زمن الماضي عايشه زمن طيبة القلوب وسعة الصدور وسماحة ذلك الزمن الغابر الذي لايزال يتذكره من ولد فيه وكانوا على قدر كبير من الاخلاق الحميده رغم الجهل والفقر وقلة ذات اليد يحبون التواصل ويحبون التكافل والتعاون ويسود بينهم حسن الخلق وجميل العادات كانت البيوت متقاربة والنفوس متآلفة كانوا محدودي الأفق ولكنهم كانوا على وئام ووفاق , اما الزمن الحاضر فنحن في نعمه وسعة ودنيا متسعة وظائف تفرق, ومناصب تبدد, الجيوب مترعة بالمال همي زيادة رصيدي وفخامة مركبي, وتزيين منزلي إننا ندور في فلك الرأسمالية كم رصيدك وماهو منصبك ويتحدد قدرك ومكانتك إننا في زمن طغت فيه المادة القريب تخلى عن قريبه والجار لا يصل جاره لا تكافل لا تعاون النفوس متنافرة انتشر الحقد والحسد والكراهية.
لنفرق بين جوانب الحياه الماديه والمعنويه بين الماضي والحاضر :
الحب: كان الرجل إذا أحب امرأة ضحى بالغالي والرخيص كي يتزوجها أما اليوم إذا أحب الرجل امرأة ضحت هي بالغالي والنفيس كي يستر عليها ولا يفضحها.
كان الحب يوصل الى الجنون من شدته بينما اليوم من الجنون أن تحب!! لأن الحب للمراهقين .
كان الرجل إذا أحب امرأة آثر العزلة عن الخلق كي لا ينشغل عن حبيبته بينما اليوم اذا أحب الرجل امرأة تعرف على صديقاتها وعرف اصدقائه عليها.
كان الرجل إذا أحب امرأة واراد أن يغازلها شبهها بالنسيم العليل ووجه القمر بينما اليوم إذا أراد أن يغازلها شبهها بالماجاتات والممثلات .
كان الحب في الماضي هدفه الزواج بينما اليوم هدفه المباهاه .
كانت المرأة يعجبها من الرجل رجولته وشجاعته واخلاقه بينما المرأة اليوم يعجبها من الرجل جيبه ومنصبه ونعومته كانت غيرة الرجل على المرأة مؤشر ودليل حب بينما غيرته اليوم دليل رجعيه .
كان الرجل لا يعرف الا حبيبته بينما اليوم الرجل يتعرف كل يوم على حبيبه .
الزواج في الماضي والحاضر : تختلف مراسم الزواج في الماضي والحاضر منذ بداية طلب الزوج اختيار شريكة حياته وحتى د خولها إلى منزل زوجها ولكل منطقة عادات وتقاليد تختلف عن المنطقة الأخرى حسب العادات المتبعة عندهم ولكن كانت المراسم والتكاليف بسيطه مهما اختلفت العادات .
اما في عصرنا الحاضر فيكلف الزواج اموال طائله وكثرت متطلباته فاصبحت العروس لاترضى بالقليل فهي تريد ان تقيم زفافها في افخم القاعات وتقضي شهر العسل وفي احسن الدول , ويعد هذا من اساب انتشار العنوسه وازدياد معدلات الطلاق ففي الزمن الماضي نادرا مايحصل هذا .
اسلوب التربيه في الماضي والحاضر :
كانت التربيه في الماضي مقتبسه من تعاليم الدين الاسلامي وكان المجتمع يشارك الاباء في التربيه فالجار مربي وامام المسجد مربي والعم والخال مربي فنتجت عن هذه التربيه اجيال صالحه .
بينما في عصرنا الماضي يرفض الاباء ان يشاركهم احد في تربية ابنائهم ويعتبرونه متطفل والامر المناقض انهم يسمحون للخدم تربية ابنائهم بحجة كثرة مشاغلهم وعدم ايجاد الوقت للتربية الابناء بينما غالبية الخدم يأتون من مجتمعات مليئه بالفساد وينعكس هذا على الابناء ناهيك عن تربية وسائل الاعلام التي تسوق اغلبها للافكار الهدامه .
المنازل واسلوب الحياه : اختلفت الحياه الحاليه المليئه بالبذخ عن الحياه الماضيه المليئه بالبساطه ونلاحظ ان الكثير يهتم ببناء المباني الفخمه وتاثيثها بشكل مبالغ فيه وقد تكون اغلب الغرف خاليه لا يسكنها احد بعكس الماضي فهو منزل بسيط وصغير ويجمع افراد العائله كلها ويسكن بالغرفه اكثر من شخص ايام لها طعم وسعاده وشعور الاخوه والمحبه اما الان فقد تفرقت الاسره لا احد يعلم عن الثاني وتكون تجمعات الاسرة فقط في المناسبات , في الماضي كانت البيوت مليئه بالمشاعر الطيبه والعلاقه الاخويه فكان الجار يسأل عن جاره ويساعده اذا احتاج ولا ينام حتى يسأل عنه وكانت الجاره تسعى لعدم ازعاج جارتها ولا تاكل قبل ان ترسل لجارتها الطعام الذي اعدته بينما في عصرنا الحالي الجار لايعلم شئ عن جاره ولا يسأل عنه .
التعليم بين الماضي والحاضر :
المعلم في الماضي شخص ذو مكانة اجتماعية , لا يجرؤ احد التطاول عليها لقد كان ولي امر وناقد ومربي كفلت له وزارة التربية والتعليم حقّه كاملاً غير منقوص ينعم بمدرسة يحوي كل فصل من فصولها عشرين طالباً لا تبعد عن منزله إلا دقائق معدودة , ليمضي ما تبقّى من يومه بين أهله وذويه .
المعلّم اليوم شخص جُرّد من كافة الصلاحيات فهو ممنوع من إيقاف الطالب و ضربه وتانيبه , أُقحم بعد أن بُتر جزءاً كبيراً من مرتّبه بين أربعون طالباً أو يزيدون فبات حائراً بين تنظيم وإدارة هذا الكم الهائل من الطلاب وإيقاظ متوسّدي الطاولات في ظل إنعدام الهيبة والصلاحيات ومن ثم يعود من مدرسته التي تبعد عن مقرّ سكنه الأصلي في الغالب مسافه طويله .
الطالب في الماضي شخص تغلب عليه البراءة يُسمع لأسنانه اصتكاك مُزعج عندما تُذكر المدرسة في حضوره فالمُعلم من أمامه ووليُ أمره من خلفه فويلٌ له ثم ويلٌ له إن ضرب بواجباته عرض الحائط تتردد على مسمعه دائماً( لكم اللحم ولي العظم ) فيحرص على الإهتمام ويهرع إلى حلّ واجباته ومذاكرة دروسه بمجرد عودته إلى المنزل فالملهيات قليلة إن لم تكن معدومة عند البعض ناهيك عن الأدب الجمّ والخلق الرفيع .
الطالب اليوم شخص تغلب عليه ( اللكاعه ) لا يجد في المدرسة إلّا مكاناً للنوم ولا يرى في المُعلّم إلا وسيلة للتسلية والضحك يخرج الطالب من المدرسة بعد أُتخم بما لذ وطاب من مقاطع الفيديو التي تناقلها مع اصدقائه في المدرسة ليُقلّه السائق إلى المنزل فيخلد إلى النوم عند الساعه الثانية ظهراً بعد وجبة دسمة قامت باعدادها الخادمة ليصحوا عند الساعة الحادية عشرة ليلاً ويبدأ في جولته الإنترنتّية التي تنتهي ببداية الحصّة الأولى من اليوم التالي .
وبعد كل ماتم ذكره فان وقتنا الحاضر ليس بكل هذا السوء فانه ينعم الان بالتقدم التكنولوجي والطبي والصناعي ومع كل حسنات الزمن الماضي فانا لانود العوده اليه فقط نريد ان تحلى باخلاقهم الكريمه والتي هي في الاساس نابعه من تعاليم الدين الاسلامي , فلابد لنا ان نبدا من انفسنا ومن ثم نربي ابنائنا عليها ,اسأل الله العفو والعافية وان يهدي الجميع واولهم اساس المجتمع لانهم هم المسؤلين امام الله وامام الناس على بذرة الخير وبذرة الشر التي يقدمونها الام والاب للمجتمع باولادهم .