الحمد لله عدد ما يكون و عدد الحركات و السكون و الصلاة و السلام على الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم أفضل تسليماً و بعد :
ما الحكمة من خلق الإنسان ، لماذا خلق اله تعالى آدم و حواء ، لماذا خلق اله تعالى الإنسان من طين ، لماذا الإنسان خليفة اله في الأرض ، كلها أسئلة سنعرف إجابتها بعد قراءة الموضوع بإذن اله تعالى .
يشعر بعض الناس أنهم خلقوا في هذه الدنيا عبثاً بدون سبباً و لا فائدة ، لكن اله تعالى خلق الإنسان ليعبده و يمتثل لأوامره و يجتنب نواهيه و في الآخرة إما دخول الجنة أو دخول النار و هي حقيقة لا مفر منها ، و يجب ان يدرك الإنسان أنه لم يخلق نفسه بنفسه و لم تخلقه الطبيعة و لم تخلقه الأحجار ، وبطبيعة الفطرة و العقل فأن الإنسان يدرك وجود الله تعالى و أنه هو الذي خلقه و خلق السماوات و الأرض و خلق الجبال و الأنهار و الأشجار و الصخور و الحيوانات و أن كل هذا من عند اله تعالى و هو في علم الغيب ، يقول تعالى : " و ما خلقنا السماوات و الأرض و ما بينها لاعبين " و هذا دليل على أن الغاية الحقيقية من خلق الإنسان هي عبادة اله تعالى وحده لا شريك له و لو أن الإنسان خلق لغير عبادة الله تعالى لكان مثل البهائم يأكل و يشرب و يتكاثر فقط .
كما يجب على الإنسان أن يعلم أن الخالق هو خالق كل شيء يخلق ما يشاء لمن يشاء و لا يجب أن يسأل عما يفعل اله تعالى لما فيه من شرك بالله تعالى .
و قد أخبرنا اله تعالى في كتابه العزيز عن كيفية خلق آدم و حواء ، و أنه خلق آدم من تراب ثم صيّره طيناً ثم صوره ، و خلقت حواء من ضلع سيدنا آدم الأيسر و بث منهما البشر جميعاً و الدليل على ذلك قوله تعالى : يا أيها الناس إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالاً كثيراً و نساء " و هذا يعني أن آدم و حواء أساس البشرية ثم أنحدر منهم باقي البشر .
و قد كرّم اله الإنسان بأن جعله خليفةً له في الأرض لعمارتها و بنائهاو تنمية الحياة و تحقيق إرادة اله تعالى ، و نهايةً الحمد لله على كل حال .