مقاييس يتم بها اختيار الزوج أو الزوجة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
كيفية اختيار الزوج أو الزوجة
اعلم أن هذا الأمر جد مهم وعمود عظيم من أعمدة الزواج الناجح بإذن الله تعالى ، وإذا تم حسن اختيار الزوجة أو الزوج المناسب فإن ذلك يؤدي إلى حصول الغاية المطلوبة من الزواج بما تعنية الكلمة وهي السعادة بإذن الله تعالى، وياليت أهل العروسين يفكران جيداً في مواصفات الشريك الآخر بحياة ابنهما أو ابنتهما وسأذكر إن شاء الله تعالى طرفاً من تلك المواصفات أو دعونا نطلق عليها المقاييس التي يمكن عن طريقها اختيار الزوج او الزوجة المناسبة فيما يلي:
المقياس الأول: الدين :
قال صلى الله عليه وسلم "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" رواه الترمذي وغيره .
ما المقصود بالدين؟ هل هو التشدد؟ أو الانغلاق عن المحيط الذي يعيش وسطه؟ أو شدة الغيرة التي تسبب تشككاً في تصرف أحد الزوجين في نظر الآخر؟ أم أنه إصدار الأوامر أو النواهي؟
كل ذلك غير مقصود بل إن الدين هو حسن المعاملة مع الله تعالى وتفهم حكمة الحق جل جلاله وتعالت عظمته حيث من الدين المحافظة على الصلاة بالخصوص والبر بالوالدين وبقية أركان الاسلام فنجد مثلاً بعض الأسر بمجرد أن يتقدم لابنتهم شاب يصلي يقبلونه فوراً دون تتبع لبقية أركان الدين كالبر بالوالدين مثلاً فلربما يكون الشاب محافظاً على الصلاة ولكنه سيئ الأخلاق مع أبيه وأمه أو مع أخيه وأخته، أو مثلاً يكون متديناً ولكنه لا يعرف كيف يتصرف مع زوجته بحيث أنه يدرك أن الزوجة مخلوقة ضعيفة تحتاج إلى رحمة وتسامح وعطف ولطف مع حزم أو يكون متشدداً في جانب ومتساهلاً في آخر .
ومن جانب آخر يهمل البعض مسألة الدين فتبحث بعض الأسر عن الزوج الثري أو ذوي الجاه الرفيع أو المنصب الكبير أو يبحثون عن الشهرة ولا يبالون بعاقبة هذا الأمر ولا يفكرون في مستقبل ابنتهم أو العكس يبحث الزوج عن الفتاة الرشيقة الجميلة أو ذات الحسب والنسب دون النظر إلى دينها وخلقها فيفاجأ بواقع مرير وحال صعب وحياة صورية لا حقيقة فيها والعياذ بالله تعالى.
المقياس الثاني: الخُلُق:
وهو مقياس أساسي في حياة الزوجين، وركن عظيم في سعادتهما، لأنه ربما يفتقر الزوج الثري لظروف تحصل له في عمله أو محيطه فالخلق الحسن هو الشي الوحيد الذي يمكن أن يتعايش معه الزوجان في أصعب الظروف، فالزوجة الصالحة الخلوقة تبقى مع زوجها ولو كان فقيرا بعد غنى، وكذلك الزوج فإنه إن تزوج فتاة لجمالها ثم حصلت لها عاهه مستديمة بسبب حادث لا قدر الله فإنه أي الزوج، إن لم يكن ذا خلق كريم فإنه لن يـتأخر في التخلص من زوجته المسكينة لسوء خلقه، وأما إذا كان الزوج حسن الأخلاق فإنه لا يطلقها بل يبقيها ويحافظ عليها ولا يظلمها ويصبر عليها بل إن صدق في ذلك ابتغاء مرضاة الله فإن الله يجازيه الجزاء الأوفى إما يوم القيامة بأن يرفعه إلى الدرجات العلى من الجنة وإما أن يكثر من حسناته أو يكفر من سيئاته أو ربما يرزقه من تلك الزوجة أولاداً بررة صالحين علماء نافعين لامتهم ومجتمعهم وكم من واحد تزوج فقط لجمالها فرزق منها ذرية غير صالحة فلم ينتفع منهم .
وكذلك الزوجة إن تزوجت رجلاً ثرياً ثم افتقر فلو أنها صبرت معه وثبتت فإن الله يثيبها ثواباً عظيماً ويعطيها سعادة ليست بالمال أو الجاه، بل بالمحبة والمودة والرحمة، فكم من زوجين ثريين لم ينفعهما ثراءهما لأنهما قد حرما من وجود المحبة بينهما أو المودة أو حتى الصدق والأمانة .
المقياس الثالث : العقل:
ونقصد به كمال العقل ورجحانه بحيث أن صاحب هذا العقل يحسن التصرف في الحياة في الحالات الصعبة أو الأحوال المتغيرة .
فمثلاً إذا أراد الشاب أن يتزوج فتاة (أو العكس) فإنه يبحث عن رجاحة عقلها بحيث تكون ذات سكينة وتؤدة فلا تتسرع في إصدار الحكم، وغير متعجلة في أمورها، ذكية وذلك عن طريق تفوقها في دراستها، كذلك تكون اقتصادية في مصروفاتها فلا تدخر بخلاً ولا تنفق بذخاً، كذلك من رجاحة العقل كونها منظمة في أعمالها وأوقاتها فمن كانت منظمة أوقاتها فإنها تستطيع أن تنظم بيتها وحياة زوجها وأولادها بكل اريحية والعكس صحيح، فمن لم تكن منظمة لأوقاتها فإنها لن تتمكن من تنظيم بيتها أو حياة زوجها وأولادها فيختل توازن البيت ويحصل الفشل إما في إدارة المنزل أو فشل في تعليم الأبناء في المدارس.
ومن علامة رجحان العقل كثرة استخارة العبد لربه تعالى وكثرة استشارته للعقلاء من الناس، وإذا أردت أن تعرف رجاحة عقل الطرف الآخر فانظر الى من يجالس فالمرء على دين خليله كما قال عليه الصلاة والسلام"المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" اخرجه احمد وابو داود .
وبالتوفيق للجميع .