شرح كلمة
الإِنْسان | البشر | الناس
(تك 11: 26) وهو رأس المخلوقات الحيّة وسيدها (تك 1 26-28) ويعلمنا الكتاب المقدس أن الناس في الأصل من دم واحد غير أنهم تفرقوا بعدئذ إلى أمم وقبائل عديدة يتميز بعضها من البعض في اللون والقامة والهيئة واللغة والعادات.
وقد قطنت كل أمة من بقاع الأرض ما خصتها به العناية الإلهية. وخلق الله الإنسان من التراب وخلقه على صورته تعالى مميزًا إياه عن سائل الكائنات الحية بما أودع فيه من روح حيّة خلقية تؤهله ليكون مشابهًا صورة خالقه جّل شأنه. وقد أوجد الله فيه العواطف الخلقية والميول الروحية القوى العقلية.
وقد ورد في اللغة العبرية مترادفات كثيرة بمعنى الإنسان. وقد اشتق معظمها للدلالة على أصله وهيئته وعناصره وما أشبه هذا. وقد جاء في تك 2: 7 أن الله نفخ في أنفه نسمة حياه، ولا يراد بنسمة الحياة هذه عملية التنفس الطبيعي فحسب وإنما المراد منها هو أن الله أعطاه تلك القوى العقلية والروحية مقترنة بالنفس الحية (انظر كلمة "آدم").
وبعد ما خلق الله الإنسان على صورته وضع له من الشرائع الإلهية ما ينبغي عليه أن يسير وفقًا له. على أنه غلب على أمره وانقاد إلى مخالفة تلك الشرائع وعصيان الأمر السماوي فاستحق غضب الله عليه.
وفقد بسبب ذلك جميع أمانيه وآماله. ومنذ ذلك الحين انحرفت طبائعه عما كانت قد فطرت عليه من البراءة والبُعد عن شبه الخالق فصار ميالًا إلى الشر والفساد.
وأخذت المفاسد تستحوذ عليه إلى أن تحكمت في طباعه وانتقلت عنه بحكم الوراثة إلى نسله (انظر كلمة "خطية") واستولى الموت على جميع نسل آدم. وقد شملت العناية الإلهية الإنسان كيما ترفعه وترده إلى مكانته من الله، فجعلت عليه أن يحب الرب إلهه من كل قلبه ونفسه وفكره وقدرته. وأن يحب قريبه كنفسه ولكن الإنسان ضعيف بطبعه كثير النزوع إلى الآثام والشرور ولو أنه قدّر الشريعة السماوية حق قدرها وسلك بموجبها من بداءَة أمره لظهر له في جلاء قبح المعصية ولارتدّ عن ارتكاب الشرور والمعاصي.
وقد أرسل الله ابنه الوحيد إلى العالم لينقذ الإنسان وينتشله من تلك الوهدة التي تردى فيها فجاء المسيح وأطاع الشريعة الإلهية واحتمل عقاب التعدّي عليها وهكذا هو صالحنا مع الله وفتح الطريق ثانية أمام كل مؤمن يروم الاقتراب من الله لنوال السعادة الأبدية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). ولم يكفِّر مخلصنا عن خطايانا فحسب بل أرسل لنا الروح المعزّي Pi`pneuma `mparaklhton ليوجه قلوبنا إليه مجددًا إياها ويثبت نفوسنا فيه مقوّمًا لها. وهو لا يزال يشفع فينا لدى الآب في السماوات. ومع أن بني الإنسان قد فقدوا الصورة الإلهية التي خلقوا عليها، ومع أنهم وقعوا تحت طائلة العقاب الإلهي التي خلقوا عليها، ومع أنهم وقعوا تحت طائلة العقاب الإلهي الرهيب إلا أهم أصبحوا بسبب عمل الفداء. أهلًا لأن ينالوا غفران خطاياهم غفرانًا تامًا كاملًا إذا آمنوا بالرب يسوع المسيح "الشفيع الوحيد بين الله والناس، وندموا على خطاياهم ندامة صحيحة حقيقية، وأصبحوا أهلًا للتحرر من عبودية الخطية ورِقّها، والانتقال إلى حرية أبناء الله بالنعمة المجانية التي لا تحدّ قط. بل يصبحون "ورثة الله ووارثين مع المسيح" ودليل الإيمان الطاعة لأوامر الله والخضوع التام عن اختيار لسلطته الإلهية.
والبشر كانوا معرضين في الحياة الحاضرة لصنوف من الضيقات والتجارب والموت، أما بعد انتقالهم من هذه الدار الدنيا سيحاكمون كل بحسب ما عمل الجسد خيرًا كان أم شرًا. أما الأبرار الذين قد غفرت آثامهم وثبتوا في محبة الله فإنهم سيدخلون إلى أفراح الملكوت السماوي الأبدية. وأما الأشرار الذين أهملوا وسائط النعمة ولم يكترثوا بالخلاص المقدم لهم بل رفضوه مستهينين أو متهاونين فإنهم سيذهبون إلى عذاب أبدي.
* يُكتَب خطأ: الإيسان، الإسان.