دمشق غرامي
شعر : عائشة ديب
أَحِــنُّ إليـهـا .. وأَبْـكــي علـيـهـا ..
وأَشْــكُـــو هــواهـــا بــآهـــاتِ صَـــــبِّ
وفـــــي مقـلـتـيَـهـا يـــــذوبُ فــــــؤادي
وتـحـكـي دمـوعــي حـكـايـاتِ حُـبــي
دمشقُ غرامي .. وفيها هُيامي ..
وأحْـسَـبُـهـا مـــــن شـرايــيــنِ قـلــبــي
هَرِمْنا .. مرِضْنا .. ومِتنـا انتظـاراً
لـــــذاك الـتـصَـابــي وذاك الـتَّـسَـبّــي
وعِــشْــنــا بــحُــلْـــمٍ لـــذيــــذٍ زمـــانــــاً
مَــدَدْنـــا أفـانـيـنَــه فــــــوقَ سُـــحْـــبِ
كـــأنّـــا خُـلِـقْــنــا لــتــلــك الأمـــانــــي
وضَــــربٌ مــــن الـعــيــبِ ألاّ نُـلــبّــي
دمـشـقُ .. عِيَـالـكِ ضـاعـوا بـعـيـداً
وهــامــوا زمــانـــاً بــشـــرقٍ وغَـــــرْبِ
ومــاعَـــقَّ فـيــهــم صـغــيــرٌ تـخــلّــى
ولا جـــــاءَ فـيــهــم كــبــيــرٌ بــعَــيــبِ
ولكـنْ ضَحـايـا ، هُــمُ .. صدّقيـنـي
قَضَـوا عُمرهـمْ بـيـن خَـطْـبٍ ورُعْــبِ
قـضَــوا عـمـرهـمْ يـرقُـبــون الـتّـلاقــي
وشَـــابـــوُا ومـاخــالــطــوكِ بــشــيـــبِ
بــدونــكِ أمــــي .. ضَـلـلْـنـا وتُـهـنــا
فَـقَـدنــا حَـنـانــكِ مـــــن دون ذنـــــبِ
وكـــــم مـزّقـتْـنــا حــكــايــا الـــرّوابـــي
وعـصـفـورةِ الـنّـهـرِ تـلـهـو بـعُـشــبِ
هـنــالــكَ زهــــــرُ الـبـنـفـســجِ غـــنّـــى
وتــلـــك الـيـنـابـيـعُ تــجـــري بـــتُـــربِ
حفظـنـا أسـامـي الـزهـورِ نـصـوصـاً
قـــرأنـــا تـفـاصـيـلـهـا بـــيـــن كُـــتْـــبِ
شَمَمْنـا - بـرغـمِ البِـعـادِ - شَـذاهـا
رأيـنــا الـرُّبــى تـرتــوي دونَ حُـجْــبِ
نُـــؤَمِّـــل يـــومـــاً قــريــبـــاً ســيــأتـــي
وهـــاهــــوَ آتٍ عــــلــــى كــــــــل دربِ
أضــــــاءَ لـــنـــا بـالـيـقـيــنِ دُعـــانــــا
فــأشــرقَ فــــي كُـــــلِّ قــلـــبٍ ولُـــــبِّ
دمشـقُ .. سقِمـتُ بوجـدي وحـبّـي
ولـــم أسـتـفـدْ مـــن طـبـيــبٍ وطــــبِّ
حـنـانـيــكِ ، إنّـــــيَ طــفـــلٌ غــريـــقٌ
فــمُـــدّي يــدَيـــكِ لـتـمــســكَ ثـــوبـــي
وضُـمــي صـغـيـركِ يــــا أمَّ مــوســى
فـقـد عــاد طفـلـكِ مــن بـعــدِ غُـــرْبِ
دمشقُ .. أحبكِ .. يا سِـرَّ عمـري
وسِــــرَّ نــضــالٍ .. وثــــورةِ شــعـــبِ
وقـــد يـرتــوي الـحــبُّ أنّـــى التقـيـنـا
وقـد يكتـوي القلـبُ مــن دون حــبَّ
فـهـل يسـمـحُ الـدهـرُ يـومـاً بـوصـلٍ
بــروضٍ فسـيـحِ المـسـافـاتِ رحـــبِ
وهــــل يـسـتـفـيـقُ الــزمـــانُ عـلـيـنــا
بـلـحــنٍ جـمـيــلِ الـنـهـايـاتِ عَــــذْبِ
دمشـق خذينـي .. فهـذي حـروفـي
وهـــــذا مِـــــدادي أضـــــاءَ كـشُــهْــبِ
عـشــقــتُ الـحــيــاة لأجــلـــكِ إنــــــي
أمـــــــوتُ بــبُــعـــدٍ وأحـــيــــا بـــقــــربِ