ليس لأحد أن يقتل الآخرين بحجة الحرية .. وليس لأحد أن ينهب ما للآخرين بحجة الحرية .. وليس لأحد أن يمنع الآخرين باستخدام الطرق بحجة الحرية .. وليس لأحد أن يشعل النار في مساكن الِآخرين بحجة الحرية .. وليس لأحد أن يرغم الآخرين بالدخول في دين من الأديان بحجة الحرية .. وليس وليس .. فهناك المئات والمئات من خصوصيات للآخرين لا يجوز التعدي عليها بحجة الحرية .. فجاءت الدساتير السماوية تبين الحدود .. وتبين إشارات الوقوف عندها .. وتبين نهايات الحرية عندما تتعارض مع حرية الآخرين .. وكذلك القوانين الوضعية كلها اجتهاد من البشر لمنع الظلم والتعدي على الآخرين .. فالشرائع السماوية هي تنظم وتعدل بين الناس لأهل عقيدة من العقائد .. وكذلك القوانين الوضعية تنظم وتعدل لمن لا يعتقدون في الدساتير السماوية .. وكل تلك الشرائع والدساتير لتحديد مسارات التعامل بين الناس ولمنع الظلم والتعدي باسم حرية الرأي وباسم حرية الفرد .. ولمنع التصادم والفوضى .. وتلك الشرائع والدساتير هي في الغالب لا تفرق بين الناس لجنسياتهم أو لمعتقداتهم .. إنما تسري أحكامها على الجميع متى ما كان الميدان موضع تنفيذ التشريع .
...........ولكن ظهر في الآونة الأخيرة من يحاول أن يسئ لدين من الأديان بحجة بأنه يمتلك حرية الرأي .. ويجتهد في تجريح مشاعر المعتقدين .. وكل الأديان السماوية وغير السماوية تواجه محاربة معلنة وخبيثة .. وكان نصيب المسلمين في ذلك أكبر .. وهم يمثلون المليارات في تعداد البشر .. ويبرر المسيئون حجة أفعالهم بِأن حرية الرأي تتيح وتسمح لهم بذلك .. وبالأمس القريب ثم باليوم تكررت تلك الأعمال القبيحة المستهجنة .. ومحاولات تلو محاولات في إثارة مشاعر الغضب لدى المسلمين بإحراق المصحف الشريف ,, ثم بتلك الِأفلام القذرة التي لا يقدم عليها إلا من هم بنفس القذارة ... ومن قبل كانت تلك الصور المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم .. ولكن في كل مرة تبرر تلك الدول التي تقع في ساحاتها تلك الإساءات بأن حجتها أنها دول تقدس حرية الفرد ولا ترى بديلاَ لها .. ولكن تلك حجة غير مقبولة وغير منطقية .. ويجب أن تقف عند حدها بإصدار القوانين الوضعية اللازمة في كل العالم بمنع التعدي على معتقدات الناس بالإساءة أو التجريح .. ومهما كانت تلك المعتقدات .. سواء كانت معتقدات سماوية أو معتقدات وثنية فيجب أن تحترم تلك المعتقدات حتى تنتهي تلك الانتهاكات الصارخة الجارحة .. ويجب أن لا تكون تلك الحجة البليدة الغبية باسم حرية الرأي هي المانع .. ما دامت تلك الحرية تعارض وتطعن في مشاعر الآخرين .. فالقوانين هي التي تحد من تلك الظواهر .. والقوانين هي التي تمنع وقوع الفتن بين الِأمم والشعوب ِ.. وليس التباهي باسم الحرية التي يرونها عنواناَ لتقدمهم .. فهم بذلك الشعار الغبي البليد يدفعون الأثمان من الأرواح والمصالح في العالم .. والمسلمون من حقهم أن يغضبوا ويسخطوا .. ولا يمكن إسكاتهم بحجة الحرية الفردية لدى الآخرين .. تلك الحرية التي تبيح تجريح مشاعر الآخرين .. وخاصة في معتقداتهم تلك التي هي أسمى وأعلا نهج يرونها في الحياة .. ولا يعقل أن يجتهد أحد لإفهام مليار من المسلمين أن يقبلوا الأمر على أساس أن ذلك من الحضارة والتقدم .. لا يمكن ولا يعقل ولن يحصل .. وفي النهاية لا بد أن يتوقع العالم بردود أفعال غاضبة .. وإلا فأين الغيــرة على الدين ؟؟ .. وأين الغيـــرة على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .. لا يمكن بحال من الأحوال أن يسكت مسلم سليم العقيدة على تلك التجريحات القاتلة .. ثم يمر مرور الكرام بحجة أن تلك هي من حريات ومقدسات الآخرين .. والدول التي تؤازر تلك الممارسات التي تشعل الفتن من وقت لآخر هي التي تدفع الثمن في النهاية من الأرواح والمصالح .. وجاء الوقت ليعلم العالم أن حرية الفرد ليست مطلقة ومتاحة .. وخاصة والعالم اليوم يتعامل كقرية صغيــــرة .. وأهل العقائد يتواجدون في جميع بقاع العالم .. وليس من حق أحد أن يطعن في مشاعر حد . وكل فعل جارح لا بد له من رد فعل أكثر تجريحاَ وألماً ولا نرى لوماً يلزم المسلمين على السكوت .. ومهما أجتهد البعض في المبررات والأخلاقيات والمثاليات .. فالبادي دائما هو الأظلم . وليس في الإمكان أقناع مليار مسلم بأن يكتم الجروح في قلبه ويسكت احتراماً لحرية الرأي لدى الآخرين .. والآخرون هم دائماً من يبحثون عن إشعال الفتن والكراهية بتلك الممارسات الخبيثة .. والذي ينقب من أجل الحرب سينال الحرب بالكيفية الموجعة . والناس على ذلك أقدر .. وتلك الإساءات لديننا لم تزدنا إلا أكثر حبا للدين وأكثر حباَ للرسول صلى الله عليه وسلم .. والذي وراء الفتن والإساءة هم أكثر مقتاً وكراهية في قلوبنا . وسيأتيهم يوم لا تنفع فيه حجة ضلالة بل هناك في أتون جهنم سوف يكون الجزاء .. عندما يقولون يا ليتنا كنا تراباً .