سأل نفسك، رمضان الماضي عندما انتهى ما هي العبادات أو النواحي التي قصرت بها وندمت وتمنيت لو يرجع رمضان مرة أخرى؟ هل قراءتك للقرآن كانت بدون تدبر؟ هل صلاتك كانت سريعة؟ هل فوّت السنن؟ هل تركت صلاة التراويح؟ هل كنت تغتاب؟ هل أخلاقك لم تكن جيدة في التعامل مع أحدهم؟
الله سبحانه رحيم بنا، ونعمة أنه يبلغنا رمضان الذي نصوم به، وهذا الصيام لم يفصح الله عن أجره وقال سبحانه في حديث قدسي “هو لي وأنا أجزي به” يعني كيف لنا أن نتخيل أجره؟ لن نستطيع. نعمة عظيمة جليلة كبيرة من ربّ رحيم اختارنا أن يمد في أعمارنا (بإذن الله) لكي نصوم ونقوم رمضان، فهل سنستغل الفرصة جيدا؟ من أولها لآخرها بكل رمق فيها؟ أم سنفعل مثل كل مرة، نبدأ بجهد عالي ومن ثم نترك نصف أو أكثر العبادات وعندما ينقضي رمضان أو يمر سريعا نقول آه ليتني فعلت كذا وكذا؟
رمضان فرصة قصيرة وسريعة وبها غسيل للروح لا يوجد له مثيل. كلنا جربنا شعورنا في رمضان، كيف تهدأ نفوسنا، وترتاح راحة لا يعلم وصف لها إلا الله، دعونا نستغل هذا الشهر، وننوي، ونجعله فرصة للتغيير للأفضل، للتقرب من الله سبحانه، لأنا نعلم أن التقرب لله هو الحياة السعيدة الهانئة الطيبة في الدنيا والآخرة.
كل شيء في رمضان سيكون موجودا بعده، إلا الشهر الفضيل نفسه. المسلسلات كلها ستعاد بعد رمضان، وتخيل الأجر العظيم الذي ستأخذه من الله لو نويت ترك مشاهدة مسلسل يلهيك عن ذكر الله وعن عبادته، من أجل الله؟ قال عليه السلام “من ترك شيئاً لله عوضه الله بخير منه”. الله، ما أجمل الشعور عندما نترك أمراً من أجل الله ومن أجل رضاه، سبحانه.
الفرض في رمضان عن سبعين فرض. والسنة عن فرض. وللصائم دعوة مستجابة عند فطره. ومن صلى مع الإمام صلاة التراويح حتى ينصرف (الإمام) كتبت له قيام ليلة!! رب رحيم عظيم كريم يفتح لنا أبواب الأجر وأبواب المغفرة وأبواب الثواب على مصراعيها في هذا الشهر الفضيل، وكم نحن مقصرون في حق أنفسنا، وها قد أتتنا فرصة عظمية لنستغلها لنفوز بالجنة وبالفردوس الأعلى، فإن لم نعمل الآن فمتى؟
إنوَ أن يكون رمضانك هذا مختلف عن كل الأشهر السابقة. صُم كما لم تصم من قبل. أقبل على الله كما لم تقبل من قبل. اعبده كما لم تفعل من قبل. تب إليه وادعوه واستغفره واطلب عفوه ورحمته كما لم تفعل من قبل. واستعن بالله، اطلبه أن يعينك ويكن معك لتعبده على الوجه الذي يحبه ويرضاه، فمن غير عون الله لا نقوى.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأعاننا سبحانه على عبادته وتقواه.