لحظــة ميــلاد ..لحظــة أمل
يتجسد الأمل في لحظة الميلاد اللحظة التي يخرج
فيها جسد من جسد
فيولد طفل صغير ضعيف لا حول له ولا قوة
على ضعفه يحمل طاقه هائلة من الأمل لكل من حوله..
بهذه الطاقة نحيا نحن طوال حياتنا
فعندما نولد نعطى الأمل لمن حولنا ..
الأمل في كل شيء
فنحن نولد أبرياء بلا هموم ولا مشاكل ولا مسئولية
نولد فتولد معنا الحياة ونعيش
لنواجه صعاب وتجارب، لنحب ونتألم ونبكى ونتعلم
وعندما يبدأ نبع الأمل بداخلنا ينضب
نجد طفل صغير أخر يولد هنا أو هناك
يولد بهالة الأمل من حوله
فنعود لنتمسك بالحياة، وتعود لنا أشياؤنا التي فقدناها
تكفينا نظرة دافئة إلى ذلك الوجه الصغير
و قبلة قصيرة على يده الدقيقة
لتنتقل لنا طاقه التمسك بالحياة،
طاقه حب الحياة والرغبة فيها
هكذا أفعل حين يحزن قلباً أحبه..
أتمسك به، أتمسك بوجودي فيه وبوجوده فيّ
انظر إلى صور بعض الأطفال الصغار
و أقلب في البوم صوري وأتأمل
وانظر في باقي صوري، تلك التي أخذت لي
قبل أن اعرفني
لأرى كيف كنت وكيف أصبحت
كنت بالأمس لا أحمل للدنيا هماً ..
واليوم بات همي كبيراً
لكني بالأمس كنت جماد لا روح فيه
واليوم مع كِبر همي دبت فيا الروح
وأصبح عندي عمراً أخر لأحياه في عينيك
فتركت عمرا للهم يأكله .. وعشت معك بعمري بأكمله
وإن كنت في لحظات أتمنى لو رايتك طفلاً
لأراك تكبر أمام عيني يوماً بعد يوم
و لكي أحيا معاك أعماراً .. وأبنى معاك ذكريات
لست فقط حبيبي الذي أتحدث عنه
إنك الأمل الذي ظهر في اللحظة التي بدأت الحياة
في عيني تفقد بريقها
فكنت كهؤلاء الأطفال بالنسبة لي
الأطفال الذين يأتون إلى العالم ليستمر في الحياة