بعدما أصبح برشلونة قاب قوسين أو أدني من توديع بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بخسارته في ذهاب دور الستة عشر على ملعب ميلان الإيطالي ، يواصل الفريق الكتالوني استجماع قواه لتقديم "ليلة أوروبية ساحرة " جديدة في كامب نو.
ويسعى برشلونة لتجنب ثالث خروج من البطولة خلال آخر أربعة مواسم ، بعدما ودع نسخة 2010 من الدور قبل النهائي أمام إنتر ميلان ، ونسخة الموسم الماضي أمام تشيلسي الإنجليزي من نفس الدور.
وتبدو صفات مثل "ملحمي" و"شجاع" غائبة عن قاموس برشلونة ، الذي اعتاد خلال الأعوام الماضية على الانتصارات كما لو أصبحت روتينا ، لكن رغم ذلك فإن الخسارة بهدفين ليلة أمس في سان سيرو ستجبر لاعبي البلاوجرانا على تقديم انتفاضة بطولية في المسابقة التي كانوا فيها من أبرز المرشحين للقب.
وقال لاعب الوسط تشافي هرنانديز اليوم في مؤتمر صحفي عقب مران الفريق "هذا الجيل لم يشهد بعد انتفاضة تاريخية لذا نرغب في تحقيقها. لازلنا نتذكر مواجهتنا أمام إنتر ميلانو (قبل عامين عندما سقط برشلونة في قبل النهائي)، نحن مدينون للجماهير ومتفائلون بأننا نستطيع الانتفاضة".
وكان أول كابوس يهاجم برشلونة من هذا الشكل خلال الأعوام الماضية في عام 2010 ، على بعد خطوة واحدة من التأهل لنهائي الحلم بملعب سانتياجو برنابيو، حيث خسر البرسا في إيطاليا 1-3 ولم ينجح في الفوز بهدف وحيد إيابا على إنتر ميلان الذي كان يقوده وقتها البرتغالي جوزيه مورينيو.
وخرج برشلونة أيضا بشكل مؤلم الموسم الماضي أمام تشيلسي ، عندما أنقذ الإيفواري ديدييه دروجبا ماء وجه فريقه الإنجليزي وقتها مسجلا هدف الفوز الوحيد في إنجلترا.
وبدت الانتفاضة قائمة وسار برشلونة بشكل جيد لتحقيقها في كامب نو عندما تقدم بهدفين، لكن الفريق الإنجليزي خطف هدفين إضافة لإضاعة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لركلة جزاء كانت كفيلة بإبعاد الفريق الكتالوني من النهائي.
لكن محبي برشلونة لا يزالوا يحتفظون بذكريات قديمة جيدة كان فيها طريق الانتفاضة شبه مستحيل للاعبي الفريق الإسباني.
ففي ديسمبر 1977 في إياب ثمن نهائي كأس الاتحاد الأوروبي (ويفا) تخطى برشلونة فريق إيسبويش تاون الإنجليزي بركلات الجزاء، بعدما فاز في إسبانيا بثلاثية نظيفة، بعد خسارته بنفس النتيجة ذهابا. وسجل وقتها يوهان كرويف هدفين وكارليس رياتش هدف.
وكان برشلونة قد خسر بثلاثية أيضا في ملعب أندرلخت البلجيكي بدور الستة عشر من بطولة ريكوبا (كأس الاتحاد الأوروبي لأبطال الكؤوس) في عام 1978 ، لكنه نجح في قلب الأمور بمباراة العودة ليفوز 3-0 أيضا ويتخطاه بركلات الجزاء 4-1 في البطولة التي توج بلقبها في النهاية ببازل في سويسرا.
كما تتذكر الجماهير لقاء جوتبرج السويدي في ذهاب نصف نهائي كأس أوروبا عندما فاز 3-0 في أبريل 1994 ، لكن ملعب كامب نو شهد وقتها فوزا مماثلا لبرشلونة بواسطة "بيتشي" ألونسو، ليجتازه بركلات الترجيح أيضا 5-4 ويصل لنهائي إشبيلية لكنه خسر أمام ستيوا بوخارست الروماني.
وفي موسم 1993-94 أيضا الذي تأهل فيه برشلونة لنهائي دوري "التشامبيونز ليج" أمام ميلان الإيطالي ، كان قد حقق قبلها انتفاضة رائعة للتأهل للدور ثمن النهائي، بعدما خسر أمام دينامو كييف 1-3 لكن فريق الاحلام بقيادة يوهان كرويف فاز إيابا 4-1، قبل أن يخسر النهائي برباعية نظيفة.
وكانت آخر انتفاضة في عام 2000 أمام تشيلسي ، حيث خسر فريق لويس فان جال في لندن 1-3 ، لكنه حقق نفس النتيجة على ملعبه إيابا وفاز في ركلات جزاء لا تنسى 5-1 ليتأهل للدور قبل النهائي.
وأمام برشلونة الفرصة حاليا للقيام بنفس الأمر أمام ميلان في لقاءهما بكامب نو يوم 12 مارس المقبل ، وهو بالمصادفة نفس اليوم الذي تألق فيه الفريق عام 1997 بكأس الملك عندما تعادل ذهابا 2-2 خارج ملعبه لكنه فاز إيابا 5-4 في المباراة التي كان متأخرا خلالها بثلاثية، ليتوج بالكأس في النهاية على حساب ريال بيتيس (3-2).