المرأة غالباً ما تكون خلف مقود السيارة شاردة الذهن متوترة، ولا تعرف كيف تصُفّ السيارة، بل هي تتسبب في الفوضى.
هذه وغيرها من الاوصاف والتحيزات السلبية ضد النساء السائقات اصبحت من الماضي، حيث تبين من البحوث العلمية المختلفة ان النساء يقدن السيارة افضل من الرجال.
على الرغم من ان شبكة الانترنت ملأى بالصور المضحكة التي تظهر محاولات فاشلة لصَفّ السيارة من قبل النساء، فإن البحث الذي جرى في بريطانيا خلال عام 2012 يستنتج ان النساء قادرات على ايقاف السيارة بشكل افضل من الرجال، فهن يتمتعن بحس افضل خلال المناورة داخل مكان صغير، كما يتمتعن بقدرة اكبر على تصور الامور من الرجال.
وأجرى العلماء - في سياق البحث المذكور - سلسلة من عمليات الرصد عبر كاميرا سرية داخل سبعمائة موقف للسيارات في المملكة المتحدة، تبين لهم أن النساء يحتجن بالفعل الى فترة اطول لصف السيارة (حوالي 21 ثانية مقابل 16 ثانية للرجال) لكنهن، وبعكس الرجال يوقفن السيارة في وسط المكان المخصص لذلك، كما أظهرت النساء نتيجة افضل في ما يخص البحث عن المواقف، ولم يتفوق عليهن الرجال الا في مسألة الايقاف الامامي.
الدراسة البريطانية التي قامت بها جامعة نيو ساوث ويلز، فتبين ان الرجال يقودون بشكل اسرع واخطر، وان الحوادث التي يتسببون فيها تنتهي غالبا بشكل مأساوي، مقارنة بتلك التي تتسبب فيها النساء، وخلال هذه المقارنة تبين أن النساء يتمتعن بقدرة افضل وتروٍّ اكثر، ويموت الرجال خلف المقود بمعدل مرة ونصف المرة اكثر من النساء، وهذا يعود - وفق العلماء - الى حقيقة ان الرجال يغامرون خلال القيادة بشكل اخطر وليسوا قادرين على توقع قدراتهم بشكل واقعي.
خلال شهر نوفمبر من العام الماضي عُمِّمت - ايضا - نتائج بحث اظهر أن الرجال تسببوا في حوالي سبعين في المائة من حوادث السير في الولايات المتحدة. اما منتقدو هذا النوع من الاحصائيات فيشيرون - من جهة اخرى - الى أن الرجال، وبكل بساطة يقودون السيارة لفترة اطول من النساء، ولهذا السبب - ايضا - يتسببون في حوادث اكثر، لكن هذه الحجة يجب ألا تكون صالحة لفترة طويلة.
فقد أظهر البحث الذي اجراه معهد بحوث النقل التابع لجامعة ميتشيغان، ان نسبة السائقين في الولايات المتحدة قبل خمسين عاما كانت حوالي %76، الا انها تصل في الوقت الحاضر الى %59 فقط، اضف الى ذلك انه - ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة - يكون عدد النساء الحاصلات على رخصة القيادة اعلى من الرجال.