إنّه ذلك المرض الذي يحمل بين ثنايا حروفه الرّعب لكل من سمع به أو قرأ عنه،فالمصير المؤلم الذي ينتظر المصاب به،وعدم توافر العلاج الفعّال في القضاء عليه يجعل منه مشكلة مخيفة لا تؤثّر في المصاب فقط بل في العالم أيضاً على حد سواء.
يعرف مرض الإيدز بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة،وكلمة متلازمة تعني أنّه ليس مرضا واحداً فحسب،بل عبارة عن عدة أمراض تنهال على المريض بعد تفشي الفيروس في جسده.
أمّا بالنسبة لمسبّب المرض،فإنه ذلك الفيروس الذي يهاجم مناعة الجسد تدريجيّاً حتى يدمّرها،ويودي بالمريض صريع أمراض عدّة تنهش أعضاء جسده.
وتعتبر سوائل الجسد هي النّاقل الأساسي لفيروس الإيدز،إذ يمكن لهذا الفيروس أن ينتقل عن طريق الدّم عند التبرع به من شخص لآخر،أو عن طريق التعرّض لبعض الأدوات الملوثة بالدم،كما أن الاتصال الجنسي سواء كان بين الرجل والمرأة أو بين المرأة والمرأة أو بين الرجل والرجل يعتبر سببا أساسيا وشائعا لانتقال هذا الفيروس،ويمكن للمرأة الحامل أن تنقل هذا الفيروس إلى جنينها أثناء الحمل أو بعد الولادة عن طريق حليب الرّضاعة.
وعند التّركيز على قضية الأعراض المصاحبة لهذا المرض،فإنّ من الأهمية بمكان أن يعلم عامّة الناس أن كل هذه الأعراض إنّما هي ناتجة عن التهابات بكتيرية وفطرية وطفيلية وأخرى فيروسية بسبب النقص المناعي الحاد الذي يرافق العدوى بهذا الفيروس،ومن أبرز هذه الأعراض:
الحمى،آلام المفاصل،آلام العضلات،التهاب الحلق،التعرق"وخاصة أثناء اللّيل"،التّعب العام،الخمول،نقصان الوزن،تضخم الغدد اللمفاوية،ظهور بعض البقع الحمراء على الجلد والتي يرافقها حكّة.
وعلى الرّغم من ظهور هذه الأعراض على معظم المصابين،إلا أنّ هناك نسبة من المرضى الذين لا يحملون أيّاً من هذه الأعراض،إذ يبقى الفيروس يدمّر بالخلايا المناعية للمصاب ،ويكون المريض هنا في حالة صحيّة جيّدة ولا يشكو من أيّة أعراض.
أمّا عن الأعراض التي تظهر في المراحل الأخيرة للمرض فيمكن تلخيصها بما يلي:
الإسهال المزمن،كثرة السّعال الجاف،عدم وضوح الرّؤية،ارتفاع درجة حرارة الجسد ولمدّة قد تستمر لعدّة أسابيع،التعرّق اللّيلي،تعب دائم،صعوبة في التنفّس،ظهور بعض البقع البيضاء على الفم واللسان.
يمكن اكتشاف فيروس الإيدز عن طريق إجراء فحص خاص للدّم يظهر تواجد الفيروس في الدم،بحيث تكون نتيجة الفحص "Positive" في حال كان الفيروس متواجدا،وغالباً ما يتم تكرار هذا الفحص أكثر من مرة للتأكد،وعند التأكد من الإصابة بالفيروس يتم بعد ذلك إجراء فحوصات أخرى تبين أي مرحلة من مراحل المرض قد وصل إليها المريض،والوقت المناسب لبدء العلاج.
وتنبغي الإشارة هنا إلى أنّ نتيجة الفحص لن تظهر بصورة "Positive" إلا بعد مرور ثلاثة أسابيع إلى ثلاثة أشهر من الوقت الفعلي للإصابة بالفيروس.