من رحمةِ الله عزّ وجلّ بنا أن أرسلَ لنا نبيّه صلّى الله عليه وسلّم ، هذا النبيّ الذي أخرجنا الله بهِ من الظلمات إلى النور وأرشدنا به إلى سلوك الطريق التي تنجّينا من النار وتُدخلنا الجنّة ،ورسالة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وبعثته هي من علامات الساعة ، فما هي علامات الساعة ؟.
لكلّ شيء علامات وأمارات يتميّز به ،وهناك علامات صنّفها العلماء على أنّها علامات صُغرى لقدوم الساعة (يوم القيامة) ، وهناك علامات كُبرى يكون لقيامها دلالات على اقتراب الساعة.
وهذه الدلالات والعلامات أوضح بعضها القرآن الكريم كقصّة يأجوج ومأجوج بشكلٍ صريح وبعض الدلالات الأخرى التي جاءت بشكل ضمني من خلال تفسير بعض آي القرآن.
أمّا السنّة النبويّة المطهّرة فقد أوضحت هذه العلامات في العديد من الأحاديث النبويّة التي تطرّقت لعلامات الساعة .
ومِن أهمّ العلامات والتي تُعدّ من علامات الساعة الكبرى والفاصلة والحاسمة هي علامة طلوع الشمس من مشرقها ، فبِهذه العلامة تكون نهاية التوبة ، ولا تَصِحّ التوبة بعدها ، وهذا من حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ((أوَّلُ الآياتِ خُروجًا، طلوعُ الشَّمسِ مِن مغربِها، وخروجُ الدَّابَّةِ على النَّاسِ ضُحًى، قالَ عبدُ اللَّهِ: فأيَّتُهُما ما خَرجت قبلَ الأخرى فالأُخرى منها قريبٌ، قالَ عبدُ اللَّهِ: ولا أظنُّها إلَّا طُلوعَ الشَّمسِ من مغربِها )) – رواه الألبانيّ وصحّحه ابن ماجه .
وقد قال صلّى الله عليه وسلّم في انقطاع التوبة عن العبد حين طلوع الشمس من المغرب بقوله صلّى الله عليه وسلّم : ((من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه)) وقوله عليه الصلاة والسلام : ((لا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت طبع الله على كل قلب بما فيه، وكفي الناس العمل )).
والراجح أنّ طلوع الشمس من المغرب يكون قبل خروج الدّابة ؛ لأنّ خروج الدّابة يكون بعد انقطاع التوبة ، وهي – أي الدّابة – تختم على الناس فتسِم المؤمن بالإيمان والكافر بالكفر، وهذا يكون بعد انقطاع الأعمال ، وحسم المصائر.
أمّا عن الشمس وكيف يكون طُلوعها من المغرب فهو كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده ، عن الصحابيّ عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال : ((إنَّ أوَّلَ الآياتِ خُروجًا طُلوعَ الشَّمسِ من مغربِها وخروجُ الدَّابَّةِ ضُحًى فأيَّتُهُما ما كانَت قبلَ صاحبتِها فالأُخرى على إثرِها ثمَّ قالَ عبدُ اللَّهِ وَكانَ يقرأُ الكتُبَ : وأظنُّ أولاها خروجًا طلوعَ الشَّمسِ من مَغربِها وذلِكَ أنَّها كلَّما غرَبت أتَت تحتَ العَرشِ فسجَدت واستأذَنَت في الرُّجوعِ فأُذِنَ لَها في الرُّجوعِ حتَّى إذا بَدا للَّهِ أن تطلُعَ من مغربِها فعَلَت كما كانَت تفعلُ أتَت تحتَ العرشِ فسَجدَت فاستأذنت في الرُّجوعِ فلم يُردَّ عليها شيءٌ ثمَّ تَستأذنُ في الرُّجوعِ فلا يردُّ عليها شيءٌ ثمَّ تستأذنُ فلا يردُّ علَيها شيءٌ حتَّى إذا ذَهَبَ مِنَ اللَّيلِ ما شاءَ اللَّهُ أن يَذهبَ وعَرفت أنَّهُ إن أُذِنَ لَها في الرُّجوعِ لم تدرِكِ المشرقَ قالَت ربِّ ما أبعدَ المشرِقَ من لي بالنَّاسِ حتَّى إذا صارَ الأفُقُ كأنَّهُ طوقٌ استأذنَت في الرُّجوعِ فيقالُ لَها من مَكانِكِ فاطلُعي فطلَعَت على النَّاسِ من مَغربِها ثمَّ تلا عبدُ اللَّهِ هذِهِ الآيةَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا )).