بتول حداد – رحمها الله- ضحية جديدة للتخلف «الذكوري» في مجتمعنا بصرف النظر عن كل ملابسات أو ظروف مقتلها.
[size=30]رحلت بتول وهي بين يدي رب السموات والأرض الآن وقاتلها سواء أكان والدها أم اي شخص آخر في عائلتها هو أيضا ضحية للحصار الذي يفرضه على الإنسان الأردني مرض التخلف، وبكل الأحوال سيلقى القاتل مصيره في الدنيا، حيث القانون والقضاء، ولاحقا سيخضع لحساب العدالة الإلهية.[/size]
[size=30]التخلف نفسه هو الذي دفع بعضنا للاقتتال وتهديد السلم الأهلي في قرية وادعة جميلة بعد التشاجر على دفن الجثة … قتلنا بتول ثم تشاجرنا على احتضان جثمانها… هل يوجد بأمانة اسم من أي طراز لمثل هذا السلوك خارج سياق مفردة التخلف الاجتماعي.[/size]
[size=30]تراب الأردن الطاهر البريء من كل المجرمين سيحتضن ثرى الشهيدة بتول بصرف النظر عن وجود مسجد او كنيسة فوق هذا التراب، فالدين لله والوطن مع ترابه للجميع، والموت لا يدقق اولا بسجلات الأحوال المدنية ويقرأ بند «الديانة»، اما الجريمة نفسها فلا دين لها على الإطلاق.[/size]
[size=30]التخلف هو المجرم الحقيقي، وحق بتول علينا جميعا في هذا الوطن أن نشير للقاتل الحقيقي بكل الأصابع، ونندفع فورا لمحاكمته وطنيا بعد إلقاء القبض عليه.[/size]
[size=30]أشك شخصيا بأن بتول قتلت لأنها مسيحية أو لأنها أشهرت إسلامها بل لأنها فتاة حرة رفضت الخضوع للمجتمع الذكوري، فالرجل في الأردن خارق حارق قاتل يرتكب كل الموبقات ثم يندفع كالثور لقتل امرأة ضعيفة حتى يصبح بطلا في المجتمع.[/size]
[size=30]قبل بتول قتلت عشرات الفتيات المسلمات لأسباب تافهة من قبل ذكور مجرمين مارسوا الادعاء بالحفاظ على الشرف بجريمة لا شرف فيها أو لها من حيث المبدأ.[/size]
[size=30]أعرف شخصيا امرأة أطلقت زغرودة عندما ذبح ولدها شقيقته بناء على جريمة اجتماعية لم ترتكبها، وشاهدت بعيني خلية من «الذكور» تنشغل ليلا ونهارا وتجمع المال لتأمين أفضل المحامين للقاتل نفسه.[/size]
[size=30]بتول ماتت، فلندع روحها ترقد بسلام، وليأخذ القانون مجراه، ولنعزل كل «العنتريات» التي لا تنتمي لطائفة أو لدين بل تشمل الجميع، ولنترك عنا ذلك الكلام الفارغ عن مجتمع التعايش الديني، فلا يوجد في الأردن من حيث الأصل مشكلة اسمها التعايش الديني.[/size]
[size=30]يوجد في الأردن مشكلة واحدة فقط عابرة لكل المناطق والهويات والحدود اسمها «التخلف[/size]