بعد أكثر من عشرة أعوام على الدور البارز الذي لعبه في فوز المنتخب البرازيلي لكرة القدم بلقب كأس العالم 2002 ، يبحث المهاجم المخضرم رونالدينيو عن الفرصة الجديدة له مع الفريق عندما يلتقي راقصو السامبا المنتخب الإنجليزي غدا الأربعاء في مباراتهما الودية المرتقبة على استاد "ويمبلي" في العاصمة البريطانية لندن.
وتبدو مباراة الغد هي الفرصة المثالية أمام رونالدينيو ليؤكد أنه اللاعب الذي يحتاجه المنتخب البرازيلي في رحلته لاستعادة اللقب العالم والتتويج بلقب كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه من خلال بطولة كأس العالم 2014 التي تستضيفها بلاده.
وكان استدعاء رونالدينيو لصفوف الفريق قبل مباراة الغد هو المفاجأة التي فجرها المدرب لويز فيليبي سكولاري المدير الفني الجديد للمنتخب البرازيلي والذي يستهل غدا ولايته الثانية مع راقصي السامبا بعدما قادهم قبل سنوات طويلة للفوز بلقب كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
وكان رونالدينيو أحد مفاتيح اللعب والأوراق الرابحة لسكولاري في مونديال 2002 بل إنه سجل هدف الفوز الثمين 2/1 على المنتخب الإنجليزي في دور الثمانية للبطولة.
وبعدها بأربع سنوات فقط ، شارك رونالدينيو في كأس العالم 2006 بألمانيا ولكن مستواه وباقي أعضاء الفريق كان أقل كثيرا وافتقد راقصو السامبا للكفاءة المطلوبة في رحلة الدفاع عن اللقب ليخرج الفريق من دور الثمانية للبطولة.
وتألق اللاعب في صفوف برشلونة الأسباني قبل مونديال 2006 وأحرز لقب أفضل لاعب في العالم عامي 2004 و2005 ولكن مستواه بدأ في التراجع بعد ذلك وسط أنباء عديدة عن سهراته وعدم التزامه السلوكي الذي دفع برشلونة لبيعه.
وعاد رونالدينيو بعد ذلك إلى البرازيل حيث لعب لنادي فلامنجو ولكنه ترك الفريق بشكل مفاجئ وأقام ضده دعوى قضائية مطالبا بتعويضات مالية قدرها 20 مليون دولار.
وانتقل رونالدينيو في نفس الوقت إلى أتلتيكو مينيرو الذي يلعب له منذ العام الماضي.
وعلى أمل استعادة "رونالدينيو برشلونة" ، حاول كل من كارلوس دونجا ومانو مينزيس اللذين قادا المنتخب البرازيلي قبل سكولاري منح اللاعب الفرصة ولكن أملهما تبدد.
وأكد دونجا ، في مقابلة أجريت معه مبررا استبعاد رونالدينيو من قائمة الفريق الذي شارك في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، "منحناه (رونالدينيو) الفرص ولكنه افتقد للرغبة في استغلالها".
ومع إقالة دونجا من تدريب الفريق عقب الخروج المبكر من دور الثمانية في مونديال 2010 ، حاول خليفته مينزيس تطبيق قيم ومبادئ جديدة في المنتخب البرازيلي وإعادة فتح الباب أمام اللاعبين المخضرمين وقرر منح رونالدينيو فرصة جديدة.
ولكن الحال لم يختلف كثيرا حيث أصيب مينزيس بخيبة الأمل مثل دونجا تماما.
وصرح مينزيس ، للصحافة البرازيلية ، بأن رونالدينيو خاض ست مباريات مع المنتخب البرازيلي تحت قيادته ولم يظهر في أي منها أي رغبة في السطوع مجددا مع منتخب بلاده.
ولكن إقالة مينزيس من تدريب الفريق في تشرين ثان/نوفمبر الماضي وعودة سكولاري إلى تدريب راقصي السامبا فتحت الطريق مجددا أمام عودة رونالدينيو لمنتخب بلاده.
وأظهر سكولاري إعجابه بمستوى رونالدينيو من خلال ضمه إلى قائمة الفريق في أول مباراة يقود فيها الفريق بولايته الثانية.
وقال سكولاري ، لدى إعلان القائمة ، "إنه نجم يعرف كيف يلعب في اليسار والوسط واليمين ويجيد في أي مركز بمهارته العالية".
ولكنه أكد في الوقت نفسه أن رونالدينيو ، الذي يحتفل بعيد ميلاده الثالث والثلاثين في مارس المقبل ، لا يحظى بمكان مضمون مع الفريق وأن استمراره ضم صفوف المنتخب سيكون من خلال المستوى الذي يقدمه في الملعب.
وأوضح سكولاري أيضا "أود منهم أن يقدموا أداء كرويا جيدا ولكنني أريد سلوكا جيدا أيضا".