وجعل
الحجاب على المغضوب عليهم والضالين ، وتنفر منه القلوب والمقفولة والتي
عليه اكنه للظالمين ، وفي آذانهم وقراً وحجبهم عنه إذ اتخذوه عِضين .
والحمد
لله : الذي أنزل القرآن على سيد المرسلين ، وخاتم النبيين ، نبينا محمد
عليه وعلى آله صلاة الله وملائكته والناس أجمعين ، وجعل نبينا وآله
المبينين له والمفسرين له والشارحين ، وسماهم أهل الذكر باسم القرآن وطهرهم
كما طهره وجعله بهم قرين ، وأورثهم الكتاب بعد أن جعلهم الأخيار المصطفين ،
وامرنا بسؤالهم بعد أن جعلهم بعلومه راسخين ، وأمر بودهم ومتابعتهم لمن
كان لله من المحبين ، وجعلهم أولياء وأئمة لمؤمنين ، وقدوة وقادة للمسلمين ،
وبين حقهم وفضلهم فيه للمتفكرين .
والشكر لله رب العالمين : الذي جعل
القرأن حجته البالغة وبيان كل ما يجب عمله على المكلفين ، وعين لهم قادتهم
المحقين ، نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، بعد أن جعلهم صراط مستقيم
للمهتدين ، والغضب والضلال لمن عاندهم وأبتعد عنهم ولحقهم من الغاصبين ،
فنسأل الله أن يثبتنا على ودهم وحبهم وولايتهم إلى يوم الدين ، ولعنة الله
على القوم الظالمين من أعدائهم من الإنس والجن أجمعين ، ورحم الله من قال
آمين .
غرض القرآن المجيد ومواضيع آياته :
القرآن العظيم :
هو كتاب الله الذي أنزله على خاتم رسله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
، وفيه تعاليم دين الله الإسلام ، لكي يوحده البشر ويقيمون العبودية له
تعالى ويعملون بأحكامه التي توصلهم لسعادة الدنيا والآخرة .
فالقرآن
غرضه : هداية الناس الراغبين بالتدين ، ومحاجة المعاندين وإقناعهم بأن لا
إله ألا الله وحده لا شريك له ، ولكي يوحدوه تعالى ويقيموا له العبودية
ويتعلموا أحكامه ليصلوا لسعادة الدنيا والآخرة ، وجميع ما موجود في القرآن
من آيات سواء كانت في القصص أو الأحكام أو الأخلاق أو في أصول الدين وفروعه
،كلها تصب في أصل واحد وهو لتوصل الإنسان لتوحيد الله وطاعته وعبوديته .
فأن
القرآن غرضه : إقامة الحجة البالغة على عباده ليوحدوا الله تعالى ويتعلموا
تعاليمه وأحكامه وتعاليمه ويقيموا له ما هو لائق بساحة قدسه من العبودية ،
وتفرق آيات القرآن واختلاف موضوعاتها : قصص وأحكام وأعمال وأخلاق وأوصاف
الجنة والنار والأمر بالتفكر بالمخلوقات الأرضية والسماوية والآيات المبينة
لأوصاف المؤمنين والظالمين ، والمبين للأئمة وأنواعهم والشارحة لقصص
الأنبياء وأممهم ، كلها يسري فيها أصل واحد تريد أن توصل إليه هو هداية
الناس لتوحيد الله التوحيد الخالص وإقامة العبودية له كما أمر بها وعلمها
للناس عن طريق هداة دينه وقادتهم ، باعتبارهم السراط المستقيم الذي يجب
سلوكه .
غرض تأليف الكتاب وفائدته :
وفي هذا المختصر
المسمى ب (( غرض سور القران المجيد ومواضيع آياته )) نبين بإيجاز لا هو
بالمخل ولا يكون فيه تطويل ممل ، أهم أغراض سور القرآن وأهم مواضيع آيات
القرآن الفرعية التي عن طريقها يريد الله سبحانه وتعالى أن نتعلم تعاليمه
والعبر الموصلة لحججه البالغة على جميع خلقه ، حتى نوحده بالشكل الصحيح
بجميع مراتب التوحيد سواء توحيد الذات أو الصفات أو الأفعال أو الخالقية
والعبودية والحاكمية والتشريع وغيرها التي تجد تفاصيلها فيما كتبنا في
كتابنا ((هذه أصول ديني )) في صفحة التوحيد .
وأما سبب التأليف وغرضه :
هو ليكون تذكرة لي وللمؤمنين ومنبه لأهم أغراض السورة ومواضيع آياتها
الفرعية ، التي يتيسر قراءتها للمؤمنين ، وذلك لأن في هذا العصر الذي لا
يسع الإنسان قراءة التفاسير المطولة ، ولكثرة الأشغال وسعة الأعمال وقلة
الوقت ، مما قد تحجب الإنسان حتى عن قراءة القرآن المجيد نفسه فكيف بشروحه ،
بل قد يفقد الإنسان قدرة التركيز على موضع السورة وغرضها الكلي فضلاً عن
مواضيع آياتها ، فتراه يتلوا القرآن المجيد من غير تدبر معانيه ولا فهم
غرضه الكلي والفرعي ، راجياً الثواب فقط ، وأن قل مقدار الانتفاع بالقرآن ،
وانتفى الفهم المعتد به لمعرفة مواضيع الحكم والعبر الموصلة لغرضه .
فلذا
حاولنا هنا أن نبين أهم أغراض سور القرآن ومواضيع الآيات بشكل موجز
وبأسلوب سهل وشرح بسيط وبحث مختصر ، وبصرف دقائق قليلة لمطالعة هذا البيان
وبمقدار ما يرغب أن يقرأه من المقدار المتيسر له من القرآن وهذا البيان ،
يتمكن المؤمن التالي للقرآن أن يلتفت لغرض السور ويتنبه لمواضيع آياتها ،
ويساعده هذا البيان البسيط على أن ويركز ذهنه على أهداف السور والآيات
وأغراضها ومواضيعها ولا يشرد فكره في متاهات الدنيا وأشغالها وهمومها وهو
في حال المطالعة للقرآن .
طبعاً والأنفع أن يقرأ المؤمنون الطيبون في كل
مرة مقدار الشرح بمقدار ما يريد أن يقرئون من القرآن وقبل تلاوة القرآن ؛
ليتذكر المؤمن لما يريد أن يتلو من الآيات وبتنبه لموضوعها وغرضها ، هذا ،
وعلى الله نتوكل وإياه نسأل أن يوفقنا للصواب ويهدينا لصراطه المستقيم
وينطقنا بالحق في عملنا المتواضع هذا ، وله الشكر والمنة إنه أرحم
الراحمين.
بعض أوصاف ومنافع القرآن بنص الإمام علي عليه السلام :
قال الإمام علي عليه السلام :
((
سُبْحَانَهُ يَقُولُ: (مَا فَرَّطْنَا في الكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) (
وَفِيهِ تِبْيَانٌ لِكُلِّ شَيْءٍ ) ، وَذَكَرَ أَنَّ الكِتَابَ يُصَدِّقُ
بَعْضاً، وَأَنَّهُ لاَ اخْتِلافَ فِيهِ ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَلَوْ
كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) .
وَإِنَّ
القُرآنَ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ وَبَاطِنُهُ عَمِيقٌ ، لاَ تَفْنَى
عَجَائِبُهُ ، وَلاَ تَنْقَضِي غَرَائِبُهُ، وَلاَ تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ
إلاَّ بِهِ )) الخطبة 18 ص 54 .
وقال عليه السلام :
((
وَتَعَلَّمُوا الْقرْآن [فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ، وَتَفَقَّهُوا
فِيهِ] فَإِنَّهُ رَبِيعُ الْقُلُوبِ، وَاسْتَشْفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ
شِفَاءُ الصُّدُورِ ، وَأَحْسِنُوا تِلاَوَتَهُ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ
الْقَصَصِ )) الخطبة 109 ص199.
وقال عليه السلام :
(( وَاعْلَمُوا
أَنَّ هذَا الْقُرْآنَ هُوَ النَّاصِحُ الَّذِي لاَ يَغُشُّ ، وَالْهَادِي
الَّذِي لاَ يُضِلُّ، وَالْمحَدِّثُ الَّذِي لاَ يَكْذِبُ ، وَمَا جَالَسَ
هذَا الْقُرْآنَ أَحَدٌ إِلاَّ قَامَ عَنْهُ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ:
زِيَادَةٍ فِي هُدىً ، أَوْ نُقْصَانٍ مِنْ عَمىً.
وَاعْلَمُوا أَنَّهُ
لَيْسَ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ الْقُرْآنِ مِنْ فَاقَةٍ وَلاَ لأحد قَبْلَ
الْقُرْآنِ مِنْ غِنىً ؛ فَاسْتَشْفُوهُ مِنْ أَدْوَائِكُمْ ،
وَاسْتَعِينُوا بِهِ عَلَى لاََْوَائِكُمْ [شددكم ]فَإنَّ فِيهِ شِفَاءً
مِنْ أَكْبَرِ الدَّاءِ ، وَهُوَ الْكُفْرُ وَالنِّفَاقُ ، وَالْغَيُّ
وَالضَّلاَلُ، فَاسْأَلُوا اللهَ بِهِ، وَتَوَجَّهُوا إِلَيْهِ بِحُبِّهِ ،
وَلاَ تَسْأَلُوا بِهِ خَلْقَهُ، إنَّهُ مَا تَوَجَّهَ الْعِبَادُ إلَى
اللهِ بِمِثْلِهِ.
وَاعْلَمُوا أَنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَقَائِلٌ
مُصَدَّقٌ، وَأَنَّهُ مَنْ شَفَعَ لَهُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
شُفِّعَ فِيهِ، وَمَنْ مَحَلَ بِهِ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صُدِّقَ
عَلَيْه، فَإنَّهُ يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامةِ: أَلاَ إنَّ كُلَّ
حَارِثٍ مُبْتَلىً فِي حَرْثِهِ وَعَاقِبَةِ عَمَلِهِ ، غَيْرَ حَرَثَةِ
الْقُرآنِ ؛ فَكُونُوا مِنْ حَرَثَتِهِ وَأَتْبَاعِهِ ، وَاسْتَدِلُّوهُ
عَلى رِّبِّكُمْ ، وَاسْتَنْصِحُوهُ عَلى أَنْفُسِكُمْ ، وَاتَّهِمُوا
عَلَيْهِ آرَاءَكُمْ ، وَاسْتَغِشُّوا فِيهِ أَهْوَاءَكُمْ )) الخطبة176 ص
310.
بعض الخواص العددية للقرآن وآياته ونزوله :
بسم الله الرحمن الرحيم
((
إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ
الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا
كَبِيرًا )) الإسراء 9 .
عدد سور القرآن : على ما يقال وأن اختلفت فيه الأقوال كثيراً : هي 114 سورة ، وعدد آياته 6348 مع البسملة .
وقيل كلمات القرآن 97439 ، وحروفه 321180 ، ونقطه 17943 .
وسوره المكية 86 والسور المدنية 28 .
وأول ما نزل من القرآن : في مكة سورة العلق (( اقرأ بسم ربك الذي خلق )) .
وآخر ما نزل من القرآن : آية إكمال الدين من سورة المائدة وهي قوله تعالى :
((
الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ
وَأخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا )) الآية 3 ،
عند رجوع النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع في غدير خم
بعد أن أعلن الولاية الإمام علي على جميع المسلمين .
والقرآن الموجود
الآن بأيدي المسلمين هو الذي أنزله الله تعالى على نبينا محمد صلى الله
عليه وآله وسلم من غير زيادة ولا نقيصة وهو الذي يبدأ ببسم الله ومن سورة
الفاتحة وينتهي بكلمة الناس من سورة الناس وهو بلاغ وهدى وإنذار من الله عز
شأنه إلى عباده من الجن والناس .
شيء من إعجاز القرآن العددي :
أردنا
الاختصار الغير مخل ولكن لفت نظري وأن أطالع بعض ساحات الحوار موضوع طالما
سمعت مثله وكان يعجبن أن يتوسع به من له القدرة على مثله ، ولكي يستشعر
القارئ الكريم عظمة القرآن وأعجازه ، ولكي يضم هذا الموضوع كتاب خوفاً عليه
من الضياع حبب أن اذكر به المؤمنين وشكر الله سعي كاتبه :
كتب الفاضل (( الكاشف )) في الموسوعة الشيعية في 13-11-2000 الساعة 02:52 AM هذا الموضوع فجزاه الله خيراً :
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
في
إحدى الرسائل التي أتتني من صديق وجدت هذه الرسالة التي تدل على الإعجاز
الرباني ، وأن القرآن ليس من السهولة بلوغ منتهاه لأنه في كل زمان وعصر
نستكشف مدى جديد في القرآن ، لهذا حثنا الله لسؤال الراسخون في العلم لبيان
التأويل وهم أهل البيت . لا أريد أن أطيل عليكم فما سأكتبه يثير الفضول
والإعجاب :::
الكلمة عدد ذكرها في القرآن :
1الدنيا 115الآخرة
1152الملائكة 88الشياطين 883الحياة 145الموت 1454النفع 50الفساد 505الناس
368الرسل 3686إبليس 11الاستعاذة من إبليس 117 المصيبة 75الشكر 758الإنفاق
73الرضا 739الضالون 17الموتى 1710 المسلمين 41الجهاد 4111 الذهب 8الترف
812السحر 60الفتنة 6013الزكاة 32البركة 3214العقل 49النور 4915اللسان
25الموعظة 2516الرغبة 8الرهبة 817 الجهر 16العلانية 1618الشدة 114الصبر
11419 محمد 4الشريعة 420الرجل 24المرأة 2421 الصلاة 522الشهر 12ـ24ـ البحر
32ـ25ـ البر 13وبإجراء معادلة حسابية بسيطةإما لبحر فمعادلته 32 / 45 *100
فإنها تساوى 71.11111111111% أما البر فمعادلته هي 13 / 45 * 100والنتيجة
28.88888888889 %وهى نفسها نسبة المياه لليابسوالسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته23اليوم 365
[img]