!
ما أجمل لقاء الأحبة!
كم يبث الأنس و يطرد الأحزان و يريح النفوس المتعبة..
لحظاته مشرقة و نسائمه عليلة و هواؤه منعش ..
و أصوات الأحبة فيه كزقزقة العصافير على الأفنان..
ما أجملنا و نحن نتحلق حول المائدة لنرتشف معا كؤوس الفرح ..
ما أجملنا و نحن ننتقي أطايب الكلم و نتهادى ورود المحبة..و نتبادل الضحكات و الهمسات..
و آه ثم آه من لحظات تليه ما أقساها! حين يغشى الوداع المكان بسواده و ينعق غراب البين بصوته المريع:"أن تفرقي أيتها الجموع! "
فيَجِمُ حينها الجميع و تخرس الألسن لتسود وحدها لغة الدموع ..
فلا تسل عن القلب و لوعته و عن الوجدان و لهيبه و عن العين و عبراتها الحرى..!
يالحزني إذ أمسيت و لا ضوء و لا قمر و لا نجوم تزين سمائي!
يا لبؤسي إذ توارت عن بصري أشخاصهم و غابت عن مسمعي أصواتهم..!
ماذا عساي أقول عن اللقاء بالأحباب؟إنه فصل من فصول العمر بديع يضاهي الربيع في روعته و رونقه ,
سيظل الفؤاد يحن إليه كما تحن الفراشة إلى الورود و الرياحين , و سيبقى باب الأمل باللقاء-رغما عن الوداع-مُشرعا