للصمت عشق كعشق الشاعر للكلمات ..كعشق العازف للنغمات
احيانا نعشق الصمت ونلفظ الكلمات ..نكرهها ..نضيق بها..
تضيق معانيها الشاسعة بما ف صدورنا من احاسيس وانفعالات ..
تبدو احرف الكلمات عاجزة ان تعبر عما تجيش به صدورنا فنلتحف الصمت ونتخذه عباءة نتدثر به..
نعم لاتنطق الشفاه باية حروف او كلمات ولكن ثمة اجزاء اخرى منا
تابى الصمت ..
قد تكون عيوننا الناطقة التى تحكى الف الف كلمة دون ان تنبس الشفاه بحرف واحد..
و ارتعاشات ايدينا تزف الف الف معنى رغم احجام الشفاه عن المشاركة..حتى ايماءاتنا تشارك وتقول اكثر بكثير مما تقوله الكلمات
تضيق الكلمات والمعانى وتتسع بحجم الم اعماقنا ..بحجم شوق صدورنا
نحب بحجم السماء ..وقد نكره بنفس الحجم ..
قد نثور بنفس القوة
فتضيق صدورنا وتختنق العبارات ونشعر انها عقيمة لن تكفى ..لن تعبر عنا فنتدثر بالصمت الناطق ولكن لمن يعى معنى الصمت؟؟؟
حين يكبر الجرح وينمو يصبح الصمت اقوى من اى صراخ او عويل
وتصبح نظرات العيون الصامتة و ماينطلق منها من انين وعتاب حزين اقوى من كل الكلمات
يكون الصمت ضعفا حين تجب الكلمات.. ويكون الصمت ابلغ من اى كلام حين يمكننا ان نعبر بوسيلة اخرى غير الكلمات..
هى اعمق واقوى واقدر على التاثير
الصمت ابلغ من الكلمات لمن يفهم لغة الصمت
نصمت حين نشعر ان الصمت هو نهاية لطريق طويل من كلمات لم تجد طريقا لها
نصمت حين يستبد بنا الالم او الحنين ولاتقوى الكلمات ان تصف كل الاحاسيس
نصمت حين يكون الجرح اقوى من المعانى والكلمات
انها فلسفة الصمت ولكن ليس للعاجزين عن الكلمات وانما لمن يملكون الكلمة ولكنها قاصرة..عاجزة.. تابى ان تعبر عن كم الجرح .. كم الشوق.. او.. او.. او
وتبقى حكايا الصمت اقوى بكثير من ثرثرات فم
فى لحظة سخاء