السُّنة في اللغة هي الطريق المسلوكة أو المتَّبعة وكذلك على العادات والتقاليد التي يمارسها الناس، واصطلاحاً تُطلق على السُّنة النبوية الشرفة وهي كل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة، فالسُّنة مأخوذة حصراً عن النبي عليه الصلاة والسلام. والسُّنن كثيرة وهي تُغطِّي كل مناحي حياتنا، وهي تنقسم إلى عدة أقسم، فمنها السُّنن الواجبة والمؤكدة والمستحبَّة، ولكن تشترك كل السُّنن في أن فاعِلها يؤجر؛ وتاركها لا يؤثم، فهي ليست كالفرض إذ يؤثم تاركه. وفي ذلك قوله تعالى (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)، أمرٌ من الله سبحانه وتعالى بأخذ ما أتى به الرسول عليه الصلاة والسلام وترك ما نهى عنه. وكذلك في قوله تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)، أي ان التأسِّي بالرسول هو أمرٌ مطلوب، فهو خير البشر والمصطفى الذي اصطفاه رب العالمين.
ومن هذه السُّنن نورِد سُنن الصلاة المؤكدة، وهي ركّعات سنَّها المصطفى عليه الصلاة والسلام قبل الصلوات أو بعدها (وما بنطِقُ عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى). وفيها من الأحاديث الكثير نورد منها عن عائشة رضي الله عنها (حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الغداة، كانت ساعة لا أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها فحدثتني حفصة أنه كان إذا طلع الفجر وأذن المؤذن صلى ركعتين)، وفي حديث آخر لأمِّ المؤمنين عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلَّم كان يصلي في بيته قبل الظهر أربعا ثم يخرج، وعنه عليه الصلاة والسلام (من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة)، وكذلك قوله (رحم الله امرأ صلى أربعاً قبل العصر)،
ونوجِزُ فيما يلي هذه السُّنن وهي كالتالي:
1. ركعتين قبل صلاة الفجر: وهي من أكثر السُّنن التي أكَّد عليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وذلك في الحديث الشريف (لا تدعوهما ولو طردتكم الخيل)، وذلك لِما لها من فضل كبير واجرٍ عظيم، وكذلك قوله (رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا فِيهَا).
2. أربع ركعات قبل صلاة الظهر.
3. ركعتان بعد صلاة الظهر.
4. أربع ركعات قبل صلاة العصر: وهي صلاة مندوبة، أي أنه يستحب أن يصلِّيهم إذا كان له متَّسعٌ من الوقت.
5. ركعتان بعد صلاة المغرب.
6. ركعتان بعد صلاة العِشاء.
ركعات السُّنة قبل صلاة العصر لم تدخل من ضمن الاثني عشرة ركعة المذكورة في حديث النبي صلى عليه وسلم وذلك لأنها مندوبة، أما باقي السُّنن فهي مؤكدة وثواب من صلَّاهم في اليوم هو بيتٌ يُبنى له في الجنة، ويا له من ثوابٍ عظيم.