حبا الله عزّ وجل الإنسان بتكوينٍ دقيقٍ وفريد؛ فقد مَيَزَهُ عن غيرهِ من المخلوقات بأنْ أودع فيه مناطَ التكليف؛ وهو العقل: ذلك العضو المركزي من الجهاز العصبي الذي به قوام حياة البشرية، وبه يُبْسَطُ نفوذُ التحكمِ على عمليات الجسم الفسيولوجية، النفسية، الكيمائية، والحيوية؛ فالدماغ يقوم بجمع المعلومات من الوسط المحيط والداخل للجسم، ويحلِّلُها؛ ويَتَّخذ القرارات المناسبة بناءً عليها، ومنْ أهمِّ أجزاء هذا الجسم قنطرة تقع في جذعه، وتحوي نوى أحد أهم أعصاب الجسم القحفية (العصب الخامس، العصب السادس، العصب السابع، العصب الثامن)، وهذه القنطرة يُطلق عليها جسر فارول.
موقع جسر فارول من الدماغ
هو أحد أجزاء جِذعِ الدماغ، ويقع تحت الدماغ المُتوسط، فوقَ النخاع المستطيل، وبمواجهة المخيخ، فهذه الحدود التي تحدُّهُ من جهاته المختلفة تتوافق معه في ظل العمل الوظيفي المرتبط؛ لذا لا بدّ من معرفة وظيفتها وطبيعتها، لتتشكَّلَ صورة واضحة عن هذا الجسر؛ وذلك من خلال معرفة سِرِّ وجوده في هذا الموقع بين هذه الأجزاء من الدماغ، وطريقة تعاونه الوظيفي معها:
- جذع الدماغ: هو كتلةٌ دماغيةٌ تربطُ ما بين المخ والدماغ البيني وبين النخاع الشوكي، وتتألفُ من الدماغ المتوسّط وجسر فارول والنخاع المستطيل، حيث يُعتبرُ المسؤولَ عن نقل الأوامر العصبية من المخ إلى كافة أعضاء الجسم في الجهاز العصبي الطرفي، وكذلك العكس على شكل معلومات حِسِّيةٍ، فهو يتحكَّمُ بالعديد من الوظائف منها: التحكُّمُ بالوظائف الحيوية غير الإرادية، التحكُّم بالساعة البيولوجية للجسم، التحكُّم بمراكز الحسِّ من خلال الأعصاب القُحْفِيَةِ التي تنشأ من جسر فارول، وتتحكَّم في العديد من الوظائف مثل: العملية الحسِّية في كل من العين والأذن، وحاسَّة التذوق، وعمليات البلع وإفراز اللعاب، وعضلات الوجه التي تتحدث بلغة الجسد.
- الدماغ المتوسط: هو أحد أهمِّ مكوّنات الجهاز العصبي المركزي، ويقع ما بين جسر فارول والدماغ البيني، ويرتبطُ بالعديد عمليات الجسم مثل: الحركة وتنظيم درجة حرارة الجسم، حيث إنَّه يحتوي على الأعصاب القحفية، العصب الثالث والرابع؛ حيث يتم من خلال هذه الأعصاب التحكّم بتلك العمليات.
وظائف جسر فارول