استعاد المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ثقته بنفسه وضرب بلا رحمة في مباراة أشبه بتحد مع النفس أمام ميلان الإيطالي، ليقود فريقه برشلونة لفوز ساحق برباعية في ملعب الكامب نو بإياب دور الستة عشر بدوري أبطال أوروبا، بينما فر ستيفان الشعراوي هاربا من المعركة ولم يقدم المطلوب منه في الشوط الأول وذهب ولم يعد في الثاني.
وكانت المباراة بالنسبة لميسي ولاعبي البارسا بمثابة رد الاعتبار بعد ثلاثة خسائر متتالية امام ريال مدريد (مرتين) والفريق الإيطالي في الذهاب، واستعاد فيها الفريق روح "بيب جوارديولا" حينما كان يشاهد مع اللاعبين فيلم "المصارع" (جلادييتور) قبل كل مباراة هامة من أجل تحفيزهم لاخراج أفضل ما لديهم خلال تلك المواجهات.
ولم يكن هناك أي وجه مقارنة بين ميسي وخط هجوم ميلان بأكمله، سواء من حيث التصويبات والمحاولات على المرمى أو الأهداف حيث أتيحت لليونيل سبع محاولات هجومية، منهم خمسة على المرمى، و2 خارجه ولم يسدد أي كرات على الثلاث خشبات.
أما ستيفان الشعراوي، فلم يسدد سوى كرتين ضعيفتين على مرمى فالديز في الشوط الأول، ولم يظهر تماماً في الشوط الثاني وكأنه اختفى. وكان لنيانج، وروبينيو "البديل"، وكيفن برينس بواتنج محاولة وحيدة على المرمى لكل منهم مما يشير إلى أن المباراة كانت من جانب واحد، فضلاً عن قدرة خط الدفاع الكتالوني على إيقاف خطورة هجمات الروسونيري.
تسلح البارسا بالحماس منذ انطلاق المباراة، واستحق الثنائي ليونيل ميسي واندرياس انيستا لقب "الخارقين"، حيث سجل الأرجنتيني هدفين من تصويبتين قاتلتين في شباك أبياتي حارس ميلان أما انيستا فصال وجال في الملعب وخاصة الجبهة اليسرى واستعرض مهاراته وراوغ ومرر بكل سهولة، في حين لم ينجح فيا من التحرر من الرقابة الدفاعية للروسونيري بجانب بيدرو الذي لم يشكل خطورة كبيرة أيضاً على مرمى الضيوف.
ففي الشوط الأول، كانت الكلمة العليا للبارسا الذي كان أكثر فاعلية من الميلان، حيث لم يصنع فرصاً عديدة إلا أنه استغل هجمتين منظمتين أحرز منهما الهدفين، حيث صوب البارسا 7 تسديدات (4 منهم على المرمى) مقابل 4 للروسونيري (2 منهم على المرمى).
هجوم ميلان افتقر للتركيز وأصيب بالرهبة المبكرة على ملعب عريق وجماهير كبيرة وأمام فريق بدا متحمساً وشغوفاً لتحقيق الفوز والثأر من هزيمة السان سيرو وتطهير ثيابه التي اتسخت من الهزائم الثلاثة المتتالية من بينهم خسارتين من ريال مدريد في الدوري والكأس.
الشعرواي ظهر تائهاً وليس كما بدا في ملعبه بمدينة ميلانو، ولم يتمكن من تسلم التمريرات التي جاءت من الوسط، تارة بسبب سرعتها وتارة بسبب الضغط الدفاعي السريع بقيادة ماسكيرانو وبيكي، وصوب المهاجم في الشوط الأول كرتين وصلتا بسهولة لأحضان الحارس فيكتور فالديز.
مباي نيانج كان على مشارف دخول التاريخ حينما استغل خطأ دفاعي كتالوني قاتل، وذهب بالكرة راكضاً نحو مرمى فالديز، وسدد كرة أرضية سريعة ظن الجميع أنها ستعانق الشباك ولكنها ارتطمت بالقائم الأيمن للحارس لترتد بعدها إلى هجمة منظمة قادها انيستا الذي أرسل تمريرة سحرية إلى زميله ميسي الذي قام بدوره بإطلاق صاروخ "أرض أرض" في شباك أبياتي.
في الشوط الثاني، ظهر البرغوث الأرجنتيني بنفس المستوى وأرهق الدفاع الميلاني بشدة وكان له دور في صناع الهدف الرابع حينما مرر لأليكس سانشيز الذي حول الكرة لألبا صاحب الهدف الرابع، ليقود فريقه في مباراة غاب عنها التكتيك الفني بقيادة المدرب المؤقت خوردي رورا، وكان سيكلف فريقه الكثير في الدقائق الأخيرة من المباراة بسبب عدم دفعه بلاعب وسط ارتكاز يساند سيرخيو بوسكيتس لإيقاف المد الهجومي الميلاني الذي تحسن نوعاً ما بنزول روبينيو وبويان كريكتش ولكن الدفاع أوقف كل تلك المحاولات.