سم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسولا من رب العالمين فاشرقت الارض بنور ربها .
اتكلم اصدقائى اليوم معكم عن ( العداله فى الإسلام ) ان العداله هى سمة الإسلام وشعاره والشريعه الاسلامية ميزتها العداله وقد جاء بها وقررتها مع العدو والولى على السواء .
ويقوال الله تعالى :
ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط. ولايجرمنكم شنآن قوم على الاتعدلوااعدلواهو اقرب للتقوى . واتقوا الله . ان الله بما تعملون خبير .
أى لايحملنكم البغض الشديد لقوم على الاتعدلوا فالعدل اقرب للتقوى .
واذا قد روى عن المسيح انه قال ( استغفروا لاعدائكم ).
فالاسلام يقول ( اعدلوا مع اعدائكن ) وان ذلك هو الممكن ولاسلام لايستنفر الاعداء الااذا اعتقدوا الحق وتركوا الباطل ولقد روى أن اكثم بن صيفى حكيم بنى تميم لما بلغته دعوة الاسلام ارسل بنيه يسأل النبى صلى الله عليه وسلم عما يدعو اليه فقرأ عليهم النبى صلى الله عليه وسلم ( ان الله يأنر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون .
ولما بلغوا اباهم رسالة النبى صلى الله عليه وسلم وتلوا عليه الاية الكريمه قال حكيم بنى تميم انه ان لم يكن دينا كان فى الاخلاق امرا حسنا كونوا يابنى فى هذا الامر أولا ولاتكونوا اخرا .
هذه هى روح الشريعه ومغزاها العداله التى لاتفرق بين عبد وولى ولاابيض ولااسود ولاعربى وأعجمى وقد طبقت فى عهد الرسول الأمين وعهد الراشدين تطبيقا دقيقا حتى ان رسول الله سيدالخلق اجمعين ليطلب ان يقتص منه وهو الطاهر المطهر .
وان من ابرز صور العداله فيها العداله بين الحاكم والمحكوم فالحاكم فرد من الافراد ويؤخذ منه اذا ظلم وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقتص من الوالى اذا ظلم واحدا من الرعيه وينبه عماله الى ذلك فى أوامر صارمه قاطعه لقد جمع ولاته فى موسم الحج وقال لهم وماارسلتكم لتضربوا ابشار الناس ولكن ارسلتكم لتعلموهم امر دينهم والله لاأوتى بعامل ضرب الناس فى غير حد الا اقتصصت منه .
ولقد قال عمرو بن العاص لرجل من المؤمنين يامنافق فقال مانافقت منذ اسلمت وشد رحاله الى عمر وقال لأمير المؤمنين ( لقد نفقنى الامير ومانافقت منذ اسلمت فارسل الفاروق الى عمرو بن العاص فلان انك نافقته ومانفق منذ اسلم فاذا وصلك فمكنه من ان يضربك فعاد الرجل الى الملأ الذى سمعه ينفقه فسالهم ارأوا الامير ينفقه فقالوا كلنا نسمعه فتلا كتاب امير المؤمنين على عمرو بن العاص فقال اتضرب الأمير فقال الرجل ليس هنا لأمير المؤمنين أمر فطأطأ عمرو للرجل رأسه ليضربه فهز الرجل السوط وقال الآن عفوت.
حقيقى اصدقائى الكرام نستمع الى العداله فى الاسلام التى كانت تمارس فى ايام الرسول وامير المؤمنين والخلفاء حقيقى عداله حقيقيه حددها الاسلام لايفرق بين حاكم ومحكوم ويعطى حق الضعفاء حتى من الحاكم نفسه واسأل اين نحن من هذا .
تقبلوا كلمتى اصدقائى بكل الصدق والامانه ولكم منى كل الشكر والتقدير دائما .