تعتبر ليلة القدر من الليالي العظيمة بل يمكن اعتبارها بأفضل ليلة في السنة كلها فالبركة التي في هذه الليلة والجوائز العظيمة التي جعلها الله عزّ وجلّ للمتقين في هذه الليلة لا تعد ولا تحصى فهي بعلم الله وحده فالله عز وجل هو الكريم وهو الغفور فلذلك تعدّ هذه الليلة هي من أكثر الليالي التي يتجلى الله عز وجل فيها بكرمه على عباده ويشملهم برحمته وغفرانه وهو عز وجل لا يحتاج إلى يوم ليجود على عباده في الكرم والغفران فهو الغفور الكريم الرحيم سبحانه وتعالى، إلّا أن هذه الليلة تعد من الليالي المقدسة ويرجع السبب في ذلك بسبب اعتبارها ليلة من ليالي رمضان العشر الأواخر على وجه الخصوص ولاعتبارا الليلة التي تنزل فيها الوحي بالقرآن الكريم لأول مرة على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء.
وبما أن المسلم حريص على التقرب إلى الله عز وجل بشتى الوسائل والطرق فنيل رضى الله عز وجل وغفرانه هو الغاية الأسمى لدى المسلمين أجمعين، ولذلك تعدّ هذه الليلة المباركة أحد أفضل الأوقات التي يمكن للمسلم استغلالها من أجل الصول على رضى الله عز وجل وغفرانه فلهذه الليلة العديد من الكرامات التي جعلها الله عز وجل للمتقين وأولى هذه الكرامات هي أنّ هذه الليلة خير من ألف شهر كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم:" لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر (5)" فبذلك تعتبر هذه الليلة من الليال المباركة فهي الليلة التي يتنزل بها الملائكة إلى الأرض وهي الليلة التي ينزل بها جبريل عليه السلام إلى الأرض بعد وفاة آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، وهي كما قال الله عز وجل ليلة سلام وسكينة حتى طلوع الفجر.
ومن فوائد هذه الليلة العظيمة أيضاً هو غفران الذنوب فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"، فقيام تلك الليلة والإكثار من الصلاة في تلك الليلة يعد ذا فضل عظيم فهو يغفر الذنوب بالإضافة إلى اعتبار الصلاة في تلك الليلة خيراً من ألف شهر فالصلاة في تلك الليلة تعد أفضل من صلاة ألف شهر وهذا من رحمة الله عز وجل وكرمه بعباده وهي الليلة التي توزع فيها الأرزاق على العباد وتستجاب فيها الدعوات ففي تلك الليلة ينزل الملائكة من غروب الشمس حتى شروقها فيصلون مع القائمين ويسلمون عليهم.