الحُّبُ بين طيّاتِ الوداع
(( أنا لن أبكي بعد اليوم ... أنا لن أحبَ بعد اليوم ))
أعطيتُ يديْ قَلماً لأصِفَ حلاكِ .. فرَاحَ يَخُطُّ على الجُدرانِ عيناك ِ ..
لا تقتُل عشقِيَ المتواضِعَ حبيبي .. فأنا أحيا لكِ ولسْت أهواكِ .....
والحُّبُ كانت به الحَياةُ ... فكيف لا يموتُ قلبيَ المُحِبُ فِداكِ ...
سَرقت نبضاتَ قلبٍ أنتِ زرعته ....
أخذتِ روحَ شخصٍ أنتِ أحييته ....
قتلتِ شخصاً عاشقاً ....
لأنكِ أخذتِ حباً أنت أعطيتيه ...
ما خطأُ قلبي إن وجدَ فيكِ الحبَ كلهُ ...
ما جرمُ عينيَ إن رأتْ داخلَ عينيك الحياةَ ...
ما ذنبي إن أحبَبتُكك ....
الحبُ لا يأتي مع تحذيرِ (( خطرُ الموتْ ))
الحبُ لا يقرعُ الأبوابَ ...
ولا يعرفُ السؤالَ ...
الحبُ لا يأتي مع بطاقةِ تعريفٍ ...
فالحبُ لا هويةَ لهُ ....
فأخبريني إنْ كنتُ فعلاً أحبُكِ ...
قل إن كان هذا عِشقٌ أم سرابْ ....
قل إن كانَ الحبُ سعادةٌ أم شقاءْ ....
فأنا جَرّبتُ معكِ الموتَ والحياةْ ..
ضَحكتُ وبَكيتْ ...
تكلمتُ أحياناً ... وتركتُ قلبي يكملُ الحديثَ أحياناً ..
كلُ ما عرفته هو إني أحِبُك ....
فأنتِ كتبتِ بدايةَ الأحزانِ ... ونسيت النهايةْ ....
دخلت حياةَ قلبٍ ... وذهبت ... دونَ أن تغادرهْ ...
لماذا ....؟
لماذا سمحت لِعينيَ بنظرةٍ من عينيكِ أن تجولَ معك العالمْ ....
وكيفَ سمحت لابتسامتِكِ أن تحييني بقربكِ دهوراً ؟!!!!
إن لم تُحبني ....
فأنا فارقتُكِ .... ولم تفارقِني ...
تركتُكِ .. ولم تَترُك قلبي وشأنَهُ ...
ابتعدتُ عنكِ ... فزادت روحي اقتراباً منكِ ....
أنت لا تعرف الاختيارْ ....
إلا أَنكِ لم تترُك لي سوى حُبك خياراً ...
أنتِ لا تَنظر في عَينيَ ...
إلا أن عينيكِ .. أمستْ وَطني ومَكاني ...
أنتِ لا تعرف الحُّبَ ...
فمن أينَ قدَّمت لقلبي حباً ليُحبَكِ ...؟؟؟
سرقتِ عينيَ .... فكيفَ ستمنعُكِ دموعي من الرَحيلْ ....
سرقتِ قلبي .... فكيفَ سأحزَنُ لبُعدِك ...
لم تتركِ لي سِوى قَلمي ..
آه لو أنَ كلماتي تتعلمُ لغةَ الحُّبِ ...
لو أَنها تَفقه أسرارَ العِشقِِ ..
ولكنكِ غادرتِ بسرعةٍ ..قبلَ أن تتعلمَ الحُّبَ مِنكِ ...
فتركتِي ..جثةً ... مع قلمٍ ... وأبجديةٍ لا تعبرُ عن مكنونِ الروحِ ....
آه لو أشكلُ من أشعاري جبالاً تقفُ في طريقكِ ...
آه لو أن دموعي تمطرُ وتهدرُ كالسيلِ وتجرِفُكِ تِجاهي ...
آه لو أن جسدي يتلاشى خيالاً .. يرافِقُكِ في كلِ خطوةٍ ...
إلا أنني أقفُ عاجزة ... أودعكِ بلساني وكلماتي فقطْ ...
وأودعُ قلبي وعقلي وروحي وهي تسيرُ مغادرةً بقربِكِ ....
تجاهلتُ الانتظارَ دهوراً ...
ولم أَكن أدري أنَ روحي مضى لها تعدُ ثواني اللقاءِ طويلاً ...
ولكنَ الزمانَ لم يتجاهَلني ..
فذهبَ العشقُ ... وسلَّم حياتي ببساطةٍ للعذابْ ...
حاولتُ الاختباءَ بينَ لحظاتِ السعادةِ
بينَ لحظاتِ الحُّبِ ...
إلا أنَ الأمانَ الذي غمرني بِه الحُّبُ سرعانما اختنقْ ...
والسلامُ الذي بعثهُ في قلبي على الفورِ تلاشى واحترقْ ...
وضعتُ أشواقِيَ في نعشٍ كبيرٍ كنت قد خصصتُه لي ولَها ....
ودفنتُ حبّيَ بيديَ العاريتينْ ....
وحينَها ..
أردتُ البكاءَ ...
فامتلأ قَلبي بالدموعْ .. وامتلأ جَسدي بالدموعْ ....
وبعدها شَرعت رُوحي بالبكاءْ .....
راحت كل شعرةٍ في جسمي تَبكي ... كلُ خليةٍ ....
كلُ نقطةِ دمٍ استحالتْ دمعاً ....
إلا أنَ عينيَ فأقسمُ إنها لمْ تَدمع ....
لأنَ هنالك كنزاً ما زالتْ تتشبَثُ بِهِ ...
فمع كلِ خطوةِ فراقٍ كانَ عمرُ الأملِ يزادُ دهوراً ....
فراحتْ عينيَ تلمعُ كما تَبرُقُ العواصِفُ في السماءْ ...
فتهطُلُ منها أمطارٌ وأمطارْ ...
ولكنني لمْ أبكِ ...
فأنا امراة ....
وعذاب الحُّبِ لا يجعلني أبكي ...
لكِنَهُ يَقتُلُني .....
إذا بكتْ عينيَ دماً لفراقكِ .... ما كانَ ألمُ روحي ليزولْ ...
إذا اعتصرَ قلبي دمعاً لوداعكِ .... ما استطاعَ أن يعبِّرَ ويَقول ..
لو أدركتْ روحي أن الوداعَ قريبٌ .. لما جَعلتُ حياتي يوماً تطولْ ...
لو أن يديْ عرفتْ يوماً أنها لنْ تَمسَ يَدكِ ... لقطعتُها وألصقتُها بكِ دونَ ترددٍ أو وهولْ ...
فخيرٌ لها بقاءٌ بجوارِ فراشةٍ ... من زهرةٍ تُركتْ تعاني الضَّعفَ والذبولْ ...