إنها مدرسة الحياة.
أيها الإخوة الكرام: ذكر الله تَعَالَى أنه يصيب الأقوام ليتعظوا، قال
تعالى{ وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ
لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ } ومعنى الآية، أن الأبناء سكنوا في أماكن الآباء
والآباء في أماكن الأجداد، وقد هلك قرن وأتى قرن، فما اتعظ هذا الحي بما أصاب
الميت... إنها مدرسة الحياة
{ وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ }
نزلتم قصورهم، وسكنتم دورهم، وورثتم أملاكهم، فما لكم ما اتعظتم بما وقع عليهم،
أوَ ما كان هذا لكم نذير؟!
قال سفيان الثوري رحمه الله
: "لاعب ابنك سبعاً، وأدبه سبعاً،
وصاحبه سبعاً، ثم اتركه مع التجارب" أي: لاعبه حتى يصل إلى السابعة، ثم أدبه
من السابعة إلى الرابعة عشرة، ثم من الرابعة عشرة سنة إلى الواحد والعشرين سنة
صاحبه ثم بعد الواحدة والعشرين اتركه مع تجارب الدنيا، يصاب ويصيب، ويأتيه من
الأخبار الأمور ما تجعله ملقناً، مجرباً، حكيماً، إذا كان ذو عقل، يقصد مدرسة
الحياة وهذه هي السن التي يكون فيها الطالب في الجامعة، أم عضوا نشيطا بالمنتدى،
أو عاملا في بناء أمته ....قد استفاد من حياته...
قال الشاعر:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ...........ويأتيك بالأخبار من لم
تزود
تبدي لك الأيام...ستعلمك الأيام.......أرجوا أن تكون رسالتي وصلتك
أخي (إنها مدرسة الحياة)
في مدرسة
الحياة نتعلم من بعد كل نجاح أو فشل، وأحيانا نخوض تجارب مريرة حتى نتعلم أن لا
نسلك طريقها مرة أخرى، إن الفشل أو الخطأ أحيانا أكثر نفعا، حيث أننا نتعلم من
أخطائنا أسرع من ما نتعلمه من غيرها، إذن للفشل جانب مشرق، فهو وقود النجاح لأنه
يكشف لك مواطن الضعف والخطأ، حتى تتجاوزه أو تعدله، والشيء الأهم هو أن تتعلم كيف
تخرج من تلك التجربة الفاشلة بسلام، وأن تخرج منها بفائدة، وتسعى إلى تدارك كل ما
قد يصيبك من إحباط، وأن تعزز لديك الثقة بنفسك، فالفشل ليس رذيلة بل فضيلة حين
يكون دافعًا للنجاح، وسلمًا للصعود والنهوض والدفع باتجاه الأفضل وتحقيق الأهداف...
أختي: إن الكتب تلقِّن الحكمة صحيح في طياتها حكم كثيرة، لكن أختي هل
تخرّج الحكماء؟...
وإن الذين امتازوا في العلوم والفنون لم يتعلموا في المدارس فحسب بل
تعلموا في مدرسة الحياة...
لو قرأنا كتباً في: فن السباحة والغوص نستفيد صحيح لكن لو قذف بنا في
النهر هل نستطيع أن نسبح؟...
أليس أفضل طريقة لتعلم
السباحة هي: أن ننزل للنهر لنتعلم فيه مباشرة.
أحدنا يدخل الجامعة أربع سنين ثم يخرج منها وهو جاهل، ثم يرى نفسه
أنه مثقف.
ودخلت فيها جاهلاً متواضعاً ......وخرجت منها جاهلاً دكتورا
يا شيخ قد سُمِّيت دكتورا....... والثور ثورا وإن ألبسته ثَورا
لذلك إخوتي أنبه أن لا نغفل على مدرسة الحياة... خاصة وأنها تستقبل
الجميع كما سبق... وهي مدرسة نظرية وتطبيقية علنا نستفيد منها ونفيد... ونحن فيها
دارسين ومدرسين، فبجدنا وتعاوننا نرتقي في سماء العز والمجد...
ما رأيك لو قلت لك: أن هذا المنتدى مدرسة من مدارس الحياة...يعلمنا
يثقفنا يوجهنا ينصحنا ...إلى سواء السبيل...ألم تلاحظ أخي الكريم أنه: منتدى
إسلامي عام لأهل السنة والجماعة...يبين العقيدة الصحيحة السليمة، يرد على العقائد
الباطلة المنحرفة...يوصل للعالم آمال وآلام وتحديات شعوبنا في الأرض...ينصر
المستضعفين...إذا فهو مدرسة من مدارس الحياة...
......
لذلك أقول لكم إخوتي: مدرسة الحياة مدرسة فسيحة الأرجاء، تضم الجميع
دون دفع رسوم...فمن فاته التعليم الأكاديمي...فليستفيد من مدرسة الحياة...
هذه مدرسة الحياة..............يدخلها جميع الفئات
دون دفع رسوم................دون تسديد غرامات
بقلب رحب تسع............عالم الشباب والبنات
تخرج منها أبي وأمي...........وكل الآباء والأمهات
أرجوا أن نستفيد منها.........جميعا قبل حين الممات
حتى نعلوا بها قمم العز..........فوق الجبال الراسيات
هذا لك أخي نصحي........أزفه عبر خير المنتديات
حفظك ربي ورعاك.........ورزقك أعلى الدرجات
ويشهد الله صدق قولي........وقد اردفته بذي الأبيات
ولست بشاعر فأنا عضو......كباقي الأعضاء والعضوات
فقلت جزاء الإحسان...........إحسانا ما كان إساءات
فكما استفدنا منكم..........نبادلكم طيب الكلمات
لذا سللت قلمي فتقبلوا.......مني أخوتي هذه الخربشات
نعم أخوتي هي خربشات.......ولا تقولوا كفاك جهالات
فأهل مكة أدرى بها..........والله أدرى بكل المخلوقات
تقبلوا مني أخوتي ودي..........وأحلى السلام والتحيات
ورفعكم الله بالمنتدى.........وجعلكم سيوفا ضد الخرفات
وجمعنا وإياكم غدا.........في الفردوس وأعلى الدرجات
أخوكم بدر.