تخلص المنتخب الألماني أخيرا من العقدة التي لازمته طوال 26 عاما وحقق أول انتصار له على نظيره الفرنسي منذ عام 1987 حيث تغلب عليه 2/1 في مباراة كرة القدم الودية التي جمعت الفريقين مساء الأربعاء بالعاصمة الفرنسية باريس ضمن استعداداتهما للتصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 .
تقدم المنتخب الفرنسي بهدفه في الثواني الأخيرة من الشوط الأول عن طريق ماتيو فالبوينا ، لكن المنتخب الألماني قلب الموازين في الشوط الثاني وحسم المباراة لصالحه بهدفين سجلهما توماس مولر وسامي خضيرة في الدقيقتين 51 و74 .
جاءت الهزيمة في المباراة بمثابة صدمة قوية للمنتتخب الفرنسي بعد سلسلة من النتائج الإيجابية في مبارياته الماضية تحت قيادة المدير الفني ديديه ديشان.
وافتقد ديشان جهود رافاييل فاران لاعب قلب دفاع ريال مدريد الأسباني والذي قدم عرضا رائعا وسجل هدف التعادل 1/1 للريال في شباك برشلونة خلال الكلاسيكو الذي أقيم الأسبوع الماضي.
أما المنتخب الألماني فقد حقق الفوز رغم معاناته حالات غياب عديدة بسبب الإصابات ، لكنه نجح في الثأر للهزيمة أمام نظيره الفرنسي بالنتيجة نفسها في العام الماضي بمدينة بريمن الألمانية.
وافتقد المدير الفني يواخيم لوف جهود ثلاثي فريق بوروسيا دورتموند ، مارسيل شميلزر وماريو جوتزه وماركو ريوس ، بينما لعب إلكاي جوندوجان ضمن التشكيل الأساسي رغم أن الشكوك كانت تحوم حول مشاركته.
كذلك انسحب ميروسلاف كلوزه الاثنين الماضي بسبب إصابة في أربطة الركبة تعرض لها خلال مباراة فريقه لاتسيو أمام جنوه في الدوري الإيطالي ، وقاد ماريو جوميز الهجوم الألأماني كما كان متوقعا قبل أن يحل مكانه توني كروس من مقعد البدلاء.
دفع لوف بماريو جوميز في مركز رأس الحربة أمام الثلاثي توماس مولر ومسعود أوزيل ولوكاس بودولسكي وشارك جوندوجان إلى جانب سامي خضيرة في خط الوسط وأمام الرباعي فيليب لام وبير ميرتساكر وماتس هاميلز وبينديكت هويديس ، بينما تولى رينيه أدلر حراسة مرمى الفريق.
أما ديشان فقد دفع بتشكيل أساسي ضم المهاجم كريم بنزيمة أمام موسى سيسوكو وماتيو فالبوينا ويوهان كاباي كما ضم النجم فرانك ريبيري في خط الوسط مع بلايس ماتويدي وأسندت مهمة الدفاع إلى الرباعي باكاري سانيا ولوران كوشيلني ومامادو ساخو وباتريس ايفرا.
بدأت المباراة بأداء حماسي وسريعا ما بدأ كل فريق يكشر عن أنيابه الهجومية حيث تلقى الفرنسي موسى سيسوكو عرضية رائعة في الدقيقة الثالث لكنه أخفق في استغلالها كما سدد الألماني سامي خضيرة كرة زاحفة قوية لكنها مرت بجوار القائم.
وفي الدقيقة السادسة ، أنقذ حارس المرمى الفرنسي هوجو لوريس منتخب بلاده من هدف محقق حيث انفرد به مسعود أوزيل وحاول مراوغته لكن الحارس أحبط المحاولة ببراعة.
بعدها تفوق المنتخب الألماني في الجانب الهجومي وأبدى رغبة قوية في هز شباك منافسه الفرنسي الذي لم ينجح في وضع القيود الكافية على مفاتيح لعب الفريق الألماني.
وكاد المنتخب الألماني أن يتقدم في الدقيقة 21 حيث سدد أوزيل الكرة من ضربة ركنية وقابلها ميرتساكر بضربة رأس لكن الكرة ارتطمت بيد الحارس لوريس ثم اصطدمت بالعارضة ، لتضيع فرصة ثمينة على الماكينات الألمانية.
أما المنتخب الفرنسي فاعتمد بشكل كبير على الهجمات المرتدة السريعة وصنع النجم ريبيري هجمة خطيرة في الدقيقة 28 حيث انطلق في الناحية اليسرى وراوغ ببراعة ثم مرر عرضية إلى فالبوينا الذي سدد كرة مرت فوق العارضة.
بعدها حقق المنتخب الفرنسي صحوة هجومية وحاول بنزيمة بشتى الطرق هز الشباك الألمانية لكنه اصطدم بحذر دفاعي شديد.
وواصل الفريق الفرنسي محاولاته حتى افتتح التسجيل في الثواني الأخيرة من الشوط الأول ، حيث سدد بنزيمة كرة قوية من ضربة حرة واصطدمت بالعارضة ثم ارتدت إلى سيسوكو الذي هيأها إلى فالبوينا ليسددها برأسه في الشباك قبل أن يطلق الحكم صافرة نهاية الشوط بتقدم فرنسا 1/صفر.
وفي بداية الشوط الثاني ، أجرى ديشان تغييرين دفعة واحدة حيث أشرك عادل رامي بدلا من كوشيلني وإيتيان كابوي بدلا من ماتويدي ، وبدت الثقة على أداء الفريق الفرنسي وواصل النجم ريبيري تألقه في صناعة هجمات الفريق.
وفي الدقيقة 51 ، أشعل المنتخب الألماني المواجهة من جديد حيث أدرك الاتعادل عندما مرر مسعود أوزيل عرضية متقنة إلى توماس مولر الذي سدد الكرة بمهارة في الشباك متغلبا على الرقابة الدفاعية.
وحاول الفريق الألماني استغلال الارتباك في صفوف منافسه لإضافة الهدف الثاني لكن الحارس لوريس أنقذ الموقف قبل أن يستعيد المنتخب الفرنسي توازنه ويبدأ في تبادل المحاولات الهجومية مع ضيفه من جديد.
وفي الدقيقة 57 أجرى يواخيم لوف تبديله الأول وأشرك المهاجم توني كروس بدلا من جوميز ، لكن الدفة الهجومية انتقلت لأصحاب الأرض وتوالت المحاولات الفرنسية الخطيرة لكن الحذر الدفاعي الشديد شكل عقبة كبيرة أمام أبناء ديشان.
وفي محاولة لتجديد دماء خط الوسط ، دفع لوف باللاعب أندري شورله بدلا من بودولسكي في الدقيقة 68 .
ودفع المنتخب الفرنسي ثمن الفرص الضائعة عندما تقدم المنتخب الألماني بالهدف الثاني في الدقيقة 74 حيث انطلق سامي خضيرة ومرر الكرة إلى أوزيل الذي أعادها إلى خضيرة ليفلت الأخير من مصيدة التسلل ويسدد الكرة بمهارة في الشباك معلنا تقدم ألمانيا 2/1 .
بعدها كثف المنتخب الفرنسي محاولاته حتى هز شباك منافسه في الوقت القاتل لكن الحكم لم يحتسبها هدفا لوجود تسلل واضح ، ولم تسفر الثواني المتبقية عن جديد لتنتهي المباراة بفوز ألمانيا 2/1 .