السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إن في السحور بركة
السحور : بالفتح المأكول ، وبالضم المصدر والفعل
قد أجمعت الامة على استحبابه ، وأنه لا إثم على من تركه
ويتحقق السحور بكثير الطعام وقليله ، ولو بجرعة ماء .
فعن
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
السحور بركة ، فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة ماء ، فإن الله وملائكته
يصلون على المتسحرين " . رواه أحمد .
عنْ أنس ْبنِ مَالِكٍ رَضي
الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسول اللهِ صلى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمْ :
"تَسَحًرُوا فَإن في السَّحُور بَرَكَةً"
والبركة مضافة إلى كل من الفعل وما يتسحر به جميعاً.
والبركة كذلك تعني الزيادة في الخير والأجر
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتسحر، الذي هو الأكل والشرب وقت السحر، استعداداً للصيام،
ويذكر الحكمة الإلهية فيه، وهى حلول البركة، والبركة تشمل منافع الدنيا والآخرة.
فمن بركة السحورأنه يقوي الصائم ، وينشطه و يحصل به الإعانة على طاعة الله تعالى في النهار.
فإن الجائع والظامئ، يكسل عن العبادة.
ومن
بركة السحور أنه ويهون عليه الصيام و أن الصائم إذا تسحر لا يمل إعادة
الصيام، خلافاً لمن لم يتسحر، فإنه يجد حرجاً ومشقة يثقلان عليه العودة
إليه.
ومن بركة السحور، الثواب الحاصل من متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام.
ومن
بركته أيضاً، أن المتسحر يقوم في آخر الليل، فيذكر الله تعالى، ويستغفره، و
وقتَ السحرِ من أفضل أوقات الاستغفار إن لم يكن أفضلَها، كيف وقد أثنى
الله عز وجل على المستغفرين في ذلك الوقت بقوله: { وَالْمُسْتَغْفِرِينَ
بِالأَسْحَارِ }، وقوله: { وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }.
فالقيام للسحور سببٌ لإدراك هذه الفضيلة، ونيلِ بركات الاستغفار المتعددة.
ثم يصلي صلاة الفجر جماعة.
بخلاف من لم يتسحر فإن عدد المصلين في صلاة الصبح مع الجماعة في رمضان أكثر من غيره من أجل السحور.
ومن
بركة السحور، أنه عبادة، إذا نوي به الاستعانة على طاعة الله تعالى،
والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، ولله في شرعه حكم وأسرار.
و قد
قال الله تعالى: { مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ }،
وقال: { وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً
}.
ومن بركاته أنه شعار المسلمين، وأن فيه مخالفةً لأهل الكتاب، قال
النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: « فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا
وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَر ِ».
ومن بركات
السحور حصولُ الصلاةِ من الله وملائكته على المتسحرين، فعن ابن عمر رضي
الله عنهما مرفوعاً: «إِنَّ اللَّهَ وملائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
المُتَسَحِّرِينَ» رواه ابن حبان، والطبراني في (الأوسط)، وحسنه الألباني.
وبالجملة
فإن بركاتِ السحورِ كثيرةٌ، ولا يمكن الإتيانُ عليها أو حصرُها؛ فلله في
شرعه حكمٌ وأسرار تحار فيها العقول، وقد لا تحيط منها إلا بأقل القليل؛
فحريٌ بنا أن نستحضر هذه المعاني العظيمة
وقته :من منتصف الليل إلى طلوع الفجر ، والمستحب تأخيره
عَنْ
انس بْنِ مَالِكٍ عَنْ زيْد بْن ثَابِتٍ رَضَي الله عَنْهُمَا قال:
تَسَحَّرْنَا مَع رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَامَ إلى
الصَّلاةِ.
قال أنس: قُلْتُ لِزيْدٍ : كَمْ كَانَ بَيْنَ الأذَانِ وَالسُّحُورِ؟ قال: قَدْرُ خَمْسِينَ آيةٍ .
الأذان : يريد به الإقامة.
ويبين ذلك ما في الصحيحين عن أنس عن زيد قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قمنا إلى الصلاة.
قلت: كم كان بينهما؟ قال: قدر خمسين آية.
فكان من سنته صلى الله عليه وسلم أن يتسحر قبيل الصبح.
وعن عمرو بن ميمون قال : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطارا وأبطأهم سحورا . رواه البيهقي بسند صحيح .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته