ثار فلاح علي صديقه وقذفه بكلمة جارحة ، وما إن عاد إلي منزله ،
وهدأت أعصابه ، بدأ يفكر باتزان : " كيف خرجت هذه الكلمة من فمي ؟!
أقوم وأعتذر لصديقي"
بالفعل عاد الفلاح إلي صديقه ، وفي خجل شديد قال له :
"أسف فقد خرجت هذه الكلمة عفوا مني ، اغفر لي!" ،
و تقبل الصديق اعتذاره ، لكن عاد الفلاح ونفسه مُرة ،
كيف تخرج مثل هذه الكلمة من فمه ، و لم يسترح قلبه لما فعله
فالتقي بشيخ القرية واعترف بما ارتكب ، قائلا له :
"أريد يا شيخى أن تستريح نفسي ، فإني غير مصدق أن هذه الكلمة خرجت من فمي!"
قال له الشيخ :
"إن أردت أن تستريح إملأ جعبتك بريش الطيور ، واعبر علي كل بيوت القرية ،
وضع ريشة أمام كل منزل".
في طاعة كاملة نفذ الفلاح ما قيل له ، ثم عاد إلي شيخه متهللا ، فقد أطاع!
قال له الشيخ :
"إذهب اجمع الريش من أمام الأبواب".
عاد الفلاح ليجمع الريش فوجد الرياح قد حملت الريش ،
ولم يجد إلا القليل جدا أمام الأبواب ، فعاد حزينا ... عندئذ قال له الشيخ :
" كل كلمة تنطق بها أشبه بريشه تضعها أمام بيت أخيك ، ما أسهل أن تفعل هذا؟! لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلي فمك "
اذن عليك ان تجمع ريش الطيور .... او تمسك لسانك
تذكروا قول الله تعالى : "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" ،
و قول نبيكم : "المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده " ، صدقت يآ رسول الله